.

.
الخميس، 31 مارس 2016

ملخص الدليل القرآني | هيمنة القرآن


سلسلة : و أشرقت الارض بنور ربها
البحث : ملخص الدليل القرآني - هيمنة القرآن
تحقيق : صفاء البدري 


الاية :{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ 
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ  } [ المائدة / 48 ]


معنى الهيمنة هو الحفظ  و المراقبة ، و مهيمناً عليه تعني مراقباً و حافظاً له ، القرآن الكريم لما كان خاتماً للخطاب الإلهي ، و بعد حفظ الله عز و جل له من التحريف و لما جاء فيه من تصحيح القصص و الروايات في الكتب السماوية السابقة له ، فجاء داعماً للكتب السابقة و مؤيداً لها ، و مصححاً لها ، و ايضاً لما جاء به من خاتمة الشرائع ، كان لا بد ان يكون له الهيمنة على تلك الكتب و أن يكون هو المتصدر على دراساتنا في معرفة المشروع الإلهي الذي يتبنى فكرة المصلح المجدد ، و الثورة الإلهية العادلة في آخر الزمان . 

كيف تصدى القرآن الكريم الى الهيمنة على الكتب السماوية ؟! 

اخبر القرآن الكريم في عدة مواضع ان الكتب الأخرى قد اصابها التحريف و وقع اتباعها في شبهات و قد اوضح ايضاً مواضع كثيرة من التحريف ، مما ادى الى بطلان اتّباع الكتب السماوية من دون الرجوع الى تصحيح هذا التحريف ، و قد سبق ان بيّنا ان هذه الكتب تبقى محافظة على قيمتها في بحثنا لما تبقى من كلام الله عز و جل فيها على الرغم من التحريف ، و لكن اتباع تلك الكتب بصورة عامة و الاعتماد عليها في صياغة العقيدة بصورة بحتة باطل لا محال . 
  
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُون   الاية ٧٩ | البقرة






و بين القرآن الكريم المسائل الاساسية الكبيرة التي خالف فيها الكتابيون الصواب و صحح اعتقاداتهم في النص القرآني ، و افضل مثال على ذلك هو قضية صلب نبي الله عيسى عليه السلام ، و رفعه الى السماء ، فبيّن لهم انه لم يصلب و لم يقتل ، و انّما رفع الى السماء و لم يمت و له رجعة اخرى ، و هذا ايضاً من التأسيس الدقيق للفكرة و المشروع الإلهي في وراثة الارض في آخر الزمان ، و هنا نضع ايدينا على جواهر رائعة في البحث ، و هي النصوص القرآنية التي اسست هذه العقيدة و تبنّت هذا المشروع .

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا النساء | ١٥٧
   
بالاضافة الى ذلك فد قام القرآن الكريم بنسخ احكام الكتب السماوية الاخرى ، 
بمعنى اخر انتهاء صلاحية العمل بتلك التشريعات التي نزلت على اتباع الكتب السماوية السابقة ، و هذا مظهر اخر من مظاهر هيمنة القرآن الكريم على تلك الكتب ، فتبديل الاحكام ، يجعل اتّباع القران الكريم هو المصدر الوحيد للعبادة و بالنتيجة بطلان العمل بالتشريعات السابقة . 

   
الأربعاء، 30 مارس 2016

بطلان اقاويل ابن عربي و فساد معتقداته عند الامامية | ملخصات عقائدية

‎العلاّمة الحجّة آية الله السيّد جعفر العاملي(دام ظلّه)، يذكر بأنّ: ابن عربي سُنّي متعصّب، وله أراء باطلة.
ما ذكره السيّد جعفر العاملي بخصوص ابن عربي هو خلاصة رأيه فيه، فعلماؤنا غير متّفقين في تقييم هذا الرجل؛ فبعضهم يرفعه إلى مصاف الأولياء الصالحين، كأغلب العرفاء المشهورين، وفيهم: السيّد الخميني، والسيّد محمّد حسين الطهراني(قدّس سرّهما)، وبعضهم يهبط به إلى مصاف النواصب المنحرفين، ويسمّيه بـ(مميت الدين)، كالشيخ أحمد الأحسائي وجميع تلامذته وأقطاب مدرسته، وبعضهم متوقّف فيه، متحيّر في أمره، كبعض فقهائنا المتأخّرين، أمثال: السيّد محمّد باقر الصدر،
وكان الملا صدرا الشيرازي، صاحب كتاب (الأسفار الأربعة)، من أوائل من أحسن الظنّ بابن عربي، وتابعه على ذلك أغلب من كان له حظّ من (الحكمة المتعالية) من تلامذته ومتذوّقي فلسفته، وعلى رأسهم: الفيض الكاشاني وعبد الرزّاق اللاهيجي...
وقد قال الشيخ محمدرضا المظفر في ترجمة صدر الدين الشيرازي، التي أدرجها حسن الأمين في (أعيان الشيعة): ((يكثر من النقل عن محي الدين بن عربي المتوفّى (638هـ) في جميع كتبه، ولا يذكره إلاّ بالتقديس والتعظيم، كالتعبير عنه بالحكيم العارف، والشيخ الجليل المحقّق، ونحو ذلك، بل في بعض المواضع ما يُشعر بأنّ قوله عنده من النصوص الدينية التي يجب التصديق بها ولا يحتمل فيها الخطأ))(1).
‎نقول: وأحياناً يقوم بنقل عبارات لابن عربي ويختمها بقوله: ((انتهى كلامه الشريف))، ويعتذر عن نقل كلامه بقول أمير المؤمنين(عليه السلام): (انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال)، ويعلّق الشيخ المظفّر على هذا بقوله: فعدّه من أئمّة الكشف والشهود، وجعله في صفّ أمير المؤمنين(عليه السلام)، ووصف كلامه بالشريف، يجعله أعظم من أن يصحّ فيه الاعتذار بأنّه: (لا تنظر إلى من قال...)!
وهو بعد لا يجعل أحداً من الفلاسفة في رتبته حتّى الشيخ الرئيس ابن سينا والخواجة نصير الدين الطوسي؛ فإنّه لا يتأخر عن نقدهما، ولا يتحرّج من تفنيد آرائهما دون ابن عربي(2).
إلى أن يقول: ((وأكبر الظنّ أنّ الذي أخذ بمجامع قلب صاحبنا (صدر المتألّهين) من الشيخ ابن عربي، إعجابه بآرائه في الوجود، التي قال عنها: ((لمّا نظرنا في كتبهم وجدنا منهم تحقيقات شريفة مطابقة لما أفاض الله على قلوبنا)).
وتغافل عن آرائه الأُخرى التي يختلف معه فيها، أو أنّه لم يطّلع عليها على أبعد الفروض))(3).
‎بينما رأى الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي: أنّ ابن عربي قد شوّه الدين، وابتدع بعض المعاني التي من قال فيها انتهى إلى الكفر، كقول ابن عربي: ((بسيط الحقيقة كلّ الأشياء))، ورأيه في قدم الإرادة، وتعشّق الغلمان، ونجاة فرعون في الآخرة، وغير ذلك من آرائه!
وقد خطّأ الأحسائي الملا صدرا لذهابه مذهبه وتبنّيه لأفكاره(4)، وصنّف كتابين كبيرين في الردّ على ملا صدرا، وهما: (شرح المشاعر)، و(شرح العرشية)، تتبّع فيهما ما اقتبسه واستفاده ملا صدرا من ابن عربي ونقده نقداً لاذعاً..
وقد أدّى ذلك إلى حدوث موجة من الحملات الفكرية ضدّ الشيخ الأحسائي من قبل مؤيّدي الشيرازي، اتّهموه فيها بالجهل وعدم الفهم، بل قد تحامل عليه السيّد أحمد الآشتياني في تعليقاته على (شواهد الربوبية) تحاملاً شديداً، وادّعى فيه ما لا ينبغي أن نسطّره هنا!
ومن الذين صوّبوا صدر الدين الشيرازي في آرائه التي أخذها من ابن عربي جملة من الفحول من حاملي لواء (الحكمة المتعالية) في حوزة قم المعاصرة.
‎ونجد صدى أفكار ابن عربي ماثلة عند جملة من عرفاء الشيعة الكبار، منهم: السيّد حيدر الآملي، الذي ادّعى أنّ الصوفية هم الشيعة الحقيقيون دون سائر الناس، وقد غالى في كتابه (جامع الأسرار) وأسرف في مدح ابن عربي وسائر الصوفية، وانتقص من شأن عامّة الناس من أتباع مذهب أهل البيت ونفاهم عن التشيّع الحقّ!
والنزاع في شخصية ابن عربي لا يقلّ ضراوة عن النزاع في آرائه؛ إذ زعم بعضهم أنّه: من كبار أولياء الله، بل قال بعض شرّاح كلامه: أنّه خاتم الأولياء(5)، وادّعى خصومه أنّه: ملعون كافر، وذهب آخرون إلى أنّه: مفكّر عظيم، وعارف 
‎ليس له نظير، وبعضهم إلى آراء بين هذا وذاك..

‎إنّ ابن عربي، من الرجال الذين كثر فيهم الجدل بين العلماء، ولا سيما بين أهل العرفان، ومرجع ذلك الاختلاف في الرجل هو: إنّ لديه مكاشفات ولطائف عرفانية كثيرة, مع سلامة في الأسلوب، ومتانة في العبارة، وعمق في التفكير..
غير أنّه مع ذلك قد ادّعى دعاوى منكرة خالف فيها المشهور.
‎ومن أبرزها: ادّعاؤه: أنّ كتابه (فصوص الحكم) قد أملاه عليه الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقوله بنجاة فرعون في الآخرة, وذهابه إلى أنّ النظر إلى الغلمان الحسان الوجوه له مدخلية في السلوك إلى الله، وهو مذهب جماعة من المتصوّفة يبتدؤون سيرهم وسلوكهم بالتأمّل في صفات الصبيان والغلمان ذوي الوجوه الحسان!
وله أفكار مجملة غاية الإجمال ظاهرها الكفر، كقوله: ((بسيط الحقيقة كلّ الأشياء))، وتصريحه بوحدة الوجود والموجود، وأنّ الخلق مجرّد عكوس وخيال ووهم لا أصل له، فليس ثمّة موجود سوى الله.
ولذا قال شاعرهم:
‎وما الناس في التمثال إلاّ كثلجة ***** وأنت لها الماء الذي هو نابع
ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه ***** ويوضع حكم الماء والأمر واقع
‎وكان بعض علمائنا(رحمهم الله) ممّن كان له ذوق في العرفان يرون في ما كتبه ابن عربي نهاية التحقيق، مع أنّهم على دراية تامّة بفساد مذهبه ومعتقده!!
وهذا لا يعدّ تناقضاً منهم؛ فنحن كثيراً ما نمدح شخص لفنّه أو لعلمه، كبعض كبار الفنّانين والعلماء، ونطريهم بأحسن الأوصاف، رغم أنّنا نعلم جيّداً أنّهم منحرفون عقائدياً، وحينئذ لا ينبغي أن يُعترض علينا بأنّكم: كيف تمدحون فلان المنحرف؟! لأنّنا في الواقع بصدد مدح فنّه أو علمه، أمّا هو فيكون مرآة عمّا يتقنه من صنعته وما يبرع فيه من اختصاصه.
وهكذا علماؤنا الذين مدحوا ابن عربي؛ فإنّهم مدحوه لا بعنوان أنّه ذو عقيدة صحيحة، بل مدحوه لما برع فيه من علم العرفان.
والبعض الآخر من علمائنا يحسنون الظنّ فيه ويشرحون كلامه بما لا مطعن فيه، على خلاف ما يشرحه المخالفون ويؤولون ما ظاهره دالّ على الخلاف، كذلك يعتقدون بوقوع الدسّ والتحريف في كتبه.

مفاد المقال ان الشيعة تعتقد ببطلان اقاويل و ادعاءات ابن عربي ، و اراءه هي اراء كفرية عندهم 

رأي السيد السيستاني في ابن عربي 
السؤال :

نظراً الی المطالب المنسوبة الی حضرتکم فی بعض المواقع التی تؤیدالعرفان المنسوب لصاحب الفصوص ، نطلب ان تتفضلوا برایکم بهذا الخصوص .

الجواب :

انا بخصوص المعارف الاعتقادیة اکون علی منهج اکابر علماء الامامیة قدس الله اسرارهم الذي یکون مطابقا لایات القرآن الکریم و روایات اهل بیت العصمة والطهارة علیهم السلام و لا اؤید المنهج المذكور اعلاه .

رأي السيد الخوئي في ابن عربي :


يقول السيد الخوئي في (رسالة في الإرث):

وكذا يحكم بكفر بعض الفرق المنتسبين إلى الإسلام إذا رجعت عقائدهم إلى إنكار الاُلوهية والخلق ، أو النبوّة أو المعاد ، كالقائلين بوحدة الوجود من الصوفية الظاهر ذلك من أشعارهم ، بل من متونهم ، كما في عبارة محي الدين بن العربي التي هي (الحمد لله الذي خلق الأشياء وهو عينها)(2) الدالّ على وحدة الوجود ، فإذا لوحظت المراتب فيكون خلقاً ، وإذا لغيت فهو نفس الخالق ، فالواجب والممكن عندهم موجود واحد ، وإنّما يختلف بالاعتبار ، فباعتبار حدّه هو ممكن ، ومع إلغاء الحدّ هو واجب ، وهو راجع في الحقيقة إلى إنكار الخالق ، ويحتمل أن يكون هذا هو المراد من أشعار بعضهم ، التي معناها أنّه لا فرق بين موسى وفرعون إلاّ بالحدّ ، فإذا لغي الحدّ فموسى وفرعون شيء واحد.


