.

.
الأربعاء، 30 مارس 2016

الوسيلة الى الله | السيد محمد رضا الشيرازي


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد واله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون )) صدق الله العلي العظيم
في هذا اليوم نتحدث بإذن الله تعالى حول ابتغاء الوسيلة الى الله ((وابتغوا اليه الوسيلة )) ولكن قــــبل ان نتحدث عن ذلك لا بد ان نتحدث عن موقع الاحتياج الى الوسيلة ومتى نحتاج الى الوسيلة ومتى لا نحتاج اليها والشيء الذي يبدو ان الاحتياج الى الوسيلة انما يكون في حالة البعد او في حالة الفقدان فاذا كنت قد وجدت الشيء فلا تحتاج الى الوسيلة او اذا كان الشيء قريبا منك فلعلك لا تحتاج اليها ولكن عندما تكون فاقدا لذلك الشيء او يكون الشيء بعيدا عنك ففي هذه الحالة تحتاج اليها فالبعد عن الشيء مرة يكون بعدا ماديا بحيث تكون هناك فاصلة مكانية تفصلك عن الشيء وطبعا الوسيلة مناسبة للغاية التي تبتغيـــها واذا كانت الغاية غاية مادية وكان البعد بعدا ماديا في هذه الحالة تحتاج الى وسيلة مادية . مكة الان بعيدة عنك تفصلك عنها فاصلة مكانية تحتاج الى وسيلة مادية تنقلك الى مكة ولكن في بعض الأحيان يكون البـــعد او الفاصلة معنويا وهنا الوسائل المادية لا تجدي نفعا في تقريبك الى تلك الغاية وإنما تحتاج الى وسيلة معنوية فان الله تعالى اقرب الينا من أنفسنا ((وهو اقرب إليكم من حبل الوريد )) ولكننا بعيدون عن الله سبحـــانه وتعالى هذه الأعمال التي نعملها وهذه الذنوب التي نقوم بها كل يوم هذه الأشياء هي التي تبعدنا عــــن الله ((كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) لعل ذلك الحجاب في الاخرة معلول لهذا الحجاب في الدنيا وهذا الذي كان بينه وبين الله حجاب في الدنيا ينعكس عليه في الاخرة وفي دعاء كميل عبارة وما أعظمهـــا من عبارة حيث يقول ((ولابكين عليك بكاء الفاقدين )) والانسان في يوم القيامة الانسان البعيد عن الله الانسان المجرم وما أكثر إجرامنا الا الصفوة النادرة فالإنسان الذي يقوم بجرد أيام حياته يجد انها حلقات متواصلة من الاجرام بحق نفسه وبحق الله وبحق المجتمع حلقات متواصلة من التعدي على حقوق الآخريــــــن كل كذبة فهي تعدي على حقوق الله وكل غيبة تعد اجراما من الاجرامات التي يقوم بها المكلف وكل تهمة وكل نظرة الى الاجنبية وكل غش في المعاملة وكل خداع وبالشرائط المذكورة في محلها يعتبـــــر اجراما وكل انسان عندما يرى تاريخ حياته وفي هذه المرحلة من العمر يجدها مجموعة متلاحقة من الاجــــرامات في حق النفس وفي حق الله وفي حق الآخرين كل هذه تبعد الانسان عن الله ((ولابكين عليك بكاء الفاقدين )) ذلك الفقدان في ذلك اليوم …((يجب على كل انسان التأمل في مقاطع دعاء كميل حيث يـــقول ((فهبني يا الهي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك ,…))ولنفرض فرضا محالا انه اســتطاع انسان ما ان يصبر على عذاب الله ولكن كيف يستطيع ان يصبر على فراق الله سبحانه وتعالى لأنه في ذلك اليوم يكون بعيدا عن الله وعن رحمة الله وعذاب الله وان كان عظيما في حد ذاته ولكن شيء هيــــن عند العارفين بالله أمام غضب الله أمام سخط الله فاذا كان لديك أب تحترمه وتكرمه وخيرت بين ان يــــضربك هذا الأب او يرضى عليك فاذا كنت من أهل المعرفة تفضل العذاب والاصطبار عليه واحتمال السجن على ان يغضـب عليك بمقدار شعره لان الغضب وعدم الحب والفراق المعنوي للمحبوب هذا اشد عذابا للنفس من أي عذاب آخر ….((وهبني يا الهي صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك … الى ان ينتهي الى هذه الجملة ….لابكين عليك بكاء الفاقدين ))ذلك الفقدان في ذلك اليوم عندما الانسان مداركه ترتفع ويعرف ما معنى هذه الجملة …وما هو معنى فقدان الله تعالى وبناءا على هذا فان الله تعالى قريب الينا ولكن هــــذه الذنوب تبعدنا عن الله وتفصلنا عنه وفي هذه الحالة يأتي دور الوسيلة ((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة )) والمؤمن مهما كان إيمانه قويا قد تصدر منه هنات وفي هذه الحالة يحتاج الى الوسيلة ومن هو اقرب الى الله وما هي الوسيلة التي تقربنا الى الله تعالى من أكرم الخلق لديه وأحبهم اليه محمد والــــه الطيبين الأطهار ونحن نحتاج الى هذه الوسيلة لتكون هي الواسطة بيننا وبين الله …………………….