صيانة النفس | السيد محمد رضا الشيرازي


بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين
حديثنا في هذه الليلة باذن الله تعالى حول تهذيب النفس وقبل ان نبدا بالموضوع نقدم مقدمة هي ان الانسان عندما يولد يولد وتولد معه اربعة ابعاد بعض هذه الابعاد لها وجود بالفعل وبعض هذه الابعاد لها وجود بالقوة والوجود بالقوة هو نوع من انواع الوجود بالفعل اذا لوحظ في حد ذاته وان كان يطلق عليه الوجود بالقوة عندما يقاس الى وجود منتظر مثلا انتم عندما تاخذون نواة هذه النواة لها القابلية فيما اذا توافرت الظروف والشروط الملائمة ان تتحول الى شجرة وهذه القابلية في هذه النواة لها وجود بالقوة ولذلك عندما تضعون حصاة الى جانب النواة فما هو الفرق بينهما الفرق ان النواة تملك هذه القابلية وهذا الاستعداد بينما الحصاة لا تملكها .هذه الابعاد الاربعة بعضها لها وجود بالعقل وبعضها لها وجود بالقوة وهذه الابعاد هي اولا بعد العلم ……ثانيا بعد العقل ……ثالثا بعد البدن ……..رابعا بعد النفس .
اولا بعد العلم / جهود طائلة تصرف على الابعاد الثلاثة الاولى واولها بعد العلم . ان الانسان عندما يولد هل يعلم شيئا ؟ لعله والله اعلم ومن القران الكريم ..ان الانسان عنما يولد لا يعلم شيئا حيث يقول الله .(( والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا )) وهذا يؤكد ان الطفل لا يعلم شيئا مما للشيء من العرض العريض واذا كانت الاية فرضا لا يراد بها العموم الاستغراقي فمعارف الطفل محدودة جدا .. هل يعلم الطفل ان اجتماع النقيضين محال وان ارتفاع النقيضين محال وهل يعلم ان قانون الذاتية الذي بني عليه المنطق الحديث .. الظاهعر يقول كلا . ولكن هذا الطفل توجد لديه القابلية للتعلم .. وهذه القابلية لا توجد في هذا الجدار . والجهود تبذل للانتقال بالطفل من حالة الجهل المطبق الى قمم العلم والمعرفة .وانتم تلاحظون ان الطفل يمرر كل شيء تحت يده وهذا باب من ابواب المعرفة ثم يضع كل شيء في فمه وهذا باب من ابواب المعرفه وكل نظر وكل لمس وكل وكل سماع فهو باب من ابواب المعرفة والغريزة التي اودعها الله في الطفل تجعله ينمو في هذا الاتجاه تنمية عجيبة وقبل مدة ذكر بعض العلماء ان المعلومات التي نحملها نحن البشر (المقدار المتوسط وعلى النحو التقريبي ) الانسان المتوسط يحمل 90000000 مليون من المعلومات خلال سنين حياته وبعد ذلك فان الابوان يهتمان اهتماما كبيرا بتنمية الطفل في هذا الاتجاه فيضعونه في المدارس … وبعد ذلك فان الانسان يواصل الحركة العلمية الخاصة به وينتقل من الجهل المطبق الى مرحلة ال90000000 مليون مجلد …
البعد الثاني بعد العقل //
والشيء الذي يبدو لنا في باديء النظر . ان العقل يختلف عن العلم فالعلم مجموعة من الادراكات والصور الذهنية ولكن العقل هو القدرة على التمييز والتشخيص ومعرفة النافع والضار والموازنة بين القريب والبعيد وترجيح المنافع على الاضرار …هذه هي القدرة العقلية وايضا تبذل جهود\ طائلة لتنمية هذه القدرة لدى الانسان وذلك الطفل الضعيف الذي لا يدرك ولا يوازن ولا يميز بين الضار والنافع اصبحت له القدرة على ان يدرك يوازن ويميز بين الضار والنافع وان يفكر ويختار
البعد الثالت بعد البدن // واضحة هي الجهود التي نبذلها جميعا في هذا البعد ولعل جميع او جل الجهود مسخرة لتنمية هذا البعد والحفاظ عليه وبدلا ان يكون هذا البعد مسخرا لخدمة الانسان .. فان الانسان يكون مسخرا له . ويركض جل عمره لهذا البدن وبعد ان يموت فان الشيء الذي يتركه يكون هو لهذا البدن ..
والنقطة التي نشير اليها في هذا المجال هو اهمال البعد الرابع وهو بعد النفس // فالابوان غالبا لا يتوجهان لهذا البعد وهل رايتم ابوان يديران او يراقبان او يدرسان نفسية الطفل او يتوجهان لتنمية هذا البعد .حيث نرى ان أي اختلال في بدن الطفل او أي شيء يؤثر فيه فان الابوان يتوجهان للتخلص منه وهذا المظهر من عجائب الله في هذا الكون وهو انه جعل للمخابر مظاهر ولعل انه لكل مخبر مظهر يلاحظون هذه الظواهر ويحاولون الانتقال من هذه الظواهر الى ما خلفها من البواطن ولكن نفسية هذا الطفل عندما يقول هذه الكلمة او يتخذ هذا الموقف انما يكشف عن شيء في نفسيته …ونحن مرة في حديث قديم ذكرنا ان النفس مثل المعمل وانتم عندما تلاحظون انتاج فان الانتاج يدل يدل على طبيعة المعمل …وهذه الكلمة وهذه الحركة وهذا الموقف يدل على نفسية الطفل وطبيعته ولكن هل ندرك هذه الظواهر او نلاحظها او نجعل لها وقفة ؟…كلا . كما ناخذ الطفل الى الطبيب الجسدي هل ناخذه الى الطبيب النفسي ؟؟؟ الاباء والامهات هل يفكرون في ذلك ؟ وهل قمنا بعملية استبطان وفق هذه الظواهر التي نشاهدها … وممكن أي شخص يعيش مع ذاته ثلاثين او أربعين عاما ولا يعرف من هو ؟؟؟ واخطر انواع الجهل ان الانسان يعيش ولا يعرف نفسه ..وفي المواقف والمباغتات تظهر حقيقة الانسان ..ونحن هل نعلم اننا نملك صفة الشجاعة ام لا نملك ؟ ولكن اذا تعرضنا الى موقف ممكن ان نعلم ذلك . او نكتشفه وكذلك درجة الايمان والتقوى لنا كم هي ؟؟؟ لا نعلم ؟ في موقف تظهر الدرجات … في موقعة كربلاء ..احد الاشخاص يظهر حرملة بن كاهل الاسدي واحدهم يظهر حبيب ابن مظاهر الاسدي ..الطفل لديه قوة شهوية لا يتمكن ان يسيطر عليها ولديه قوة غضبية لا يتمكن ان يسيطر عليها لانه لا يوجد توجه على النفس واصلاحها وهذه تبقى كما هي فالعقل ينمو والمدارك والمعارف تنمو ولكن النفس تبقى على نفس المستوى ..وهذا الانسان الكبير فهو في نفس الوقت طفل صغير وكيف ان الطفل عبد لقواه الغضبية والشهوية .فان الانسان الكبير يكون كذلك ولكن بشكل اخر عبد لقواه الغضبية والشهوية هذا الاهمال وهذه الغفلة …هل رايتم بعض الأطفال المعاقين (عمره 18 عام ولكنه كطفل عمره سنتين ) وهذه القضية من المهمات الى ابعد الحدود , وهو انه الانسان ما ربى قواه الغضبية والشهوية ولم يهذب نفسه ولم يتمكن ان يخرج من تلك الحالة التي كانت في طفولته وبقي على عبوديته لقواه فان اخرته تصبح في خطر وهذه تعرض الانسان والعياذ بالله ان يخسر حياته الابدية .. فالذي جعل فرعون هو فرعون من كان ؟ نفسه الحاكم الطاغي .والذي جعل هامان هامان من هو؟؟ نفسه الوزير الطاغي . والذي جعل قارون قارون من هو ؟نفسه الثري الطاغي ..والذي جعل الشلمغاني هو الشلمغاني .من هو ؟نفسه العالم الطاغي . والقضية تحتاج الى مواظبة ومراقبة وبرنامج …
الموضوع الثاني //ما هي الخطوات في هذا الطريق ؟
الخطوة الاولى / اليقظة وهي تعني الانتباه وهي ان الانسان يعرف انه يعبش الخطر ..هنالك ايات في القران الكريم ..يظهر منها هذا المعنى ..فالله يقول ((انا كنا في اهلنا مشفقين )) المؤمنون لهم حالة اشفاق .ولعل المراد حالة الخوف (فمن الله علينا ووقانا عذاب ثمود ) والله نعالى في اية اخرى يقول في سورة المعارج (ان عذاب ربهم غير مامون …) ولا يوجد امن ولا يوجد اطمئنان واذا كان الانسان في حالة الاطمئنان او الامن او الثقة بالنفس .فانه لا يخاف ولا يشفق ولا يحذر . واما اذا كان الانسان في حالة خوف في حركته . وهذه الحالة يجب ان نوجدها في انفسنا وهي حالة الخوف والاشفاق التي يعقبها حالة الحذر وهذه القضية المعروفة انه قيل لسلمان ( لحيتك افضل او ذنب الحيوان الكذائي ) واذا ما طرح هذا السؤال علينا فاننا سنغضب (فاذا به يقول (اذا مررت على الصراط . فلحيتي افضل واذا لم امر فذنب الحيوان الكذائي افضل من لحيتي ) ولدينا من الاحاديث الكثيرة التي تحث على ان يكون المؤمن بين الخوف والرجاء …….
الخطوة الثانية ///برنامج علمي فهو مؤثر في النفس وفي الحالات النفسية .العلم والمعرفة مبدا من مباديء الحالات النفسية …القران الكريم يشير الى هذه الحقيقة والله تعالى يقول (انما يخشى الله من عباده العلماء ) والعلم يوجب الخشية وهو ذلك العلم الالهي فالعلم مؤثر والمعرفة مؤثرة ..في دعاء كميل نقرأ ((وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعه …)) اذن المعرفة تنتهي الى الخشوع وهي المعرفة الصحيحة المعرفة الإلهية سابقا كانت ضمن البرنامج برنامج المعرفة .الطلبة كانوا اول ما يبدأون بالدراسة يبداون بكتاب منية المريد باداب المفيد والمستفيد للشهيد الثاني وهذا كان هو البرنامج لهم في حياتهم ..لانه كان في اغلب الاحيان عندما يبدا الفرد في منطلق معين وفي رؤية معينة واذا به ينتهي في حالة اخرى وهذا الكتاب من الضروري مطالعته ومباحثته وتدريسه ..
الخطوة الثالثة // برنامج عملي وهو ان يحاول الانسان كبح هذه النفس احد العلماء كان يقول في عالم من الذين انتقلوا الى رحمة الله سبحانه وتعالى . كان يقول اني كنت ارى في كل خطوة له جهادا في نفسه , وحتى عندما يجلس على مائدة الطعام في اكله كان يجاهد نفسه ..وفي نومه كذلك يجاهد نفسه ..وهذا البرنامج العملي يعطي للنفس قوة ..لانه هذه الانتصارات الصغيرة ترفع المستوى ..وبالنتيجة تؤدي الى صنع الانتصار الكبير ويوجد بعض الافراد يذهبون الى ابواب اخرى لتحقيق هذه الغاية ولكننا لانحتاج الى الذهاب الى ابواب اخرى .ونحن اذا ما عملنا بما يوجد في فقهنا او بما يوجد في مفاتيح الجنان فان هذه كافية كبرنامج لتربية هذه النفس .صلاة الليل من المستحبات المؤكدة وهي من أصعب الامورعلى الأفراد .وفي كل ليلة تكون للفرد تجربة جديدة مع نفسه ..هل يتمكن ام لا ؟؟عندما يجعل المنبه يدق .قبل آذان الفجر بعشرة دقائق هل يقدر على النهوض ام لايقدر ؟ وهذه تجربة جديدة وهي اما للنجاح او للفشل ..وهذا الذي لا يتمكن ان يستيقظ من نومه هل يتمكن ان يثبت في ميادين الجهاد والذي لا يتمكن ان يضحي بنومه هل يتمكن ان يضحي بنفسه في الميادين …وهذه تجربة في كل ليلة ويتمكن كل شخص ان يجرب نفسه ويلاحظ مستواه ويتمكن ان يرفع منه بهذه التجربة الليلية ولدينا خطوة اصعب من هذه الخطوة وهي السيطرة على الجوارح وخطوة السيطرة على الجوانح وهي من اصعب الامور .الشيخ مرتضى الحائري لعله رحمه الله على ما اتذكر كان يقول انه تمكن بالمجاهدة مع النفس وصل الى درجة انه لا يبدي غضبه ..والانسان دائما يتعرض الى مواقف تثير الغضب فهل يتمكن من السيطرة على نفسه ؟… اغلب الناس لا يتمكن وانا تمكنت ان اسيطر على غضبي ولكن السيد الخونساري المرجع المعروف وصل الى درجة ان تمكن من السيطرة على باطنه بحيث انه لا يغضب ونحن في كل يوم تجربة جديدة وهي عندما نصلي هل نتمكن ان نسيطر على فكرنا خلال اربع دقائق وهذه تجربة متجددة في كل يوم ونجاح في كل يوم اوفشل في كل يوم الله تعالى يقول ((الذين هم في صلاتهم خاشعون )) وهذا ميدان للجهاد مع النفس او لتنمية النفس واذا ما راجعنا الروايات الواردة عن اهل البيت ((صلوات الله عليهم اجمعين)) يجد فيها الكثير من هذه المفردات . فاحاديثهم مشحونة بامثال ذلك .الاشياء التي تعطي للانسان قوة وتنمي وتطهر نفس الانسان ..ومن المفردات الموجودة في الروايات والصعبه الى ابعد الحدود ..ولدينا في الروايات ان من علامات اهل الجنة انهم لا يكلفون احدا شيئا ..فهل نتمكن ان ننجح في هذا الاختبار او لا نتمكن كل هذه اختبارات تعطي للانسان قوة في هذه الحياة والانسان يجب عليه ان يطالع الروايات ويستخرج هذه المفردات ويعمل بها قدر الامكان .السيد علي شبر رحمة الله عليه تنقل عنه هذه القضية ((انا لم اسمعها منه بل نقلها شخص عنه )) يقول كان هناك شخصان حدث بينهما حوار في قضية أي مناقشة …واحدى ميادين الاختبار ميدان المناقشة وميدان الجدل ((والانسان لايقدر ان يتحكم في اعصابه )) وكان احدهما اعلى رتبة ومقاما وفهما ومنزلة اجتماعية والثاني كان ادنى منه فالثاني احتد في البحث مما ادى به الى اهانة الاعلى منه رتبة ومنزلة وقال له (من انت حتى تبدي رايك في هذه المسالة )واهانه وكان جواب الثاني بان سكت لحظة ثم قام واتجه الى من هو ادنى من هو رتبة وانحنى وقبل يده .وفي هذه الاثناء تاثرت جماعة الرجل فخرج هو وخرجت معه جماعته واصدقائه فقال لهم انا اعلم ماذا يدور في نفسكم الان ..انتم تفكرون لماذا لم ارد عليه اهانته ..؟ ولماذا قمت واعتذرت منه وقبلته يده ؟ قبل يده واعتذر منه لان البحث اغضبه …قال انا عندما اهانني ذلك الشخص نفسي قالت رد عليه بالمثل وانا قلت لنفسي …لا ارد ماذا حدث ؟..قال كلمة وانتهت هذه الكلمة ولم تضرني بشيء …لكن نفسي ألحت ..رد فقلت لنفسي ما دام امرتيني بالرد فانا اريد ان ارغمك ..فانا ساقوم واقبل يد ذاك واعتذر منه … نفسي قالت لا انا انسحبت ..لا يحتاج لاترد فقلت لها انت انسحبت لكن انا لا حتى بالمستقبل لاتامريني بهذه الأشياء فانا سأقوم واقبل يده فقمت وقبلت يده واعتذرت ان البحث اغضبه …..فهل نحن نتمكن من ذلك ؟ نعم نحن جالسين هنا …نقول نعم ولكن عندما يدخل الانسان في الميدان يقدر او لايقدر .. الجد رحمه الله ..ينقل عنه انه كان يقول ((انه كان اول ما دخل الى ميدان العلم صمم على ثلاثة اشياء واحداها انه لا يجادل احدا ابدا ..والجدال غير البحث ~..لان البحث هدفه الوصول الى الحقيقة اما الجدال فهدفه اثبات الذات ,اثبات الانا اثبات راي الانانية خطيرة جدا ولعل منبع جميع المشاكل الاخلاقية هي في صفة الانانية يعني الانسان يجعل نفسه محور وينظر الى جميع الامور من خلال ذاته الانسان عندما يدخل في ميادين التنافس الاجتماعية وعندما يدخل في ميدان عداوة اجتماعية او يدخل او يقحم هناك حديث لامير المؤمنين صلوات الله عليه ..مضمون الحديث ((من يخاصم لا يتقي الله )) والذي يدخل في ميدان الخصومة والذي لديه خصومة من نوع معين فالتاجر لديه نوع من انواع الخصومة العالم له نوع والموظف له نوع ..وكل انسان يبتليه الله بشكل معين وهل يتمكن ان يحفظ ذاته او لا يتمكن الله تعالى يشير في القران الكريم الى هذا المعنى بقوله (( ان تكون امة هي اربى من امة ..)) حتى تلك الجماعة لا تتفوق علينا ..اذن اعمل ما يحلو لك .. حتى فلان الذي هو منافس لي لا يتفوق علي اعمل ما اشاء احيانا احد الاشخاص لا يتقي الله في المنافسة الاجتماعية واحيانا نفس المنافسة تكون هي المحرك وهذا خطر اخر ..يعني يجب ان لايتجاوز الحدود الشرعية لا يكذب ولا يغتاب ولكن محركه هو المنافسة واعني بها المنافسة الدنيوية وليس المنافسة الالهية الحقيقية يعني فلان لا يتفوق علي .. الله سبحانه وتعالى العمل الذي ليس له لا يقبله .وكذلك لايهمه الاعمال ولا يهمه الاعمال الضخمة بقدر ما يهمه الباعث والنية والمنطلق وهذه المجالات العملية كلها ميادين لاختبار النفس ولتربية النفس نسال الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على انفسنا .

الخلق العظيم للرسول الكريم | السيد محمد رضا الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين … 
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ((وانك لعلى خلق عظيم )) صدق الله العلي العظيم 
الحوافز الأخلاقية هي عبارة عن الدوافع الباطنية التي تحرك الفرد نحو اتخاذ موقف أخلاقي معين وهذه الدوافع تتنوع الى ثلاثة أنواع :
النوع الأول الدوافع القهرية وهي عبارة عن ان الفرد يتخذ موقفا أخلاقيا لأنه ملجأ لاتخاذ ذلك الموقف او لأنه مكره لاتخاذه ..وهناك رواية عن رسول الله محمد (صلى الله عليه واله )) ان هنالك بعض المتدينين هؤلاء يقومون بالواجبات ويحجون الى بيت الله ويعملون ما يجب عليهم ..ولا يرتكبون الحرام ..لماذا ؟؟لانه لم يتوفر أمامهم .. وهو غير متورع عن ارتكاب الحرام لانه لايوجد لديه خوف داخلي من الله سبحانه وتعالى ولكن لايتمكن (فاذا عرض لهم الحرام وثبواعليه )والعياذ بالله ..وهذا يبقى على قول ذلك الرجل انه كتم في قلبه حب الدنيا أربعين عاما..وهو عبد من عبيد الدنيا وليس عبدا من عبيد الله ولكن هذا الحب للدنيا وهذه العبودية كانت مكتومة في قلبه أربعين عاما ..وليست يوما او يومين او ثلاثة أيام ..فاذا في يوم من الأيام عرضت له الدنيا ..وعرض عليه الخليفة الدنيا فوثب على هذه الدنيا …هذا التعفف ما كان لدافع ذاتي وإنما كان لدافع قهري .
النوع الثاني من الدوافع /الدوافع المصلحية ..وهي مصلحة مقابل مصلحة ومنفعة مقابل منفعة انا أصله لانه يصلني ..هذه تجارة انا احترمه لانه يحترمني هذه تجارة  وهي بمعنى البيع وهو كما يعرفه الشيخ الأعظم رحمة الله عليه مبادلة مال بمال ..مال يخرج من جيب هذا الرجل ويذهب الى جيب ذلك الرجل ..وهذا هو البيع انا احترمه لانه يحترمني .هذه تجارة وان لم تكن مبادلة مال بمال وإنما مبادلة احترام باحترام ..وهذا نوع من أنواع التجارة ,
النوع الثالث //وهذه حقيقة الأخلاق والرجل الخلوق هو الذي ينطلق في أخلاقه من الدوافع الإلهية .لان هذا العمل محبوب لله انا ابر لوالدي وليس لان والدي يبر بي انا ليس لي علاقة بان والدي يبر بي او لايبر بي ..بل لان الله تعالى يحب البر بالوالد فانا ابر بوالدي ..انا أتواصل مع أخي المؤمن ليس لانه يتواصل معي بل لان صلة الرحم محبوبة عند الله ..
البيئة التي جاء فيها النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم )ما هو موقفها من الناحية الاخلاقية .وانتم لابد وان سمعتم عن أخلاق العرب ..ماذا كانت حقيقة تلك البيئة الاخلاقية ؟ الحقيقة انه كانت هناك نوادر ولا أريد ان أقول حكما عاما .ولكن انتم اذا نظرتوا الى الظاهرة العامة أما الدوافع القهرية كانت هي الحاكمة وأما الدوافع المصلحية هي التي كانت تحكم في البيئة التي بعث فيها النبي …والرجل العربي يقول ((انصر أخاك ظالما او مظلوما ))وهذا ينسجم مع الخلق الإلهي لانه أخوك او لانه من عشيرتك ..الرجل من عشيرتي أفضل من الرجل من عشيرة غيري واذا حدث هنالك خلاف ….فأخي على حق وان كان على باطل ..هذه هي الاخلاقية الجاهلية . لذلك تجدون في ديوان الحماسة الشاعر العربي في تلك القصيدة المعروفة يقول :
لا يسألون أخاهم حين يندبهم 
في النائبات على ما قال برهانا  
اذا أخاهم قال واعشيرتي …واقبيلتي .فانه لا يحتاج الى برهان لما يقول ..هذا من قومي ومن عشيرتي ..أذن يجب ان انتصر له ..لاحظوا المنطلق حقيقة ..ذلك الرجل المعروف بجوده وكرمه .لاحظ المنطق يقول كانت زوجته ماوية تقول لماذا تنفق ؟..اذا كان رجل عربيا أراد ان يشتهر في المجتمع عنده ناقة ولا يوجد غيرها يأتيه شعراء فيذبح هذه الناقة ثم ذلك الشاعر يذهب ويمدح هذا الرجل هل هذه أخلاق أم تجارة؟؟ اذبح ناقتي مقابل مدح …هذه ليست أخلاق ..انما هذه تجارة ..ان ذلك الرجل الكبير يقول لزوجته ((اماوية ان المال غاد ورائح  
                                                            ويبقى من المال الأحاديث والذكر)
أي ان المال ليست له قيمة حيث انه يذهب ويروح والذي يبقى هو الذكر الطيب .وهذا ليس منطلقا إلهيا هذا منطلق لايرضاه الله سبحانه وتعالى أي ان شخصا يكون كريما لكي يذكره المجتمع ..هذه ليست أخلاق إلهية هذه أخلاق نفعية ..النبي صلى الله عليه واله وسلم جاء في هذا المجتمع ..وأقام قاعدة أخلاقية جديدة وهي القاعدة التي بشرت بها الكتب الماضية تحمل نمطا جديدا ومنهجا جديدا 
(جمعت في صفاتك الأضداد 
                    ولهذا عزت لك الأنداد )
سهل كان رجلا توفي أبوه فعاش في كفالة عمه ..والذي كان ظاهرا راهب من رهبان المسيحية وعالم من علمائها يقول انا كنت في يوما من الأيام كنت اقرأ الإنجيل وصلت الى ورقة رابتني …وعندما ورقتها رأيت ان وضعها ليس طبيعيا فتعجبت فلمستها ودققت فيها فوجدت انها ورقة قد جمع بعضها البعض بصمغ فقلت في نفسي في (في الإنجيل لماذا هذه القضية ؟) ففتقت هذه الورقة فوجدت فيها (انه سيأتي في آخر الزمان نبي وله صفات ولو نظرتم في هذه الصفات لوجدتم ان بعضها مادية معرفة للنبي اومشيرة له وبعضها أوصاف معنوية /ليس بالطويل ولا بالقصير /كان معتدل القامة على كتفه خاتم النبوة لا يقبل الصدقة /لاحظوا انها صفات معينة والان نأتي الى الصفات الاخلاقية ونلاحظ ان الكتب تسلط الضوء على الناحية الاخلاقية في هذا الجانب حيث كتب على الورقة /يركب الحمار/ والكبار في ذلك الوقت لم يكونوا يركبون الحمار لأنها وسيلة مبتذلة مثلما الان هناك بعض الأنواع من السيارات لا يركبها الكبار ولكن النبي صلى الله عليه واله وسلم بذل من حيث القمة الاخلاقية انه لا يهتم بهذه الأشياء…./ويحلب الشاة / حيث كانت هناك شاة في بيت النبي ولم يكن يكلف الخادم او زوجته ان تحلب الشاة بل كان يقوم هو بنفسه المباركة كان يذهب ويحلب الشاة / ويلبس القميص مرقوعا / وليس هناك رجل عنده استعداد ان يلبس قميصا مرقعا قد شقق من عدة أماكن وقد رقع بالخيط ..ولكن النبي وهو أعظم شخصية في هذا الوجود …قمة هذا الوجود الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين وقمة القمم شخص النبي صلى الله عليه واله ولكنه يلبس القميص مرقوعا  / من ولد إسماعيل واسمه احمد / يقول سهل “كنت أطالع في التوراة ” والان طالعوا في التوراة والإنجيل يوجد اسم النبي محمد باسم بارقليطا وهذا الاسم بلغتهم يعني احمد …………………..
 يقول في هذه الأثناء جاء عمي واخذ مني الورقة والإنجيل غاضبا واخذ يضربني وقال لي لماذا تقرا هذه الورقة ؟ قلت لان فيها صفة نبي آخر الزمان إلا انه لم يأت بعد وكل الأوصاف تنطبق على هذا النبي ولكن الكبر والحسد والحقد وما شابه ذلك منعكم من الاعتراف بالحق ..وهذا هو النبي (صل) وفي فتح مكة وهو يعني ذروة قوة النبي من الناحية الظاهرية وهذه العاصمة التي حاربت النبي طويلا الان وقعت تحت يديه وهو الحاكم المطلق وهو يستطيع ان يعمل كل شيء وحقيقة الأخلاق عند الفرد تظهر في مواقع القدرة .أي عندما تأتي بيده القدرة وأيا كان نوعها وكان هنالك أربعة والمسلمون كانوا يبحثون عنهم في كل مكان ليقتلوهم لأنهم كثيرا ما أذوهم ويعتبرون من الجناة وكثيرا ما قتلوا وظلموا وسلبوا وحاربوا الإسلام عشرين سنة وجيشوا الجيوش ضد رسول الله وقتلوا الكثير من المسلمين واحدهم كان عكرمة وعندما دخل النبي مكة فان عكرمة فر وذهب الى البحر لكي يذهب فيما بعد الى منطقة نائية انظروا الى أخلاق النبي …جاءت زوجة عكرمة ويقال عنها انها كانت امرأة عاقلة مدبرة وقالت له ان عكرمة فر الى البحر ولا امن عليه الهلاك .. فان شئت ان تؤمنه أي تعطيه الأمان فقال النبي انا أمنته بأمان الله هو بأمان الله وبأمان رسول الله ..المراة جاءت الى البحر ورأت ان الرجل ركب السفينة واخذ يبتعد وأخذت تلوح له وتناديه يا عكرمة توقف فقال ما الخبر ..وهي امرأة مشركة قالت / جئتك من عند أكرم الخلق وابر الخلق وأوفى الخلق قال من هو ؟ قالت انه محمد وقد أخذت لك الأمان قال اانت كلمتيه؟ قالت نعم جاء الى رسول الله /وقبل ان يصل عكرمة اليه انظروا الى هذه اللفتة ..قال الرسول لأصحابه لا تشتموا أباه عندما يأتي وأبوه هو ذلك الرجل الذي حارب الرسول سنين طوال وكان من اعتى أعدائه وهو أبو جهل  وقال فيه النبي ان هذا الرجل اعتى على الله من فرعون لان فرعون عندما أدركه الغرق قال آمنت ولكن هذا الرجل عندما أتاه الموت قال واللات اقسم باللات والعزى وهذا اعتى على الله من فرعون ولكن النبي يقول لأصحابه اذا جاء عكرمة فلا تسبوا أباه …فان سب الميت يؤذي الحي وعندما جاء عكرمة الى رسول الله قام اليه واعتنقه ..لاحظوا هذه الأخلاق  ((وانك لعلى خلق عظيم )) ثم قال له انت امن يا عكرمة وعندما رأى هذه الاخلاق وهي ليست أخلاق الملوك وليست أخلاق الجبابرة  وهي أخلاق الأنبياء فقال :اشهد إلا اله الاالله  وانك رسول الله ثم قال يا رسول الله والله انك لأوفى الخلق وأكرم الخلق وابر الخلق واني مطاطا راسي خجلا منك وحياءا (عشرين عاما عدو لله ولرسوله ) فاستغفر لي الله ثم قال النبي اللهم اغفر لعكرمة ثم قال عكرمة يا رسول الله دلني على أفضل عمل اعمله اكفر به عن الماضي ..قال جاهد في سبيل الله هذا أفضل عمل يعمله المرء في حياته ..فذهب عكرمة .يقول هو وكل ما أنفقته في الشرك ضد النبي أنفقت ضعفه لأجل النبي …واشترك في الغزوات وقاتل وقاتل حتى قتل في إحدى المعارك في سبيل الله .هذه صفحة من أخلاق رسول الله التي قال الله العظيم فيها (انك لعلى خلق عظيم) …
صفية بنت حيي ابن اخطب امرأة أبوها يهودي النبي اعتقها وتزوجها في قضية مفصلة ..اثنين من زوجات النبي كانت تؤذيان هذه المراة  واللتان قال الله عنهما في سورة التحريم ( وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) حيث كانتا تؤذيان هذه المراة وتعيرانها وتقولان لها يا بنت اليهودية (لان أمها يهودية وأبوها يهودي )وجاءت صفية في يوم من الأيام الى رسول الله وهي تشكو ما تفعلان بها هاتان المرأتان ..وانظروا كيف عالج النبي هذه المشكلة وهذا الموقف وحقيقة لو كانت هذه الاخلاق نعملها في عوائلنا واذا كنا في هذه المناسبة نتعلم من رسول الله فان حياتنا العائلية على أفضل ما يكون في كل بيت قال لها النبي / اذا قالتا لك يا بنت اليهودية فقولي لهما :ان أبي هارون وصي نبي الله وعمي موسى كليم الله وزوجي محمد رسول الله أفلا يكفيكما ذلك …المرأتان قالتا تلك الكلمة يا بنت اليهودية ثم قالت صفية تلك الكلمات فسكتتا وانتهت القضية وفي هذه الأيام ونحن نعيش مبعث النبي ينبغي أولا على المؤمنين أيدهم الله ان يهتموا بهذه المناسبة واذا يتمكن احد الآباء او الأمهات ان يقتنوا الكتب حول رسول الله ويعطوها لأولادهم ليطالعوها واذا  أمكنهم كذلك ان يتحدثوا عن السيرة النبوية المعطرة وان يقوموا بإعطاء أولادهم هدايا ولو كانت رمزية بهذه المناسبة احياءا لهذه الذكرى في نفوس الأجيال وقبل كل ذلك ومع كل ذلك وبعد كل ذلك نصمم على ان نتعلم من رسول الله هذا الخلق العظيم ..نسال الله تعالى ان يوفقنا للاقتداء بالنبي واله الطاهرين وان يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ……………..    

الوسيلة الى الله | السيد محمد رضا الشيرازي


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد واله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون )) صدق الله العلي العظيم
في هذا اليوم نتحدث بإذن الله تعالى حول ابتغاء الوسيلة الى الله ((وابتغوا اليه الوسيلة )) ولكن قــــبل ان نتحدث عن ذلك لا بد ان نتحدث عن موقع الاحتياج الى الوسيلة ومتى نحتاج الى الوسيلة ومتى لا نحتاج اليها والشيء الذي يبدو ان الاحتياج الى الوسيلة انما يكون في حالة البعد او في حالة الفقدان فاذا كنت قد وجدت الشيء فلا تحتاج الى الوسيلة او اذا كان الشيء قريبا منك فلعلك لا تحتاج اليها ولكن عندما تكون فاقدا لذلك الشيء او يكون الشيء بعيدا عنك ففي هذه الحالة تحتاج اليها فالبعد عن الشيء مرة يكون بعدا ماديا بحيث تكون هناك فاصلة مكانية تفصلك عن الشيء وطبعا الوسيلة مناسبة للغاية التي تبتغيـــها واذا كانت الغاية غاية مادية وكان البعد بعدا ماديا في هذه الحالة تحتاج الى وسيلة مادية . مكة الان بعيدة عنك تفصلك عنها فاصلة مكانية تحتاج الى وسيلة مادية تنقلك الى مكة ولكن في بعض الأحيان يكون البـــعد او الفاصلة معنويا وهنا الوسائل المادية لا تجدي نفعا في تقريبك الى تلك الغاية وإنما تحتاج الى وسيلة معنوية فان الله تعالى اقرب الينا من أنفسنا ((وهو اقرب إليكم من حبل الوريد )) ولكننا بعيدون عن الله سبحـــانه وتعالى هذه الأعمال التي نعملها وهذه الذنوب التي نقوم بها كل يوم هذه الأشياء هي التي تبعدنا عــــن الله ((كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) لعل ذلك الحجاب في الاخرة معلول لهذا الحجاب في الدنيا وهذا الذي كان بينه وبين الله حجاب في الدنيا ينعكس عليه في الاخرة وفي دعاء كميل عبارة وما أعظمهـــا من عبارة حيث يقول ((ولابكين عليك بكاء الفاقدين )) والانسان في يوم القيامة الانسان البعيد عن الله الانسان المجرم وما أكثر إجرامنا الا الصفوة النادرة فالإنسان الذي يقوم بجرد أيام حياته يجد انها حلقات متواصلة من الاجرام بحق نفسه وبحق الله وبحق المجتمع حلقات متواصلة من التعدي على حقوق الآخريــــــن كل كذبة فهي تعدي على حقوق الله وكل غيبة تعد اجراما من الاجرامات التي يقوم بها المكلف وكل تهمة وكل نظرة الى الاجنبية وكل غش في المعاملة وكل خداع وبالشرائط المذكورة في محلها يعتبـــــر اجراما وكل انسان عندما يرى تاريخ حياته وفي هذه المرحلة من العمر يجدها مجموعة متلاحقة من الاجــــرامات في حق النفس وفي حق الله وفي حق الآخرين كل هذه تبعد الانسان عن الله ((ولابكين عليك بكاء الفاقدين )) ذلك الفقدان في ذلك اليوم …((يجب على كل انسان التأمل في مقاطع دعاء كميل حيث يـــقول ((فهبني يا الهي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك ,…))ولنفرض فرضا محالا انه اســتطاع انسان ما ان يصبر على عذاب الله ولكن كيف يستطيع ان يصبر على فراق الله سبحانه وتعالى لأنه في ذلك اليوم يكون بعيدا عن الله وعن رحمة الله وعذاب الله وان كان عظيما في حد ذاته ولكن شيء هيــــن عند العارفين بالله أمام غضب الله أمام سخط الله فاذا كان لديك أب تحترمه وتكرمه وخيرت بين ان يــــضربك هذا الأب او يرضى عليك فاذا كنت من أهل المعرفة تفضل العذاب والاصطبار عليه واحتمال السجن على ان يغضـب عليك بمقدار شعره لان الغضب وعدم الحب والفراق المعنوي للمحبوب هذا اشد عذابا للنفس من أي عذاب آخر ….((وهبني يا الهي صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك … الى ان ينتهي الى هذه الجملة ….لابكين عليك بكاء الفاقدين ))ذلك الفقدان في ذلك اليوم عندما الانسان مداركه ترتفع ويعرف ما معنى هذه الجملة …وما هو معنى فقدان الله تعالى وبناءا على هذا فان الله تعالى قريب الينا ولكن هــــذه الذنوب تبعدنا عن الله وتفصلنا عنه وفي هذه الحالة يأتي دور الوسيلة ((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة )) والمؤمن مهما كان إيمانه قويا قد تصدر منه هنات وفي هذه الحالة يحتاج الى الوسيلة ومن هو اقرب الى الله وما هي الوسيلة التي تقربنا الى الله تعالى من أكرم الخلق لديه وأحبهم اليه محمد والــــه الطيبين الأطهار ونحن نحتاج الى هذه الوسيلة لتكون هي الواسطة بيننا وبين الله …………………….
يوسف ((ص ))كان في السجن وكان الله قد ألهمه تعبير الرؤيا وقد جاءه شخصان وقد عرضا عليه مناما احدهما يأكل الطير من الخبز الذي فوق رأسه والثاني رآه يعصر الخمر فقال له انك تنجو وتصبح ســـاقي الملك أما الأول فيهلك ويصلب على الأشهاد أمام الناس ولكنه بعد ذلك قال له جملة وهي بمقاييســـــنا نحن الناس العاديين تعتبر غفلة قال له اذكرني عند ربك أي عند الملك اذا نجوت من المعتقل وذهبـــــــــت اليه وأصبحت ساقيا اذكرني عنده وفي هذه الحالة أوحى الله الى يوسف // يا يوسف من الذي أراك الرؤيا فقال انت يا رب قال الله تعالى ومن الذي حببك الى أبيك فقال أنت يا رب قال ومن الذي أنقذك من الجب عندما كنت في تلك البئر قال انت يا رب قال من الذي انطق الصبي ببرائتك عندما اتهمت زورا وبهتانا قال انت يا رب ومن ومن ومن فقال الله تعالى معاتبا يوسف على هذه الغفلة قال إذن فكيف استعنت بغــــــــيري وتركت الاستعانة بي وقلت اذكرني عند ربك ولم تلتجئ إلي في هذه الحالة وكيف أملت عبدا مــــــــــــن عبــيـــدي الى مخلوق من مخلوقاتي عبد من عباد الله في السجن أملته ولم تؤمل رب العالمين لتلبــــثن في السجــن بضع سنين وقد نقل بعض العلماء ان كلماته كانت سبع كلمات باللغة العبرية وان الله سجنه على كل كلــمة عاما كاملا وقد قضى في السجن سبع سنين جزاءا لها او على كل حرف عاما واحدا وانقضــت تلك الأعوام السبع وأذن الله تعالى ليوسف بالفرج وان يخرج من السجن ووضع خده على التراب وقال يا رب ان كانـــــــــت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ((أخلقت بمعنى انها أصبحت بالية مهدمة لا نفع فيــــها فاني أتوسل إليك آبائي يعقوب وإسحاق واسماعيل وإبراهيم …))ففرج الله عليه ..احدهم يقول للإمــــــــام الصادق أنقول كما قال النبـــي يوسف عندما نقع في ضيق او شدة فقال له : مثلها تقول اللهم ان كانـــــــت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانــي أتوجه إليك بنبيك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة ثم تطلب من الله سبحانه وتعالى حاجتـــك
الانسان يحتاج عندما تبعده أعماله عن الله ((اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ..اللهم اغــــــــــفر لي الذنوب التي تنزل النقم …اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء …))الغناء في البيت او المــــوسيقى في البيت راجعوا الروايات من الأشياء التي تنزل بلاء الله على أهل ذلك البيت هذه الذنوب التي تغير النعم هذه الذنوب التي تحجب الدعاء هذه الذنوب التي تنزل البلاء هذه الذنوب التي تخلق وجه الإنسان عند الله والله يقول له اذهب فلا أبالي الانسان يحتاج الى ان يتوسل بهم ويتوجه بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله تعالى حتى يلتفت اليه ويستجاب دعاؤه ويقربه اليه …
في كتاب عيون أخبار الرضا يقول كان هنالك والــــــي في منطقة خراسان القديمة في يوم من الأيام يخرج هذا الوالي الى شيء اوغرض ومعه القواد والـــــــــوزراء والأمراء وما شابه ذلك وهو يمشي في شوارع خراسان فاذا به يتأمل شخصا وتأتي في باله أشياء زمــــــن كثير قد مر عليه ولكن الملامح نفســـــها بقيت على حالها قال لخادمه خذ هذا الرجل وات به الى البيت فجـــاء الخادم الى الشخص وقال له ان الأمير لديه حاجة معك وادخله عليه ومدت المائدة واخذوا يأكلون وبعـــــــد الانتهاء قال الأمير له هل عنـــدك دابة قال لا قال اعطوه دابة ثم قال له هل عندك دراهم للنفقة قال لا قـــــال الأمير اعطوه دراهم ثم قال له هل عندك كذا قال لا قال اعطوه ثم اخذ يعدد احتياجاته ويقول الأمير اعطـوه كلها له ثم بعد ذلك التفت الى الموجودين وقال هل تعلمون قضية هذا الرجل قالوا لا قال أنا في أيام شبابـــي ذهبت الى حرم الإمام الرضـــــا وكانت عندي حاجة عند الإمام ليكون شفيعا فيما بيني وبين الله تعالى ورأيت هذا الرجل واقفا يتوســــــــل الــى الله تعالى بنفس ما عطيته اليوم من الدابة والدراهم والأكل والشرب وأحببت ان تكون استجابة دعائه عـــــــــن طريقي وبواسطتي ولكن لدي معه قضية فما رأيكم بها ؟ قالوا ايها الأمير وما هذه القضية ؟ هذا الرجل كان يطلب الدابة والدوانيق والأكل والشرب ولكنني كان لدي طلب آخر وهو ان يكون الإمام الرضا شفيعا بيني وبين الله ولدي طلبا بان يعطيني ولاية خراسان فاستصغرني واستعظم طلبتي وركلني برجله عند الإمــــام الرضا وقال كيف يمكن ان تعطى لهذا الرجل الرث الثياب هذه الحاجة فقالوا ايها الأمير أكمل صنيــــــعك واعف عنه فقال عفوت عنه ….فالبعض يطلب من الله شيئا والله يستجب له وذلك مصداقا لقوله تعـــــــالى ((ادعوني استجب لكم … ))احد الإخوان في هذا البلد نقل لي القضية التالية : يقول ان لديه احد الجيـــــران لديه ابن بعمر 13 عام ابتلي بمرض في عينه ((تورم في عينه وكأنه ملكوم فيها ))واخذ يخرج من عينـــه ماء اسود يشبه مياه المجاري وأخذه الى لندن والأطباء هناك قاموا بفحصه وقالوا بأنها حالة ميئوس مـــنها ولا يوجد لها علاج في أي مكان في العالم ولكن توجد بعض العلاجات التي لا أمل فيها حيث توجد من هذا المرض 16 حالة مسجلة فقط أما غير المسجلة فهي اقل .وبقي مدة قصير هناك مع العلاجات العاديــة ثم رجع الى بلده قال له احد المؤمنين الان أغلقت عليك الأسباب الظاهرية الجأ الى الأسباب الواقعية قال له اذهب الى الامام الرضا ليكون شفيعا لك عند الله ولكن هذا الرجل كان ضعيف الإيمان بهذه القضــــــايا .. فالكثير يؤمنون بعالم الطبيعه ولا يؤمنون بعالم ما وراء الطبيعة وعالم الطبيعة عالم صغير جـــدا بالنسبة لعالم ما وراء الطبيعه فما كان لديه أمل بذلك الحل الذي اقترح عليه صديقه المؤمن فأصر عليه ذلـــــــــك الصديق ورضخ أخيرا فاخذ الطفل المريض الى الامام الرضا ثم عاد الى هذا البلد ثـــــــم ذهب الى لندن وعرض الحالة الى الأطباء فأخذتهم الدهشة وتساءلوا واستفسروا عما فعل بالطفل فأجابهم لم افعل شـــيئا فقالوا ان جذور هذا المرض قد انقلعت تماما !!!! فما الذي فعلت به فخجل وأصر على جوابه بأنه لم يفعل شيئا وفي الليل أتاه طبيب مسيحي في بيته وسأله نفس السؤال فأجابه وبعد الإلحاح الشديد منه انه في الواقع انه شيء من قبيل الدعاء والآن قد زود بتقرير من أطباء لندن ان الحالة المرضية التي لا علاج لها طبيا قد شوفيت بالصلوات وهي تعني التوجه الى الله تعالى .. ويجب على كل انسان في هـــــــذه الأيام بالذات أيام السيدة فاطمة الزهراء شفيعتنا في الدنيا والآخرة ينبغي ان يتوسل بالزهراء وينبغــــي قدر الإمكان ان يقيم مجالس العزاء في بيته وهذان الشهران اي جمادى الاولى وجمادى الاخرة متعلقان بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وهي التي ضحت بنفسها في سبيل الولاية ونحن الان ننعم ببركات الولاية الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وابسط عمل إقامة مجالس العزاء او المساهمة في إقامتها وان يطلب من الله ببركتها ان ينوله خير الدنــــيا والآخرة نسال الله تعالى ان لايحرمنا هذا الخير العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهريـــــــــــــــــــن
الخميس، 24 مارس 2016

شتان بين ثورتين | السيد هادي المدرسي

بقلم: السيد هادي المدرسي



شتان بين ثائر وثائر.. 
شتان بين ثائر لا يبتغي من ثورته إلا وجه الله، وآخر لا يستهدف منها إلا مباهج الحياة.

شتان ما بين من ينهض من أجل مصلحته،وبين من ينهض من أجل مصلحة الناس.
وشتان بين من يريد لقاء الله بنفس راضية مرضية، وبين من يريد الحكم والحكومة.
شتان بين من يبحث عن التاج والصولجان، وبين من يريد تحرير العباد من نير العبيد، ولا يهمه مصير نفسه وعائلته، شتان ما بين الحق وبين الباطل.. وان تماثلت مظاهرهما في بعض الأفراد.
حقاً إن الذين يخرجون ضد السلطات القائمة في زمانهم نوعان:

 نوع يخرج للصلاح والإصلاح ومن ثم فكل أعماله وأساليبه متلونة بلون الصلاح والخير.

 ونوع يريد أن يكون هو في مكان الحاكم، فهو أشر أو بطر.

ولا شك أن هذين النوعين لا يختلفان في المنطلقات فحسب، بل يختلفان في الأهداف والوسائل جميعاً. ذلك أن من يبحث عن الخير .. وينطلق من موقع رضا الله. لن يرتكب حراماً في هذا الطريق مبرراً ذلك بانّ «الغاية تبرّر الوسيلة» وإنما يلتزم بكلّ القيم مؤمناً بأن «الغاية تحدّد الوسيلة» فالله تعالى لا يُطاع من حيث يُعصى.
إن الذين قاوموا سلطات زمانهم كثيرون، بعضهم انتصر وكثير منهم انهزموا فقتلوا أو سجنوا، وليس كلهم سواسية بل الذين قاوموا الباطل لتحقيق الحق هم أهل الخير والصلاح، أما الذين قاوموا الباطل لكي يكونوا هم في مكان من سبقهم، وليسكنوا في مساكنهم، ويتمتعوا بامتيازاتهم فليسوا أهل حق، ولا يختلفون عمن يثورون ضدهم في أي شيء، من هنا كان الفرق الأساسي بين ثورة العلويين في التاريخ، و ثورة العباسيين، وكلتاهما كانت ضد بني أمية، وقد انتصرت ثورة العباسيين، ولم تحقق ثورة العلويين أية نتائج ماديّة. فالعباسيون استطاعوا أن يقضوا على الأمويين ويحتلوا مراكزهم ومناصبهم، أما العلويين، فقد قتلوا وسجنوا وقضي عليهم، ولكن في ميزان الحق والباطل، كان الأمويون والعباسيون سواء، لأن أهداف الطائفتين، ومنطلقاتهم ووسائلهم، لم تكن تختلف في شيء فقد كانت أهداف بني العباس أن يحكموا في هذه الدنيا الدنيئة، وقد استخدموا ذات الوسائل التي استخدمها بنو أميّة لتحكيم سلطانهم، لكن العلويين اختلفوا مع بني أمية في مسألة الإيمان والنفاق، والخير والشر، والصلاح والفساد، والحق والباطل، فكان بنو أميّة أهل باطل، وكان أهل البيت أهل حق. وهذا ما يجعل ثورة أهل البيت عليهم السلامميزاناً لتقييم ثورات التاريخ ليس فقط في مواجهة الباطل، وإنما في نوعية المنطلقات والأهداف والوسائل أيضاً.
ولذلك فإن المنشور الأول لثورة أبي عبد الله الحسين عليه السلامكان يحمل العنوان التالي:« ألا وإني لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا ظالماً، ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)».

حقاً إن الذين يتمردون على السلطات هم فئات خمس: 
 فهناك من يتمرد وهو (أشر) أي ينطلق من موقع (الشر) فيتمرد لمجرّد التمرّد.

 وهناك من يتمرد وهو(بطر) أي انه يبحث عن المناصب والامتيازات، ولأن موقع الحاكم فيه كل متع الحياة، فهو يريد احتلال ذلك الموقع.. وليس تحقيق العدل والحق والخير للناس.

 وهناك من يتمرد وهو(ظالم) أي انه يخرج ضدّ الحق، وليس ضدّ الباطل..

 وهناك من يتمرد وهو(مفسد) حيث يريد الإفساد في الأرض بعد إصلاحها..
وكل هذه الفئات على باطل، لأن أهدافها ومنطلقاتها فاسدة.. 

غير أن هنالك فئة خامسة تخرج ضد سلطات زمانها، من منطلق آخر، وهو الإصلاح ومواجهة الفساد..

وتلك هي سمة ثورة الحق. وهكذا كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام فهو لم يكن يريد التمرّد للتمرّد، ولا كان يستهدف الحكم لكي يحتلّ منصب الإمارة.. فلم يكن يتنافس مع يزيد في سلطان ولا كان يلتمس شيئاً من الحطام، وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله.

الامام علي ( ع ) و التضحية في سبيل الله تعالى | السيد هادي المدرسي


لا يمكن أن تنتصر قضية ليس أصحابها مستعدين للتضحية من أجلها. غير أن هنالك فرقاً بين من يبحث عن المجد الشخصي، وإحراز الانتصار على أعدائه في حياته، وبين من يمتلك قضية، ويسعى من أجل انتصارها، حتى وإن أدى ذلك إلى التضحية بنفسه...
فالأول: إذا خسر، ستكون في خسارته نهايته.
والثاني: إذا خسر، فقد تكون في خسارته نجاحه.
فالأهداف العليا، كالمثل والقيم والدّين، ستجد من ينتصر لها يوماً، ولذلك فمن يموت دون قضية، يزيدها قوة ومناعة... فالتضحية بالنفس للقضايا... تقوّيها وتحييها.
بينما التضحية للنفس بالقضايا... تنهيها وتقضي عليها. وعلى أيّة حال فإن المغامرة من أجل الأهداف، وخوض الغمرات في الدفاع عنها، ضروة من ضرورات العمل للحق، وواجب من واجبات الإيمان بالقيم.
وأساساً كيف نعرف صدق المدّعين إلاّ حينما يُدعون إلى التضحية والفداء؟
إن أدعياء الحق كثيرون، ولكن المستعدين لبذل كل شيء له، هم الصادقون منهم، وهم الأقلون. (فالناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يدورونها ما درت معائشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون)، ويبدو أن ذلك من سنة الله في الخلق حتى يميز المجاهدين منهم عن الكاذبين. (احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟ ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
إن الطريق إلى تحقيق المثل العليا، مليء بالأشواك كما هي الطريق إلى الجنة، فقد (حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات). وإذا كانت لنا برسول الله قدوة حسنة، فإن النبي (صلى الله عليه وآله)، (خاض إلى رضوان الله كل غمرة، وتجرع فيه كل غصّة وقد تلوّن له الأدنون، وتألّب عليه الأقصون، وخلعت إليه العرب أعنتها، وضربت إلى محاربته بطون رواحلها حتى أنزلت بساحته عدواتها، من أبعد الدار وأسحق المزار). إذن (لا تفرطوا في صلاح، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحق). لقد أوصى الإمام ولده الحسن (عليه السلام) - وهو العزيز على قلبه - إن يخوض كأبيه، الغمرات للحق قائلاً: (جاهد في الله حق جهاده، ولا تأخذك في الله لومة لائم، وخض الغمرات للحق حيث كان).
إن التضحية المطلوبة، لا تعني بالضرورة أن يموت الإنسان من أجل قضيته، ولكنها تعني حتماً الاستعداد للمغامرة من أجلها وعدم وضع حدّ لما تتطلبه من الغالي، والرخيص. وهكذا كان الإمام علي (عليه السلام) كان دائماً على استعداد للمغامرة بحياته في سبيل الرسالة، فما من غزوة إلاّ وهو أميرها، أو بطلها، وما من دعوة تتطلب التضحية إلاّ وهو أول من يستجيب لها.
وفيما يلي نموذج واحد من ذلك:
روي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات يوم الفجر، ثمّ قال: (معاشر الناس أيّكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلبوا بالّلات والعزَّى ليقتلوني، وقد كذبوا وربّ الكعبة)؟
فأحجم الناس وما تكلّم أحد، فقال (صلى الله عليه وآله): (ما أحسب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فيكم). فقال له عامر بن قتادة: إنّه وعك في هذه الليلة ولم يخرج يصلّي معك، فتأذن لي أن أخبره؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (شأنك) فمضى إليه فأخبره، فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) كأنه نشط من عقال، وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته، فقال: يا رسول الله ما هذا الخبر؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله): (هذا رسول ربّي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا لقتلي) فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله أنا لهم سرية وحدي، هوذا أليس عليَّ ثيابي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (بل هذه ثيابي وهذا درعي وهذا سيفي) فدرّعه وعمّمه وقلّده وأركبه فرسه. وخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) فمكث النبي ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض، وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين على وركيها تقول: أوشك أن يُيَتَّم هذان الغلامان.
فأسبل النبي (صلى الله عليه وآله) عينه، ثمّ قال: (معاشر الناس من يأتيني بخبر عليّ أبشّره بالجنّة)، وافترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبي (صلى الله عليه وآله) وخرج العواتق، فأقبل عامر بن قتادة يبشّر بعلي، وأقبل عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) معه أسيران ورأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس.
فسأله رسول الله عن قصته؟
فقال (عليه السلام): يا رسول الله، لمّا صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركباناً على الأباعر فنادوني من أنت؟
فقلت: أنا علي بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقالوا: ما نعرف لله من رسول سواء علينا: وقعنا عليك أو على محمد، وشدَّ عليَّ هذا المقتول، ودار بيني وبينه ضربات فضربته، وقطعت رأسه وأخذت هذين أسيرين.
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قدّم إليّ أحد الرجلين)، فقدّمه فقال: (قل: لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله)، فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحبّ إليّ من أن أقول هذه الكلمة! فقال: يا عليّ أخره واضرب عنقه، ثمّ قدّم الآخر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) له: (قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله)، قال: يا محمد ألحقني بصاحبي فقال (صلى الله عليه وآله): يا علي أخّره واضرب عنقه، وقام أمير المؤمنين (عليه السلام) ليضرب عنقه فهبط جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: لا تقتله فإنه حسن الخلق سخيٌّ في قومه.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (يا عليُّ أمسك فإنّ هذا رسول ربّي عزّ وجلّ يخبرني أنّه حسن الخلق سخيّ في قومه).
فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربّك يخبرك؟ قال: نعم. قال: والله ما ملكت درهماً مع أخ لي قطّ ولا قطبت وجهي في الحرب، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (هذا ممّن جرّه حسن خلقه وسخاؤه إلى جنّات النّعيم).

ارتفاع العقل و دور الانسان في الـقضية الـكبرى

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿  تلك  الدار  الاخرة  نجعلها  للذين لا يريدون  علوا  في  الارض و لا فسادا و العاقبة  للمتقين  ﴾

اولا مقدمة قصيرة: احيانا المقدمة تفتح ابواب الفهم والتفقه في الدين وتوضح لنا آفاق واسعة توضح معالمها ونحن كمؤمنين أساسا مطلوب منا ومأمورون بالتأمل والتدبر والتفكر في حياتنا وبما يدور حولنا في هذا الكون وان لا نعيش في غفلة كما قلنا وفي غمة. انما يجب ان تكون الامور واضحة جدا.
هذا الانسان ينزل من بطن امه فلا يشغل سوى حيز صغير –نصف متر- هذا مهده ومنامه، ربما في حجر امه. هذا الانسان اذا غادر الحياة لا يشغل ايضا سوى حيز من متر ونصف اسمه القبر. بين هذا وهذا، بين المهد، بين نزوله من بطن امه وبين نزوله في القبر يتحرك هذا الانسان يعمل هذا الانسان. حركة هذا الانسان ماتأخذ شيء، انت تعمل ثمان ساعات في اليوم فيقتضي عملك ان تاخذ اجرا في مقابل العمل والاجر الذي تأخذه يساوي العمل الذي تقوم به. على كل ساعة كم تاخذ مثلا؟ ايضا المسئلة صارت محدودة.. الاكل الذي تاكله ايضا محدود، لا تستطيع ان تاكل في لحظة واحدة في ساعة واحدة خمسين اكلة. انت اكلك محدود لان الظرف والمجال الذي يحتوي الطعام الذي تأكله شيء اسمه المعدة، ايضا محدود، لا تستطيع، رأيت امامك مائدة سخية فيها ما لذ وطاب، هل تستطيع ان تاكل هذه المائدة كلها؟ لا، لا تستطيع. عندك ملابس في البيت جيدة تعتز بها، تستطيع ان تلبس كل الملابس وتخرج في الشارع؟  فما تستطيع الا ان تاخذ ثوب واحد نوع واحد من اللباس، الطعام كذلك.. المنام، عندك قصر، تريد ان تنام، هل تستطيع ان تنام بكل القصر؟ بكل غرفه وابعاده واسرته؟ لا، منامك ايضا محـدود، سرير واحد.. هذا السريرفي قصر, عندك كبير خدم وحشم تقول لهم هذا قصري انا اريد ان اتمدد بالقصر يقولون لك كيف تتـمدد بالقصر؟ انت عندك سرير تنام عليه! اذا تريد ان تنتقل بسريرك من غرفة الى غرفة ومن خباء الى خباء، اخبية القصر يعني، ايضا يفاجئك سلطان النوم والنعاس فما تبصر طريقك، تقع فتنام! لاحظوا هذه الامور..
بعد ذلك ايضا المسئلة الكبرى انه انا جئت الى الحياة ليس بامري ولا احد اخذ اذني اذا كنت انت تحب تاتي الى الحياة ام لا، وفي ساعة المغادرة كذلك، القضايا محدودة، لكن عندما تاتي، اذا جئت الى الجانب العبادي ايضا تلاحظ الاعمال محدودة، عندك صيام شهر رمضان ثلاثين يوم تصوم، اذا تريد ان تتزود فتصوم واحد وثلاثين يوم, يقول لك الله لا يجوز لان واحد وثلاثين يصادف يوم العيد وحرام صيامك, لا يجوز، لازم تاكل يوم العيد، الهي اريد اطول انا! ليس برغبتك! عندك ثلاثين يوم تصومها وخلاص. تريد تصلي الصلاة ايضا محدودة امامك، تريد ان تقرأ القران, القران ايضا، تختم القران باليوم والليلة؟ تستطيع ان تختم القران باليوم والليلة لكن كل الوقت تستطيع ان تختم القران؟ هذا الجانب الايماني لانني اتحدث عن المؤمن.. في المقابل احبتي لاحظوا الدقة، هذه الصورة ضعوها امامكم، انظروا اليها، في المقابل عندما نتامل نجد ان وراء هذا الكون امرا عظيما.. وهذا الامر العظيم مرتبط بقضية عظيمة في وجود الانسان، في وجودك انت، اضرب لكم بعض الامثلة لاحظوها جيدا.. انت تصلي وتعمل عمل خير ، الله تبارك وتعالى هو ارحم الراحمين، يعطيك الجنة، لكن القران يتحدث عن الجنة، انت هنا في الحياة اذا بيتك صار اكثر من الفين متر تستوحش منه، يقول الله لك الجنة التي تنتظرك عرضها السموات والارض، هذا نفكر فيه ام ما نفكر فيه؟ ماذا يعني عرضها السموات والارض؟ انت تعلم ان كل هذه النجوم والمجرات التي نراها باعيننا هي في السماء الاولى، سماء الدنيا. (ولقد زينـا السـماء الدنيا بمصابيح) فكل ما تراه العين هو في السماء الاولى، وهناك كواكب ونجوم تبعد عنا الاف السنين الضوئية، الله يقول هذه الجنة التي اقدمها لك، الله لا يقول في القران ان هذه الجنة التي عرضها السموات والارض كل الناس حشر يحشرون فيها، لا، يقول بتفسير اهل البيت ورؤيتهم للحق عن هذه الجنة اقل مؤمن يعطى قصر واحد في الجنة اكبر من الدنيا بسبعين الف مرة، من الذي يسكن في هذا القصر؟
تأملوا احبتي، نحن احيانا تحصل حجب على اعيننا، غشاوة، ختم على قلوبنا، وقر في اسماعنا، نسمع ولا نعي، نرى ولا نفهم، هذه الامور التي امامنا في الجنة ولذلك الشرط الاساسي لفهم هذه الامور هو الايمان باليوم الاخر، والايمان باليوم الاخر متصل بالايما ن بالله، بالانبياء، بالكتب، بالرسل، بالائمة، برسول الله صلى الله عليه واله وسلم، باهل البيت الى الامام صاحب العصر والزمان وانت تؤمن ايمانا قاطعا بانك مأموم لهذا الامام ومأمور باتباعه، ومأمور بطاعته..
هذه الامور التى نراها، قصر اكبر من الدنيا بسبعين مرة، بسبعة الاف مرة، بسبعين الف مرة، انت تصور قصر اكبر من الدنيا ، لا يقول لك اكبر من الارض، هذا الطرح جدا عجيب، هذا من اهل البيت لاحظوه جيدا، انظر من الذي يسكن في هذه الجنة التي هي اكبر من الدنيا بسبعين الف مرة؟ انت تسكن؟ انت اذا اتسع بيتك اكثر من الف الفين متر تستوحش! فمن انت يابن آدم؟ تسأل نفسك ام ما تسأل نفسك؟ انت الذي الله سبحانه وتعالى مهييء لك هذه الجنان وهذا النعيم، من انت وما هو العمل الذي تقوم به؟ هي هذه صلاتك التي تصليها ركعتين الصبح، الظهر والعصر اربعة اربعة،المغرب ثلاثة, العشاء اربعة، هذه نفسها تستحق من اجلها هذا العطاء الكبير؟  ثم في مجال آخر، ان هناك امتداد واتساع لحياتنا نحن ونحن في الارض، هل تستطيع ان تصلي ركعتين كما يصليهما الابدال؟ الابدال جمع بديل، هؤلاء قوم جعلهم الله في الحياة اذا مات منهم شخص لابد ان يكون احد اخرمكانه, لان عددهم محفوظ، خمسة وثمانون عددهم.. ابدال، هؤلاء تطوى لهم الارض، يحضرون عند الامام الحسين يزورون وبنفس اللحظة تراهم على جبل عرفات، هؤلاء الابدال.. هل يستطيع احد منا ان يصل الى معرفة صلاة بديل من الابدال؟ هل يستطيع احد منا ان يصل الى معرفة صلاة ولي من الاولياء؟ لان الصلاة تتبع المعرفة، حجم المعرفة .. انت تراهم امامك صفوفا يصلون، لكن كل واحد منهم يحمل احساس ومعرفة خاصة بالصلاة، ترى الواحد منهم عندما يكبر, الله اكبر فاضت عيناه بالدموع، وواحد اخر يكبر وما عنده خشوع، كلهم صلاتهم مقبولة انشاء الله، لكن درجات، هذا صلاته متصلة بالملأ الاعلى، (عاشوا مع الناس بابدان ارواحها معلقة بالملأ الاعلى).. هل تستطيع ان تصلي ركعتين من صلاة الامام المعصوم؟ لا تستطيع. هل تستطيع في يوم واحد ان تصلي الف ركعة صلاة الامام المعصوم ؟ لا تستطيع. انظر هذا الجانب الاخر الذي ينفتح علينا في الحياة حتى يفهمنا و يعلمنا ان وراء هذا العالم قضية كبرى يجب ان نلتفت اليها…
يأتي الإمام الصادق سلام الله عليه يقول لك: خذ هذه المسبحة بيدك، بعد الصلاة الفريضة او اي وقت آخر اربعة وثلاثون الله اكبر، ثلاثة وثلاثون الحمد لله، ثلاثة وثلاثون سبحان الله، يقول: هذه تسبيح امنا فاطمة الزهراء.. انظروا كيف يتحدث الإمام، يقول: من سبح تسبيح فاطمة، هذا التسبيح الذي هو لا يستغرق من الوقت سوى اقل من دقيقة واحدة، الامام يعطيك ثمن هذا التسبيح الذي لا يأخذ من عمرك الا دقيقة, اقل من دقيقة، يقول : ان تسبيح فاطمة عليها السلام عندي افضل من الف ركعة اصليها تطوعا لله.. يعنى هذا التسبيح الذي هو ما ياخذ من وقتك الا دقيقة واحدة بعلم الله يسجل الف ركعة ليس انت تصليها، الإمام يصليها نيابة عنك! وتنظر مسجل لك صلاة، ومادام الإمام الصادق نقلها تؤخذ من صلاة الامام الصادق، هو نفسه بابي وامي، توقيعه، فتاتي انت تلاحظ عندك صلاة الف ركعة، انا في اليوم يمكن عشر مرات اسبح تسبيح الزهراء يعني عشرة آلاف ركعة، لا، مئة مرة، لا تتوقف، الله جواد كريم، كل ما تعطي الله يعطيك اكثر، لا تخاف! اذا مئة مرة ادرت هذه المسبحة، مئة في الف يعني مئة الف ركعة يصليها الامام مسجلة في سجلك وبتوقيع الامام ابي عبد الله الصادق سلام الله عليه .
هذا العمل يقتضي منا ان ننفتح على افاق اخرى، هذا العمل ما يقتضي منك انك انت فقط تفكر بحياتك البدنية، بحياتك الجسدية، بحياتك المادية، هناك شيء آخر،  شيء اخر اكبر من المال واكبر من الطعام واكبر من كل شيء.. سيدي انا اريد ان اختم القران، نعم، اختم القران، القران ياخذ منك عشر ساعات لختمه، تستطيع ان تختم القران يوميا عشر مرات؟ عشرة في عشرة مئة ساعة، هو النهار كله والليل اربعة وعشرين ساعة! يأتي امير المؤمنين سلام الله عليه يقول اذا قرأت ثلاث مرات سورة قل هو الله احد، اولا يربطها يقول هذه تشبه الايمان بالولاية، لان من يؤمن بالولاية ويحب عليا بقلبه هذا يأخذ ثلث الايمان، من احبه بقلبه ولسانه اخذ ثلثي الايمان، من احبه بقلبه ولسانه ويده اخذ الايمان كله من امير المؤمنين سلام الله عليه لانه هو كل الايمان. يقول ثلاث مرات تقرأ سورة قل هو الله احد الملائكة يسجلون لك ختمة قرآن. كم مرة تستطيع انت ان تكرر قل هو الله احد؟ في جلسة واحدة -هي عشر دقائق المئة مرة- في جلسة واحدة اضرب ثلاثة في عشرة ثلاثين يعني نصف ساعة ثلاثمئة قل هو الله احد معناه مئة ختمة قرآن في نصف ساعة. مئة ختمة قرآن وهذا ايضا بتوقيع علي امير المؤمنين صلوات الله عليه.
مادامت القضية بهذا الشكل وانت تدرك ان وراء هذا العالم هناك قضية كبرى، ان وراء هذا العالم هناك امر عظيم، يجب ان ترتفع بنفسك وبعقلك، لماذا ارتفع؟ حتى تدرك القضية! اذا ما ترتفع بعقلك ما تدرك. الان انا لما اذكر الامام صاحب العصر والزمان ماذا تصنعون؟ تضعون ايديكم على رؤوسكم لما نذكر الامام، هذا معناه ماذا؟ معناه هناك قضية موقعة في قلبك وماتقبل نقاش وما تقبل شك ابدا، ان الامام روحي له الفداء عندما يظهر اول عمل يقوم به الامام وهو بين الركن والمقام، والصوت من السماء الى الارض والشمس خرجت وطلعت من مغربها ، اول عمل يقوم به الامام في تلك اللحظة انه يضع يده على رؤوس العباد المؤمنين، ماذا يعني يضع يده على رؤوس العباد المؤمنين؟ انت دائما تضع يدك على رأسك فما ممكن الامام يتركك. انت كلما تذكر الامام تضع يدك على رأسك، الامام يتركك؟ لا! …[هناك] فرق بين واحد يضع يده على رأسه عندما يذكر الامام وواحد يستهزيء بالامام.. سامعين الفضائيات ماذا تصنع هذه الايام احبابي؟ نحن مشغولين عنهم، فضائيات تستهزيء بالامام.. استهزاء.. هذا شيخ يطلع في قناة معروفة يستهزيء بالامام صاحب العصر والزمان يضحك عليه، ويطلع واحد يخابرهم وهو شيعي وهو منهم ليس شيعي هذه فبركة، انتبهوا اليه، الذي يخابر يقول انا شيعي وهو ليس شيعي بريء منك التشيع ومن اشكالك.. يخابره وبعد ذلك يطرح عليه دليل وهذا يرد عليه بتأتأة وفأفأة حتى يبين ان الشيعة ضعفاء وهو من عندهم! ومن نفس الاستديو يخابره.. فيخرج يستهزيء بالامام ولذلك (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا) لما تطلع الشمس من المغرب يا ناس يا عالم باب التوبة يغلق. ليس هناك توبة ولذلك الان الواحد لازم يهيئ نفسه. اذا طلعت الشمس كل واحد يؤمن، هذا صوت جبرئيل والشمس طلعت من مغربها.. فالتوبة ليست مقبولة، نهائيا! الان باب التوبة مفتوح.. حتى الشيطان، حد الشيطان الى طلوع الشمس من المغرب. الإمام صاحب العصر يضرب الشيطان يقتله، تبقى النفس وتبقى الارض ملئت قسطا وعدلا، ما في شيطان بعد! النفس الامارة موجودة لكنها في هذه الاجواء تستقيم وتمشي بشكل جيد.
اذن هذا الامام روحي له الفداء لما يخرج يضع يده على رؤوس العباد، الرواية تقول: فتكتمل عقولهم، يعني الحضارة والعلم الذي يخرجه الامام صاحب العصر والزمان، المهدي المنتظر سلام الله عليه،  لا تستطيع البشرية ان تتحمل هذا الشيء. نحن اين الان الانترنيت، والطيارة ومخبوصين تصورنا ان الدنيا انتهت! J لذلك يرفع مستواك العقلي.. يضع يده على رأسك، ترتفع، اذا ارتفع العقل القلب يقوى. ولذلك المشكلات كلها سببها ضعف العقل، في الاسرة مثلا, الاب الناضج عقليا ما عنده مشكلات كثيرة في الاسرة. المجتمع كذلك، الملك، السلطان كذلك. فالامام يأتي بابي وامي اذا وضع يده – هذه معجزة لانه في لحظة واحدة يضع يده على رؤوس العباد وهذا الشيء لا نعرفه نحن، لانه خارج عن قدرتنا.- لما يخرج الامام بمجرد ان يضع يده على رؤوس العباد تكتمل العقول، العقل لما يكتمل ماذا يعني؟ يعني الدين اكتمل، لان الله لما خلق العقل قال له اقبل اقبل، ادبر ادبر، قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو احب الي منك ولا اكملتك الا في من احب. فالامام لما يضع يده يعني انت وصلت الى محبة الله الى حب الله الى اقصى درجات الحب الى اقصى درجات الطاعة الى اقصى درجات المعرفة. القلب في المقابل يقوى، لان هذا القلب متصل ايضا بالعقل، بل ان العقل وظيفة واحدة من وظائف القلب. (الم تكن لهم قلوب يعقلون بها) مثل (اعين يبصرون بها) (آذان يسمعون بها) قلوب يعقلون بها.
اذا صارت المسئلة بهذا الشكل احبتي، فمعنى ذلك انك تتعامل مع اهل البيت ومع هذه الحقيقة ومع  الله – كما ذكرت لكم (وسخر ما في السموات وما في الارض جميعا منه) –كل شيء في الوجود الله سخرها لكم، فمن الذي ينتفع بهذه الطاقات الهائلة في الوجود؟ الإمام الحجة المهدي صاحب العصر والزمان. الارض متجهة اليه، الكون متجه اليه، قلوبكم متجهة الى الامام سلام الله عليه، (ونحن ايضا احبتي في عصر الفتن والظلمات الان، اقبلت علينا الفتن كقطع الليل المظلم، لماذا؟ لاننا في عصر الظهور. فهذه الفتن تضرب فيها مقدساتنا، تضرب فيها رموزنا، نهاجم علنا، شايعات ضدنا، دعايات موجودة، هذه قاعدة عامة، اصحاب السلطة والمال دائما عندهم حالة خاصة ضد من يذكر الناس بالله. الذي عنده سلطة ومال يقف ضدك مثل قارون، كيف وقف ضد موسى؟ وكيف اثار الشبهات ضد موسى وهذه لاحظوها، خصوصا اهل الكلمة الحق اصحاب المنبر، ترى مجاميع كبيرة من الحفاة والصعاليك في العالم يقفون ضد هذا المنبر ويهاجمون هذا الخطيب ولكن تبقى القضية هذه حتى عند الحسين، نحن نصعد المنبر لابي عبد الله الحسين لامام رفعوا رأسه على الرمح يقرأ القرآن والشائعات ضده انه خارجي! ماذا كانت الشائعات ضد الحسين؟ انه خارجي لاسقاط سمعة الامام الحسين سلام الله عليه. لان هذا الذي يريد ان يسقط سمعتك هو ما عنده سمعة، يزيد بن معاوية عنده سمعة؟! عمر بن سعد عنده سمعة؟ فما يحتمل يرى الامام الحسين وله نور، لا يحتمل. وحق الحسين انا الان يمكن اكثر من خمسين سنة على المنبر انعى الحسين وابكي عليه، اكثر من خمسين سنة، لان من طفولتي وعمري خمس سنين، لاحظ اقول بحق الحسين هناك قضايا موجودة الى الان انا ما ذكرتها عن الحسين من مصائب سيد الشهداء، ما اذكرتها واذا اذكرها اشارة من بعيد.. ولكن انتم اذهبوا وراجعوا التاريخ وتاريخ اهل البيت، اقرؤوا في بحار الانوار، اقرؤوا في الوسائل، في ابواب الدفن عند الحر العاملي، هذا من ابناء حر بن يزيد الرياحي ، حر العاملي من جبل عامل، لاحظوا الحر العاملي ماذا يقول عن رأس الحسين وهذه التي انا لا استطيع ان اقولها. انظروا العلامة المجلسي ماذا يقول عن رأس ابو السجاد لما ادخلوه على يزيد. تتصور يعني وضعوه في طشت من ذهب؟ هذا بعدين وضعوه، لما دخلوا بالرأس الحالة والقضية بحيث واحدة من بنات الامام الحسين والسيدة الرباب اغمي عليها، لانه، يعني لا استطيع ان انقل لكم الخبر،   ولكن هي فقط اشارة، الخبر كله لا تستطيعون ان تتحملوها انتم ولا انا سوف اقولها ابدا، فقط اشارة واحدة انهم لما دخلوا على يزيد رموا رأس الحسين بين يديه. هذه اشارة واحدة.. انت حبيبك ابو السجاد، نحن واحد عزيزنا يموت نبكي عليه…)
هذه الامور لاحظوها احبابي. ولاحظ ما هو المطلوب منك ومن عندنا.  نحن يجب ان نرتفع، نرتفع بمستوانا احبابي. اذا ياتي احد يتعرض لك هو الذي يتحرش فيك ويريد منك ان لا تتكلم، الان التحرش موجود ضد اهل البيت، ضد ائمتنا، ضد الشيعة والتشيع. هذا الخطيب الذي صعد على المنبر نصف ساعة كان يهاجم الشيعة، ويتكلم ضدهم ويقول هؤلاء مجوس، ولا احد يذكره طبعا. هؤلاء هاجمونا، هاجموا ائمتنا، استهزؤا بالامام امير المؤمنين، استهزؤا بالتشيع، والتشيع والامام امير المؤمنين وائمتنا على رؤوسنا وفي قلوبنا، استهزؤا بالمرجعية، ونحن المرجعية خط احمر، ما في احد يتجاوز هذا الخط، المرجعية عندنا شيء مقدس، ما يأتي احد يزايد علينا بالمرجعية، نحن نعرف المرجعية وقدرها ومحبتنا للمرجعية ودفاعنا عن المرجعية في كل العالم. المرجعية تمثل الامام صاحب العصر والزمان، التفافنا حول المرجعية هو خطوة في طريق الامام، في طريق الظهور. الدفاع عن المرجعية كذلك، فما نسمح،المرجعية خط احمر، فلا يتعجل احد يفسر ويزايد، لا، هذه امور محفوظة ولا يختلف عليها اثنان.. ابدا.. (من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لامر مولاه ) وهؤلاء مراجعنا هكذا، امضوا سنين طوال في قال الباقر وقال الصادق، ويستخرجون هذه اللآليء والدرر ويعطونها، انت مثلا لما تذهب للعلامة المجلسي، انظر المجلسي من هو،الشيخ الكليني صاحب الكافي، الشيخ الطوسي، العلماء الكبار، الشيخ الصدوق، هؤلاء العلماء الماضين والعلماء المعاصرين ايضا. الامام يقول ( او لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني) لا احد يتطاول ويتجرأ على مقام المرجعية، لكن بنفس الوقت انتبهوا للذين تطاولوا على مقام امير المؤمنين علي، و مارأيت احد منكم رد عليهم ولا احد ذكرهم. انتبهوا للذين تطاولوا على مقام الامام صاحب العصر والزمان سلام الله عليه. تذكرون الكلباني؟ كيف تطاول على الائمة جميعا وعلى امير المؤمنين وعلى التشيع وعلى الشيعة وصفهم بالكفرة، على امير المؤمنين يقول انه كافر. وانا كنت اتمنى صوت يرد على الكلباني، لا احد رد عليه. انا كنت وقتها في البصرة ورديت عليه.  هذه الواحد يلتفت اليها احبابي، ويلاحظ انه ايضا هذه لها حساب، لا تمر هذه الامور بلا حساب. ومع هذا كله اقول لكم نحن عندنا ثوابت في مقدساتنا لا نتساهل فيها ابدا.. يجب ان نحفظها، نحفظ الروضات المقدسة، ونحفظ مقدساتنا، ونحفظ  كل كلمة لاهل البيت ونحفظ منبر الحسين، ونحفظ هذه المدرسة العظيمة مدرسة سيد الشهداء نحفظها.
فيأتي الامام يقول لك: انت هل يمكن لك ان تعيش مع رسول الله سبعة الاف سنة؟ – لا والله سيدي، يقول: لكنك اذا ذهبت لزيارة الحسين، [في عزاء طويريج، علماء كانوا يشتركون فيه، علماء مراجع يشترك في عزاء طويريج، سيد عبد الهادي الشيرازي رحمة الله عليه العلماء الكبار كانوا يشتركون في عزاء طويريج يمشون ويركضون ركض (هالله هالله احسين وينه) هذا حضاري، هذا موقف حضاري، هذا ليس شيء بسيط حبيبي، لا تتصوره بسيط ابدا. هذا عزاء طويريج يخيف الطغاة، يهز العروش، لان هؤلاء يركضون ركضة واحدة الى الحسين وهم على اتم استعداد ان يقتلوا او يذبحوا او تقدم رؤوسهم، ليس عندهم مانع، قضية الحسين، كانما الحسين واقف بباب الخيمة غارق بالدم ينادي الا هل من ناصر ينصرنا؟.. كلكم تنصرون الحق وكلكم تسمعون الامام الحسين ينادي هذا النداء وتنطلقون.]
 اذن القضية كبيرة احبتي. اذا سمعت الدمعة تطفئ جهنم لا تستكثر، اذا سمعت الامام يقول (كل خطوة الى كربلاء حجة وعمرة مع النبي) لا تستكثر هذا الكلام، لا تقل هذا كثير، ابدا. لان الله لما اراد ان يعرف حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم رفعه الى اعلى عليين. (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى اوحى اليه الجليل ما اوحى ) ما هي المسئلة؟ يقول ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، يا رسول الله ماذا رأيت؟  قال: رأيت اهل بيتي، امير المؤمنين، فاطمة ( هذه التي دفنوها بالليل، لا تنسوها احبابي، لا يمكن تنسون الزهراء، ابدا، لانها في قلوبكم، دفنوها في الليل وضلعها المكسور، طوت دموعها على ضلعها المكسور الكسير ، طوت دموعها على جنينها (ولدها) محسن، وبالليل ووصت امير المؤمنين (ابلغ سلامي لشيعتي ) نحن ننتظر منها موقف في ساحة المحشر (ابلغ سلامي لذريتي يا امير المؤمنين – اولادي السادة العلويات في العالم يا علي ابلغهم سلامي، انظر كل سيد كل علوية في هذه الارض الان امير المؤمنين يحمل له/لها سلام من الزهراء سلام الله عليها، لانها رأت هذه المجالس)،  — (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) ماذا رأيت يا رسول الله؟ قال رأيت عليا امير المؤمنين، ابنتي فاطمة الزهراء، رأيت الحسن، رأيت ولدي الحسين.. هذا ليس بالعرش، العرش شكل آخر، (رأيت عن يمين العرش مكتوبا ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)، لا، رءآهم على حقيقتهم… ورأيت الحسين عليه السلام ورأيت السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري، ثم يقول: ورأيت ولدي المهدي واقفا بينهم يصلي كانه فلقة قمر طالع كانه البدر في ليلة تمامه وكماله. وفي رواية اخرى (كانه كوكب دري).
فمعناه ولا احد يستطيع ان يعرفهم ببساطة، يجب ان ننظف قلوبنا وقلوبنا نظيفة، نبتعد عن الحرام، نحفظ السنتنا من الخنا والغيبة والنميمة، نحفظ اسماعنا من الباطل يا شباب والغناء. ونحفظ السنتنا وعيوننا حتى نرى الحقيقة امامنا. فاذا عرفتم هذه الحقائق احبتي وشاهدتموها بام اعينكم بعد ذلك تدرك ان لك دورا عظيما في الحياة. فلا تبع هذا الدور، لا تتخلى عنه، اذا تخليت عن الدور ينطفيء الانسان. عندك دور عظيم، عندك هؤلاء الاطياب اهل البيت انصرهم، انصرهم بكلمة، انصرهم بموقف، انصرهم بكتاب، انصرهم بأي شيء، شجع الناس، قل لهم اذهبوا الى كربلاء، هذه ايام الحسين، هذه ايام الاربعين. اذهبوا الى كربلاء ولعلكم تلتقون هناك بالإمام زين العابدين، تلتقون بجابر بن عبد الله الانصاري، هذا صحابي جليل. مسلم ابن عوسجة صحابي جليل. هاني ابن عروة من اصحاب النبي كان. جابر ابن برز الانصاري – غير هذا- كان من اصحاب النبي، انس ابن الحرث الكاهلي من اصحاب رسول الله ، الذي ذكّر الامام الحسين على الصلاة، هو ذكرها، ابو تمام الصائدي، هذا كان من اصحاب رسول الله، هؤلاء كانوا مع الامام الحسين سلام الله عليه، الان ايضا في ثراه: (السلام على الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك).. يقف جابر بن عبد الله الانصاري في هذه الايام، الان جابر  في طريقه الى كربلاء من المدينة.
ونحن راجعون من العمارة الى البصرة، عندما اكملنا مجلس العمارة ونحن راجعين الى البصرة، فقبل دخولنا الى البصرة هناك منطقة اسمها ابوصخير، غير ابو صخير النجف، ابو الصخير بوابة البصرة فيها حسينية، فهذا صاحب الحسينية كان معنا رجل طيب، قال انه اذا تحبون تجددون الوضوء نصلي بهذه الحسينية، قلت لا بأس. فهو يظهر بيننا وبين الحسينية كان عشر دقائق، (هذا انقل لكم الخبر حتى تعلموا شيعة اهل البيت واستعدادهم)، فبيننا وبين المكان عشر دقائق، ونحن نمشي في قافلة نمشي فيها. يظهر هو هذا الرجل بطريقة معينة اتصل بهؤلاء ان نحن جايين نصلي بهذا المكان. الى ان وصلنا الله يعلم ويشهد اكثر من عشرة الالاف من الشباب حضروا، كيف حضر هذا العدد؟! طبعا الذين معي قالوا اكثر من ستة عشر الف عشرين الف حضروا، في عشر دقائق هذا التجمع، كانما على روؤسهم الطير ينتظرون فقط يريدون ان يسلموا علينا. جالسين وانا صعدت على المنبر وما كانت عندي ساعة امامي فبقيت قرابة ساعتين الا عشر دقائق، لا انا حسيت بالوقت، واذا رجال ونساء، قلت يا سبحان الله، قبل ان اصعد المنبر جاءني رجل، شاب، سلم علي رددت عليه السلام، يبكي، قلت ما بك لماذا تبكي؟ هذا عنده موكب يستقبل الزوار، الان تدرون الطريق من البصرة الى كربلاء من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة، من بغداد الى كربلاء، ما في منطقة في العراق الا تذكرها كل الطرق مواكب بالطريق هؤلاء يعملون الطعام والماء والخدمة للزوار، لزوار ابو السجاد. فهذا عنده موكب فيظهر فيه بعض الناس جايين قالوا له ارجع عن الطريق انت ماخذ مكان واسع. فأتى مهضوم يبكي، جاء عندي يبكي. يقول يا شيخنا انا انهضمت، هذه خيمة مالتي ردوها.. سبحان الله، انا هدأته، شفت نفسي انا صرت ابكي، قلت له حبيبي انت خيمتك ردوها اشوية عن الطريق وقاعد تبكي، تلك التي حرقوا خيمتها كيف حالها؟ كيف هضيمتها كانت؟ حميد ابن مسلم يقول اشتعلت النار بالخيام عمر بن سعد قال احرقوا بيوت الظالمين. يقول رأيت امرأة كانها الشمس الطالعة واقفة والنار تقترب اليها. قلت لها: امة الله، النار النار! قالت: يا هذا ان لنا في الخيمة عليلا… وانا لاحظت قسم من البنيات بنات الامام الحسن، – بنت الامام الحسن عمرها اقل شيء عشر سنوات لان بين موت الامام الحسن وبين كربلاء عشر سنين- رأيت اثنتين من بنات الامام الحسن قتلتا في هذا المكان، في الهجوم على الخيام وحرق الخيام تحت حوافر الخيل وبالنار. واحدة اسمها ام الحسن والاخرى ام الحسين. الان التي بقوتها وبذكائها طلعت من الخيمة والنار باطراف ثيابها هذه فاطمة الصغيرة وانا حسب تحققي من القضية واستقرائي رأيت انها رقية سلام الله عليها، هي نفسها رقية كانت. وينقل الرواية حميد ابن مسلم، الان اهل البيت يذكرونها مافي مانع ان [ينقلها] واحد مثل حميد بن مسلم لعنة الله عليه – هذا اخذ رأس الامام الحسين الى الكوفة مع خولي بن يزيد- لكن الرواية واضحة، يقول: رأيت هذه الطفلة خرجت والنار تستعر باطراف ثيابها، (هو يقول) رق قلبي لها عدوت خلفها وهي فارة على وجهها، خافت من عندي انا. ثم فاجئتها وقفت امامها مديت يدي حتى لا تتحرك. يقول: اول مرة نظرت لي قالت شيخ انت لنا ام علينا؟ قلت سيدتي انا لا لكم ولا عليكم انما هي النار اردت اخمادها. يقول: ما حاسة بالنار، خمدت النار. بعد ذلك التفتت الي، سؤال ثاني عندها. قالت شيخ هل قرأت القرآن؟ قلت نعم قرأت القران. قالت: فهل عرفت قول الله تعالى (فاما اليتيم فلا تقهر)؟ قلت نعم قرأت ذلك. قالت بالله عليك لا تؤذيني انا يتيمة الحسين.

تفسير رائع لسورة البلد | الشيخ المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿لا اقسم بهذا البلد

لاحظوا التعبير القرآني احبتي، لان كل ملاحظة وكل تأمل وتدبر في القران يفتح خزائن الرحمة والمعرفة لنا. ليس فقط العلم، انما الرحمة ايضا. ومن عجائب القران وعجائبه لا تنقضي، ظاهره انيق وباطنه عميق، وله تخوم وله اعماق. كلما امعن الانسان النظر في القران، المؤمن، انفتحت له افاق وآفاق عجيبة. الان لاحظوا هذه السورة هي في جزء عم اسمها سورة البلد:
بسم الله الرحمن الرحيم، لا اقسم (يعني اقسم) لا اقسم بهذا البلد (مكة المكرمة) وانت حل (خطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله) وانت حل بهذا البلد.
الان لاحظوا التفسير، من يعرف القرآن؟ لا يعرفه الا اهله. (انت حل) صحيح يعني انت موجود في هذا البلد، حللت به. هو ما كان في غير مكة، هو النبي المكي، مكي مدني، خيفي عقبي، شجري مهاجري، من العرب سيدها ومن الوغى ليثها، وارث المشعرين… انظر، (حِل) ماذا تعني؟ هناك حل يقابله شيء اسمه حرام: هذه الحرمة حلت هنا، هنا صار استحلال للحرام، يعني استباحة. الله تبارك وتعالى يبين هذه الحقيقة في هذه السورة يقول: (لا اقسم بهذا البلد) هذا القسم بمكة (وانت حل بهذا البلد) لماذا القسم بمكة؟ لانه حتى قبل الاسلام كانوا يعظمونها ويحترمونها ويرى الرجل قاتل ابيه في الكعبة فلا يأخذه، مايقترب اليه ابدا. الحمام يأمن، الشجر يأمن. نحن عندنا مسائل فقهية مطروقة الامام الجواد سلام الله عليه في مجلس المأمون العباسي طرق هذه المسائل: ماتقول في محرم قتل صيدة؟ القصة المعروفة.. كل شيء يأمن، اذا قاتل حمام الحرم عليه كفارة، الذي يدلك على صيد حمام الحرم يقوم بجريمة، فكيف الذي يدخل الحرم وجعله الله امنا وامانا؟
        الله يقول له: يا رسول الله هؤلاء يعظمون البيت ولكنهم يستحلون ظلمك وحرمتك. يظلموك. هم يحرمون ظلم احدهم الاخر، ظلم بعضهم البعض ولكن انت يا رسول الله يستحلون ظلمك، يظلمونك. وهذه كلمة تأملوها لانها تفتح امامنا ابواب واسعة. اذا كان الحمام يأمن في الحرم، فهل اهل البيت أمنوا في الحرم؟ امامكم الحسين ماذا صنع يوم التروية لماذا ترك الحج وخرج؟ وهو كان في الحرم موجود. شوف الايات تعطيك صورة واسعة واضحة امامك حتى انت تنطلق معها.
(وانت حل بهذا البلد) (ووالد وما ولد) الله تبارك وتعالى يقسم، فهل هذا القسم مطلق؟ الله يقسم بكل والد وما ولد، هناك تناسق وتقارب بالفكر، هذه السورة تظهر امامنا قضية كبرى تطرحها. فـ(الوالد وما ولد) ما في مانع يشير الى كل المؤمنين في العالم، لا، لكن هنا قضية يجب ان تلتفت اليها. (الوالد) هو امير المؤمنين سلام الله عليه (وما ولد) الائمة عندك يعني قسم باثني عشر امام، الوالد امير المؤمنين هو الامام الاول ومعه ابناؤه احد عشر اماما. فهذا القسم الذي يبين لك عظمة القضية وعظمة الموقف وانك انت أمام مدرسة تنفتح ابوابها امامك بكل ابعاد العلوم والمعارف وحقوق الانسان وتبين لهذا الانسان ما هو الطريق وما هي التي تمشي بها، لانه يقول: (لقد خلقنا الانسان في كبد) الكبد المشقة من المكابدة، الانسان يكابد في ولادته في عيشه، الحياة لا يمكن ان تمشي من دون مكابدة، المشقة لابد منها. هذا رجل مؤمن طاهر متوجه الى الاخرة (ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيا) فقالوا له: كيف انت اخترت الاخرة على الدنيا؟ قال انا فكرت رأيت الدنيا لا تنال الا بمشقة والاخرة لا تنال الا بمشقة، فاخذت ابقاهما، الاخرة ابقى لي وانا رايح للاخرة، انا في ارتحال عن الدنيا ولذلك العاقل، لولا المشقة ساد الناس كلهم، لكن المشقة التي تكون في طريق الحق يمشي الانسان بها، انا ذاهب الى الله تبارك وتعالى، الاخرة لها خصوصية، الدنيا لها خصوصية، حب الاخرة يفتح منافذ الايمان ويفتح طرق الايمان في القلب، حب الاخرة لان الدنيا تأتي بعد الاخرة. في حين حب الدنيا يغلق هذه المنافذ كلها، يغلق الطرق. احد اسباب منع المعرفة للانسان هو حب الدنيا. اذا دخل حب الدنيا في القلب خرج حب الله، لا يجتمع، الاسلام لا يمنعنا من اننا نعمل ونجمع المال ونتصرف بالمال لكن في حدود، الاسلام ليس ضد المال، هذا نظام الاقتصاد الاسلامي موجود. يدمج القضية الاقتصادية مع القضية السياسية، كيف تتعامل بالمال؟ النظام المالي بالاقتصاد الاسلامي هذا برنامج عظيم ودرس عظيم. لكن كيف تتعامل بالمال؟
(ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى) يستغني بالمال او بالسلطة او باي شيء، احيانا يصل الى درجة الطغيان. حتى اذا اخذ علما من دون ايمان، العلم يطغيه ايضا مثل بلعم باعورا. المال يطغيه كذلك مثل قارون وهؤلاء سبحان الله كانوا مع موسى. (ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليه) والعجيب تلاحظون في القران في اخر سورة القصص يقول الله آتاه من الكنوز (ولقد اتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة) الان الامام الصادق يقول العصبة اولوا القوة من عشرة الاف فما فوق. انت تصور عشرة الاف انسان يحملون مفاتيح خزائن قارون! فمافي مانع، لكن الله قال له (وابتغي في ما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا) لا تنس شبابك وصحتك ونشاطك وفراغك لاتنساه، لكنه اطغاه المال، فأخذ موقف ضد موسى، شاف عنده اموال وموسى يصعد المنبر وليس معه سوى العصا يحملها، فصار يستهين بموسى، يدخل عليه موسى يعظه، هو يغضب من موسى. وكان معهم في التيه، الاربعين سنة بنو اسرائيل، هو من بني اسرائيل قارون كان من قوم موسى وابن خالة موسى واراد ان يتزوج كلثم اخت موسى وكان في التيه الان في الصحراء وهؤلاء متوجهين لقراءة التورات والعبادة والدعاء هو كان يجلس في قصره يغني. يدخل عليه موسى يقول له انت ما تدري وين نحن في تيه؟! فاخرج معنا واعبد واذكر الله! قال انا لا احتاج ان اذكر الله، انا تعلمت الكيميا وهذه الاموال كلها من الكيميا واموالي تزداد يوم بعد يوم وعندي هذه الكنوز فلماذا اذكر الله؟! يقول (وخرج على قومه في زينته) – على بني اسرائيل الذين هم في التيه – فخرج معه اربعة الاف هؤلاء يلبسون زيا موحدا معه على يمينه عن شماله وطبول و سبحان الله، فالناس الذين موجودين قسم من اهل الدنيا لما رأوه ( قالوا يا ليت لنا مثلما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم) (وقال الذين اوتوا العلم – الذي عنده علم وايمان يعرف ان الدنيا هي ممر نحن مارين فيه- قالوا ويلكم ثواب الله خير) ما قيمة الكنوز، ما قيمة الاموال؟ المال والسلطة كلها تذهب (ابتغوا فيما اتاكم الله الدار الاخرة) انظروا الى الثواب ، تأملوا، هذا امير المؤمنين سلام الله عليه يعلمنا درس عظيم، يأتي الى بيت المال ويرى الذهب والفضة، هذه جاءوا بها قبل ساعة، الامام لا يكنز الذهب والفضة في بيت المال، ما يستبقي اكثر من سويعات، يضربه بسوطه يضرب الذهب والفضة يقول ( يا بيضاء ويا صفراء غري غيري) ويوزع كل ما عنده في بيت المال، كله يوزعه على الناس. ما يخلي احد، حتى رغيف الخبز يقسمه على سبعة اقسام – بالنسبة للكوفة كان سبع محلات،  يقسمه ويوزعه عليهم. ثم ينحي قرب العسل، ينحيها على جانب ويطلب اليتامى يأتون عنده، فيأتون اليتامى، الان كم عدد اليتامى في الكوفة، فيأتي اليتامي يستقبلهم لا يسقيهم/يطعمهم العسل مباشرة، لا، يرحب بهم يقبلهم يضعهم في حجره يأنسون به، بعد ذلك يفتح العسل ويطعمهم، الان امير المؤمنين اذا جاءنا كم يتيم يستقبل؟  كان في العراق ايضا، ثلاثة حروب، حرب الجمل، وحرب صفين وحرب النهروان، فتركت يتامى، عدد كبير، لكن الان لاحظ اليتامى بالملايين في العراق وفي غير العراق خصوصا في العراق. فيجلسهم في حجره،- سبحان الله، الرواية يذكرها الامام الحسن سلام الله عليه-، يسميهم باسمائهم، واحد واحد ويسألهم عن احوالهم، عن صحتهم، وهم لا يعرفون اباً لهم الا امير المؤمنين. قل له: انت ابن من؟ يقول انا ابوي علي،امير المؤمنين والدي. يطعمهم العسل، انظر، وهو امير المؤمنين يدير خمس قارات في العالم باستثناء الشام لكنه مايغفل عن هؤلاء اليتامى بابي وامي (يا صفراء يا بيضاء غري غيري)
بعد ذلك يقول، شوفوا الموقف العجيب احبتي، يقول لابن عباس: ما تساوي هذه النعل؟ قال لا قيمة لها. قال والله انها افضل من خلافتكم –ما يقول من خلافتي، هو الخليفة هو الامام هو الولي بابي وامي لكن هذه الخلافة التي جاءت على الظاهر وانتخبوه خليفة لهم- قال: ان هذه النعل افضل من خلافتكم الا ان اقيم حقا او ادفع باطلا.. هذه الصورة الرائعة للحاكم المسلم احبتي الذي يحكم العالم وفي الليل ما يتعشى، ما يأكل العشا امير المؤمنين، لماذا؟ يقول: ءأبيت مبطانا وحولي بطون غرثى واكباد حرى؟.. لأن الحاكم اذا صار يجمع الذهب والفضة ويكدس الذهب والفضة ماتكون عنده رؤية صحيحة ولا نظرة حقيقية للاحداث المتلاحقة امامه، لا يعرف، غرق في الظلم. وانظر في حياة امير المؤمنين حتى سجون ما كان عنده، يعني كان عنده “موقف” كان يسمي معتقل، هذا في الفقه الاسلامي موجود، موقف من القصب جدرانه من القصب وهؤلاء اعداد على اصابع اليدين، عدوا على اصابع اليدين ليس اكثر من ذلك والا الامام ياتي بالناس يكدسهم بالسجون؟! لا! ابدا، في الاسلام ما عندنا النظرة والرؤية للسجون  الا سجن استثنائي يؤكد القاعدة والا كل واحد يأخذ حقه، يأخذ جزاءه، اما يأخذ حقه اذا صاحب حق او اذا ظالم فيأخذ جزاءه.
هذا امير المؤمنين سلام الله عليه يقول: ءأبيت مبطانا وحولي بطون غرثى واكباد حرى؟ او اكون كما قال القائل وحسبك داء تبيت بطنة حولك اكباد تحن الى القد. في الليل ما يأكل طعام، بينما الحاكم كان في الشام، معاوية، انا لا ادخل في هذه التفاصيل، لكن امير المؤمنين يذكرها في نهج البلاغة، القصور، اين القصور؟اين صارت القصور؟.. في طريقكم الى زيارة السيدة رقية في الشام – هي تتصور لك الواقعة كلها، تتصور الحالة كلها، تتصور حالة الامة الاسلامية اين ان تكون سبية عمرها اربع سنين في قافلة في ركب من الكوفة الى الشام والسياط تتناوب على بدنها النحيل، هذه اذكروها احبابي، هذه تصنع الانسان العظيم اذا تفكر فيها، وبنت من؟ من ابوها؟ هذه يتيمة تكسر القلب، هذه يتيمة جعلت الملائكة تنوح عليها في السماء، يتيمة واي يتيمة؟ الله يريد لسيد الشهداء ان يبقى هكذا، شعلة نار وفكر و نور وحرارة ايمان في القلوب ودمعة ساخنة، لا يستطيع احد ان يتكبر او يستنكف منها او يتكابر عليها، ابدا. نحن اصحاب قضية احبتي.. لو صور فيلم سينمائي لمقتل السيدة رقية وبالطريقة التي قتلت بها السيدة رقية صدقني كل شعوب الارض تبكي عليها، كيف استقبلت اباها الحسين، كيف استقبلت رأس ابيها. الشيخ البهائي يتحدث عنها كيف كانت تخاطب اباها الحسين، ذلك اللسان الفصيح هي بنت الحسين، وبعد ذلك كيف تضع فمها على فم ابيها الحسين.. شوف هذا معنى كبير.. وتستمر في البكاء الى ان تسكت، وأمامها إمامان معصومان، اخوها الإمام زين العابدين وابن اخيها الإمام الباقر، فهي اخت الإمام وعمة الامام وبنت الامام. بعد ذلك سكتت. لماذا سكتي حبيبتي رقية؟ تعبتي من البكاء؟  لماذا السكوت يا نور عيني؟  واذا الوضع شيء آخر، الان الامام السجاد – احبابي، اذا واحد توفي، نحن عندنا هنا وفي البلاد الاسلامية وفي العراق وخصوصا في كربلاء في الروضات المقدسة تلاحظ اذا واحد توفى يعلن عنه انه هذا فلان انتقل الى رحمة الله. انظر السيدة رقية من الذي اعلن وفاتها؟ الذي اعلن وفاة السيدة رقية ومقتلها هو الامام زين العابدين سلام الله عليه واعلنه لعمته زينب، قال عمة زينب لقد ماتت اختي على رأس ابي الحسين. هو الذي اعلن… هذا كله احبابي نحن اصحاب قضية، والله العظيم هذه القضية التي نحملها اذا عرضناها على شعوب العالم كل الشعوب تاتي معنا.. نحن عندنا ثراء بالفكر، عندنا ثراء حتى بالحزن، الحزن لابد له، لان الفكر يحتاج الى حزن، الفكر من دون حزن لا يؤثر. والا يعقوب كان يحمل فكر، الحزن صار من يعقوب مع فكره اضاءة، دموعه كانت تضيء لافكاره، يقول (انما اشكوا بثي –هذا الفكر [انما اشكوا بثي] وحزني الى الله واعلم من الله ما لا تعلمون) وكان بكاء يعقوب وحزن يعقوب اوصله الى حد العمى فقد بصره عمي من البكاء (وابيضت عيناه من الحزن).. وهذه الطفلة السيدة رقية بريئة قطعة من نور رسول الله معصومة.. فاذا قلت لكم هذا التناظر في الصور انتبهوا اليه.. يعقوب هذا النبي العظيم، يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم الخليل حزنه يصل به الى عمى العين الى فقدان البصر لكن حزن رقية على ابيها الحسين يوصلها الى الموت، فاي حزن اكبر الان؟ حزن رقية ام حزن يعقوب؟ وانت تعرف رقية بنت رسول الله، بنت الحسين، ابن فاطمة، الحسين ابن علي ابن ابيطالب.. انظر هذا حزنها اذن وصلت الى درجة من الحزن اكثر من يعقوب لان يعقوب حزنه كان على يوسف وهي حزنها على الحسين، فهنا حزنه يوصله  الى فقد العين والنظر وهنا حزنها يوصلها الى الموت تنفض حياتها على رأس ابيها الحسين..
        فلاحظوا هذه الدروس العظيمة احبتي، ونحن نمتلكها ونمتلك هذه الصور الرائعة ومع الاسف لازال يتحدثون لماذا البكاء على الحسين؟ لان نحن اصحاب قضية.. اولا انت تبكي تحزن وتفرح والدمعة من شيم العظماء اذا كانت في هذا الطريق الصحيح: هات الدموع وحسبي  في العزاء بها ان الدموع يد لله بيضاء… مثل الارض، فالارض لما تكون مجدبة الغيث لها يكون مثل النفس عندما تمسها الضراء نفس الشيء، لذلك لا تستطيع ان تفصل وتفكك الفكرة عن الدمعة، هذا خطأ. واحد يقول الامام الحسين اكبر من الدموع هذا خطأ ومؤامرة ضد الحسين هذا الكلام. الامام الحسين يقول انا قتيل العبرة ماذكرني مؤمن ولا مؤمنة الا وبكيا. لذلك شعائر الامام الحسين مرتبطة بالقلب.
هذا انطلقنا من (ووالد وما ولد) في سورة البلد. الله جعل هذه الشعائر مرتبطة بالقلب وكل شيء يرتبط بالقلب لايمكن لاحد ان يطفئه. لان القلب منطقة حرة، يمكن واحد الان يمتهنك جسدا بدنا يصيطر على عينيك يحزم عينيك مايخليك اتشوف احد، ممكن واحد يمنعك من السماع بالاذن، ممكن واحد لا يسمح لك ان تتكلم ان تتحدث ان ترى يقيد يديك رجليك لكن هل يستطيع احد ان يغل قلبك؟ ان يقيد قلبك؟ هل يستطيع احد ان يقيد ارادتك؟ انت عندك ارادة حرة لا تمنحها لاحد، لا تعطيها لاحد، هذه الارادة مرتبطة بالله تبارك وتعالى، بارادة الله (وماتشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين) فهي عطية وهدية من الله لك ويجب ان تستعملها في طريق الحق (لمن شاء منكم ان يستقيم)  (وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين). فالقضية المرتبطة بالله المرتبطة بالرسول، هذا باب واحد (من صانع وجها كفاه بقية الوجوه ) انت ماشي فيها ، الله لم يجعل لاحد سلطانا عليك انت الانسان، حتى الشيطان الله مااعطاه سلطة عليك، ابدا، الله قال للشيطان (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) الا من اتبعه. لكن الله يعطي لاحد سلطة عليك، مستحيل.  انت مرتبط بولاية (انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) هذا امير المؤمنين علي صلوات الله وسلامه عليه.. فتلاحظ عندك الارادة حرة، ولا احد يستطيع ان ياخذ ارادتك. لذلك يجب ان تكون شجاع. تبقى شجاع، تبقى باسل، تبقى كريم النفس، لان عندك قضية انت في اي لحظة مهيأ ان تضحي بنفسك من اجل هذه القضية ان تضحي باموالك من اجل هذه القضية. المؤمن لا يكون جبانا ولا بخيلا لان الايمان يعطي الشجاعة والسخاء، اذا رأيت مؤمن بخيل فهناك نظر واعادة نظر في ايمانه. لان (الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم) الله اشترى وانت بعت، والبضاعة النفس والمال ووقعت والثمن الجنة (.. بان لهم الجنة) فاذا انا بعت نفسي لله يجب ان اكون شجاع حتى اضحي واذا بعت اموالي لله يجب ان اكون كريم حتى اضحي بمالي واموالي ولذلك المؤمن لا يكون جبانا ولا يكون بخيلا. لذلك عندك هذه الملاحظة: ارادتك حرة، قلبك حر، القلب منطقة حرة، الان يأتي واحد يحشر انسان في زنزانة يقول له لا تخرج او يسد عليه الباب يقول له ما في خروج، لكن هل يستطيع ان يحبس قلبه في زنزانة؟ يستطيع ان يحبس خياله؟ انت موجود في الزنزانة ، الله يبعدها عنكم، تفكر باهلك تذهب بخيالك بقلبك بمشاعرك تذهب الى مكة الى الحجاز الى المدينة الى كربلاء الى النجف الى سامراء الى الكاظمية الى مشهد الى قم الى الشام الى كل مكان الى بيت المقدس وانت في نفس المكان، فهذا دليل انك تملك قوة تملك ارادة هذه الارادة لا يستطيع احد ان ينتزعها منك لان هي ليست لافتة مضروبة على باب حجرتك وباب بيتك وينزعوها من عندك، ليست ثوبا حتى يخلع منك او قميصا حتى يخلع منك، لا، هي كل كيانك.. انت عندك ارادة مسئول عنها امام الله، هذه البعوضة الله معطيها ارادة، تقف على اي مكان تقرر الى مكان تتجه انظر عندها ارادة تقرر بارادتها تتجه، النحلة صاحبة ارادة ووحي متصلة بالوحي، هذه النحلة الصغيرة شايفها امامك، لها سورة في القران باسم سورة النحل، هذا النحل الذي يعطيك العسل، سورة في القرآن باسمه. (واوحى ربك الى النحل ) اذن هذا الوحي متصل ليل نهار اربعة وعشرين ساعة الوحي متصل معه.
 فرب العالمين الذي فضلك على هذا الخلق واعطى هذه الارادة للنحلة وللبعوضة ولسائر ما خلق فكيف يمنعها منك؟ ويقول (لقد كرمنا بني آدم) تكريمه لك هو ان جعلك حرا. فيأتي امير المؤمنين سلام الله عليه يخاطبك يقول لا تعطي هذه الارادة لاحد، لا تعطيها لاحد، هذه الارادة لك انت متصل بالله وباهل البيت، لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا، انت حر لا تصبح عبد للاخرين.. لا تخاف من احد، اذا خفت من احد صرت عبد له. اذا ركضت وراء الدينار والدرهم صرت عبدا للدينار والدرهم. لذلك حتى معادلة التعامل مع الانبياء هذه موجودة رغم ان الله اعطى للانبياء كل شيء لكن الانبياء ما اظهروا قوتين على حقيقتهما، قوة المال وقوة السلاح، تاملوا العبارة.. ينتصر رسول الله صلى الله عليه واله في بدر لكن هناك محنة تنتظر المسلمين في احد، لماذا؟ لانهم خالفوا النبي. واذا يومين ثلاثة ماتوقد النار في بيت رسول الله ليس عنده طعام ياكله، عجيب، في بيت الزهراء وهو بيت النبي بيت علي امير المؤمنين (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا) ثلاثة ايام صيام وماعندهم الا كل يوم خمسة ارغفة من الشعير.. هذا درس عظيم .. رغم انه بعد هذه القضية جاءت فدك لفاطمة الزهراء والزهراء روحي فداها كانت تنفق ما في فدك من مئات الالاف من الدنانير والاموال كلها تنفقها في سبيل الله تعطي لبني هاشم والكل. بعد ذلك اخذت فدك من فاطمة الزهراء، جاء ابوبكر واخذها. وبقيت عندهم حرموا الزهراء من فدك.
هناك قصة يجب ان تلتفتوا اليها: لما الانسان ياتي ويلاحظ هذا الجانب لماذا اعطى الله سبحانه وتعالى لسليمان ملك لكنه ما اعطاه هاتين القوتين على حقيقتهما، قوة السيف حتى الناس يخافون من السيف ويدخلون؟ لا، عنده قوة لكن هو لا يكره الناس (لا اكراه في الدين)  (ولو شاء الله لآمن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) لقد كان في امكان الله ان يكره الناس لقد كان في مقدور رب العالمين ان يكره الناس على الايمان، لكن هذا ليس ايمان، انت تدخل في الايمان خوفا من السيف او تدخل بالايمان طمعا بالدينار والدرهم بالذهب؟ لا، لذلك الايمان اكبر من الرغبة بالدينار والذهب واكبر من الخوف من السيف. لذلك المؤمن لا يكون بخيل، هذه اشارة الى الدينار والدرهم، ولا يكون جبان، اشارة الى السيف، فما يخشى.
ارتبطت القضايا كلها بالقلب. (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب) انت تعظم هذه الشعائر، تعظم هذه المجالس، تعظم مواكب الامام الحسين، تعظم كربلاء، تعظم كل شيء، هذه من تقوى القلوب يعني يحتاج الانسان الى تقوى. انت تطوف تسعى بين الصفا والمروة الله يقول لك هنا بين الصفا والمروة تزوّد، زمزم امامك انت عطشان روح اشرب ماء من زمزم، لكن بين الصفا والمروة تحتاج الى تقوى، خذ من التقوى بين الصفا والمروة (ان الصفا والمروة من شعائر الله) زمزم امامكم عطشان روح اشرب من زمزم.. لكن التقوى ليست في زمزم التقوي بين الصفا والمروة (ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكرا ) بعد ذلك يقول (وتزودوا فان خير الزاد التقوى) اين تزودوا؟ بين الصفا والمروة في هذا المكان، لماذا؟ حتى ترى الامور على حقيقتها لان التقوى منظار للنفس كما ان البدن يرى بالعين القلب والروح كلها ترى بالتقوى (ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله) التقوى منظار تريك الحقائق ترى الحق ولذلك الذي ليس عنده تقوى لا يرى الحق.
فلاحظوا هذا المعنى احبتي، الارتباط بارادتك، ان لك مكانة لك شخصية عند الله تبارك وتعالى انت كريم ليس مسموح لاحد ان يذلّك ليس مسموح لاحد ان يصدر اوامر عليك، انت اوامرك تاخذها من الله عن طريق امامك صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه، ولذلك الامر منهم.. [اما بعد فان الله حين خلق الخلق حين خلقهم امنا من معصيتهم لانه لا تضره معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من اطاعه، فقسم بينهم مواضعهم ووضعهم في الدنيا مواضعهم، فالمتقون فيها هم اهل الفضائل، منطقهم الصواب (والصواب لا يكون الا من اهل البيت، اذا تتحدث عن هذا المنبر فهو الصواب اما غيره فلا صواب) وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع (لا يمشي متكبر متعجرف يصعر خده للناس) غضوا ابصارهم عن ما حرم الله عليهم ووقفوا اسماعهم عن العلم النافع لهم. عظم الخالق في انفسهم فصغر ما دونه في اعينهم. فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون. اما الليل فصافون اقدامهم تالين لاجزاء القرآن (امير المؤمنين يقول لانك اذا بالليل تجلس على كرسي او على الارض وتقرأ القران تنام تتنعس، لكن الواقف لا ينام – ملتفت للتعبير العلمي ام لا؟) اما الليل فصافون اقدامهم –حتى لا ينام- تالين لاجزاء القران –يرتلونه ترتيلا- كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحار هم يستغفرون وفي اموالهم حق للسائل والمحروم.]
(لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد ) – يا رسول الله انت مستباح الحرمة، هؤلاء استباحوا حرمتك في هذا البلد، اخرجوك من مكة الى المدينة وهاجموا دارك وهاجموا بيتك واشعلوا النار في دارك وقتلوا ابنتك الصديقة فاطمة الزهراء واسقطوا جنينها بين الحائط والباب واخرجوا ولدك الحسين من هذا المكان من مكة اخرجوه الى العراق وملؤوا الصحراء اسلحة وخيلا ورجالا ضد الحسين، ولذلك اين يذهب الامام الحسين؟
بعد ذلك يبين لك القران اين انت ذاهب: (فلا اقتحم العقبة- 11) – (الم نجعل له عينين- 8) (ولسانا وشفتين- 9) – (ايحسب ان لم يره احد- 7).. انت تنظر فهناك من ينظر اليك يا حبيبي وتتحدث هناك من يسمع حديثك، تتكلم تعمل. المؤمن هذا، الذي يصدّق قوله عمله يعني عمل يصدق القول وليس فقط القول. بعد ذلك يقول (فلا اقتحم العقبة-11) انظر العقبة أمامك والعقبة ماذا تعني؟ (فك رقبة -12) تفك رقبتك من النار انت اقتحمت العقبة والعقبة تشير الى قضايا رهيبة ومنها الصراط ومنها العقبة الكؤود – امير المؤمنين سلام الله عليه يقول لولده الحسن: واعلم يا بني ان أمامك عقبة كؤودا- وكل هذه في طريقنا، في وصيته لولده الحسن (ووالد وما ولد-3) .
اقرؤوا يا شباب هذه الوصية في نهج البلاغة رائعة لذيذة يتحدث فيها امير المؤمنين عن مشكلات الشباب، يتحدث فيها عن لغة الشباب كيف تكلم الشباب: [ من الوالد الفاني –يبدأها، انظر الأب عندما يتكلم مع ولده اذا قال له يا بني انا عمري منتهي الولد تلمع عيناه بالحقيقة والصدق والعاطفة والرحمة- من الوالد الفان، المقر للزمان، المدبر العمر، الذام للدنيا، الساكن مساكن الموتى والراحل عنها غدا الى المولود المؤمل ما لا يدرك، السالك سبيل من قد هلك غرض الاسقام ورهينة الايام ورمية المصائب –بعد ذلك يقول له – واعلم يا بني انه لو كان لربك شريك لاتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ولكنه واحد احد فرد صمد كما وصف نفسه. اما بعد بني فان فيما تبينت من ادبار الدنيا عني وجموح الدهر علي واقبال الاخرة الي والاهتمام بما ورائي، غير أنّى حيث تفرّد بى دون هموم النّاس همّ نفسى، فصدفنى رأيى، وصرفنى عن هوائى، وصرّح لى محض أمرى، فأفضى بى إلى جدّ لا يكون فيه لعب، وصدق لا يشوبه كذب..  فعناني من امرك ما يعنيني من امر نفسي – انظر الاب المخلص الطيب كيف يتعامل مع ولده، ما يتعامل معه بغلظة ويسمعه كلمات يتنفره، والولد الطاهر كيف يخضع لابيه ويسمع كلمة ابيه لان الاب عنده تجربة ليست موجودة عند الولد.. – واعلم يا بني اني وجدتك بعضي بل وجدتك كلي حتى كانما الما اذا اصابك قد اصابني و كان الموت لو قد اتاك اتاني فعناني من امرك ما يعنيني من امر نفسي. واعلم يا بني انك طريد الموت –طريد، الان هذه الطريدة التي طاردها السبع اذا استمرت المطاردة تتعب هذه الطريدة تقع. الموت لا يترك الانسان الى ان يتعبك- واعلم يا بني انك طريد الموت الذي لا ينجو منه هارب – مروا على المقبرة انظروا الى الشباب نساء رجال اطفال مدفونين هناك كلم كانوا معنا وذهبوا وناموا هناك في المقبرة واذا ذهبتم الى النجف الاشرف مروا على وادي السلام اذا ذهبتم الى كربلاء المقدسة مروا على الوادي القديم وعلى الوادي الحديث الجديد وانظروا، كذلك في كل مكان:
انظري كيف تساوى الكل في هذا المكان
وتلاشى في بقايا العبد رب الصولجان
والتقى العاشق والقالي فما يفترقان
اسألوهم قولوا لهم انت خلصتم حوائجكم ومشاكلكم بالحياة وجئتم نمتم هنا بالمقبرة تحت التراب؟ ما فيهم احد يقول لك انا خلصت حوائجي. لكن صاحب الايمان والولاية يقول لك انا لا اهتم ولا احفل متى ياتيني الموت انا عرفت الحق وسلمت الامر الى الله والرسول وامامي واهل البيت فاذن انا لا اهتم…
هذا كلام شاعر:
غير مُجدٍ في ملتي واعتقادي              نَوحُ باكٍ ولا ترنّم شاد
وشبيه صوت النّعي إذا قيس            بصوت البشير في كلّ ناد
ابكت تلكم الحمامة ام غنت           على فرع غصنه المياد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب   فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطء ما اظن اديم الـ            ارض الا من هذه الاجساد
ودفيـنٍ على بقـايا دفيـن          من طويل الأزمان والآباد
رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً             ضاحكٍ من تزاحم الأضداد
سر إن اسطعت في الهواء رويداً         لااختيالاً على رفات العباد
ضجعة الموت رقدة يستريح الـ   جسم فيها والعيش مثل السهاد
خُلق النـاس للبقـاء فظلّت               أمة يحسبونـهم للنفاد
إنما ينقلون من دار أعمـالٍ              إلى دار شقوة أو رشاد
هذا الواقع الذي نعيشه. لكننا عندما ناتي الى فكر اهل البيت وترى الصورة يقول (واعلم يا بني انك طريد الموت الذي لا ينجو منه هارب).. يا عبد الله، كيف متَّ؟ (هذا واحد سألوه في عالم الرؤيا –الرؤيا موجودة احبتي والمنام موجود في القران وفي الاسلام وفي شخصيتك ايضا انت ترى منام، هذا المنام له وجود، الان ياتي واحد يستهزيء بالمنام لازم يضحك على نفسه! مثل واحد يستهزيء بالعين والعين موجودة تستهزيء فيها شنو معناته؟! المنام موجود وفي القران موجود وفي السنة موجودة والائمة كلهم يتكلمون عنه وقصة يوسف كلها قائمة على المنامات.. المنبر ماخذ طريقته وماشي في كل العالم بقوته هذه القوة من الله يستمدها..) فقالوا له كيف انت مت؟ قال انا كنت في صلاتي اصلي ورافع يدي في الدعاء، في لحظة واحدة وجدت نفسي في الاخرة! لحظة واحدة اسرع من طرفة ولمحة عين ملك الموت قبض روحي! هو لا ياتي يدخل ويسلم عليك وتسوي له مكان، لا، المسألة اكبر من هذا حبيبي! في لحظة واحدة خلص انتهى الامر كأن لم يكن شيء. في لحظة واحدة يرى الانسان نفسه في الاخرة وبدنه مطروح ولا يستطيع ان يصنع شيء. يريد ان يرجع لا يستطيع ان يرجع انتهى الامر. فلذلك يجب ان نستغل الفرصة احبابي. تستغل ونستثمر كل دقيقة. نمت، ساعتين ثلاثة شبعت قم من النوم! لاترجع تنام مرة اخرى. اغتسل توضأ اقرأ قرآن، اعمل عمل خير، فكّر باي شيء تصنع، ماذا تقوم بأي عمل؟ الان انت في عصر الانتظار فرص أمامك بالآلاف، ماذا تصنع؟ عندك اموال تبرع فيها لعمل خير؟ اصنع. مؤسسة لرعاية الايتام، مدرسة، حسينية، شارك في انتاج افلام سينمائية عن واقعة الطف عن اهل البيت، شارك في ترسيخ مسرح كبير في كربلاء المقدسة لانشاء وانتاج واقعة الطف… نحن عندنا طاقات.. يستطيع الانسان ان يكتب كتاب يعمل اي شيء.
عربي باي