يوسف ((ص ))كان في السجن وكان الله قد ألهمه تعبير الرؤيا وقد جاءه شخصان وقد عرضا عليه مناما احدهما يأكل الطير من الخبز الذي فوق رأسه والثاني رآه يعصر الخمر فقال له انك تنجو وتصبح ســـاقي الملك أما الأول فيهلك ويصلب على الأشهاد أمام الناس ولكنه بعد ذلك قال له جملة وهي بمقاييســـــنا نحن الناس العاديين تعتبر غفلة قال له اذكرني عند ربك أي عند الملك اذا نجوت من المعتقل وذهبـــــــــت اليه وأصبحت ساقيا اذكرني عنده وفي هذه الحالة أوحى الله الى يوسف // يا يوسف من الذي أراك الرؤيا فقال انت يا رب قال الله تعالى ومن الذي حببك الى أبيك فقال أنت يا رب قال ومن الذي أنقذك من الجب عندما كنت في تلك البئر قال انت يا رب قال من الذي انطق الصبي ببرائتك عندما اتهمت زورا وبهتانا قال انت يا رب ومن ومن ومن فقال الله تعالى معاتبا يوسف على هذه الغفلة قال إذن فكيف استعنت بغــــــــيري وتركت الاستعانة بي وقلت اذكرني عند ربك ولم تلتجئ إلي في هذه الحالة وكيف أملت عبدا مــــــــــــن عبــيـــدي الى مخلوق من مخلوقاتي عبد من عباد الله في السجن أملته ولم تؤمل رب العالمين لتلبــــثن في السجــن بضع سنين وقد نقل بعض العلماء ان كلماته كانت سبع كلمات باللغة العبرية وان الله سجنه على كل كلــمة عاما كاملا وقد قضى في السجن سبع سنين جزاءا لها او على كل حرف عاما واحدا وانقضــت تلك الأعوام السبع وأذن الله تعالى ليوسف بالفرج وان يخرج من السجن ووضع خده على التراب وقال يا رب ان كانـــــــــت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ((أخلقت بمعنى انها أصبحت بالية مهدمة لا نفع فيــــها فاني أتوسل إليك آبائي يعقوب وإسحاق واسماعيل وإبراهيم …))ففرج الله عليه ..احدهم يقول للإمــــــــام الصادق أنقول كما قال النبـــي يوسف عندما نقع في ضيق او شدة فقال له : مثلها تقول اللهم ان كانـــــــت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانــي أتوجه إليك بنبيك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة ثم تطلب من الله سبحانه وتعالى حاجتـــك
الانسان يحتاج عندما تبعده أعماله عن الله ((اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ..اللهم اغــــــــــفر لي الذنوب التي تنزل النقم …اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء …))الغناء في البيت او المــــوسيقى في البيت راجعوا الروايات من الأشياء التي تنزل بلاء الله على أهل ذلك البيت هذه الذنوب التي تغير النعم هذه الذنوب التي تحجب الدعاء هذه الذنوب التي تنزل البلاء هذه الذنوب التي تخلق وجه الإنسان عند الله والله يقول له اذهب فلا أبالي الانسان يحتاج الى ان يتوسل بهم ويتوجه بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله تعالى حتى يلتفت اليه ويستجاب دعاؤه ويقربه اليه …
في كتاب عيون أخبار الرضا يقول كان هنالك والــــــي في منطقة خراسان القديمة في يوم من الأيام يخرج هذا الوالي الى شيء اوغرض ومعه القواد والـــــــــوزراء والأمراء وما شابه ذلك وهو يمشي في شوارع خراسان فاذا به يتأمل شخصا وتأتي في باله أشياء زمــــــن كثير قد مر عليه ولكن الملامح نفســـــها بقيت على حالها قال لخادمه خذ هذا الرجل وات به الى البيت فجـــاء الخادم الى الشخص وقال له ان الأمير لديه حاجة معك وادخله عليه ومدت المائدة واخذوا يأكلون وبعـــــــد الانتهاء قال الأمير له هل عنـــدك دابة قال لا قال اعطوه دابة ثم قال له هل عندك دراهم للنفقة قال لا قـــــال الأمير اعطوه دراهم ثم قال له هل عندك كذا قال لا قال اعطوه ثم اخذ يعدد احتياجاته ويقول الأمير اعطـوه كلها له ثم بعد ذلك التفت الى الموجودين وقال هل تعلمون قضية هذا الرجل قالوا لا قال أنا في أيام شبابـــي ذهبت الى حرم الإمام الرضـــــا وكانت عندي حاجة عند الإمام ليكون شفيعا فيما بيني وبين الله تعالى ورأيت هذا الرجل واقفا يتوســــــــل الــى الله تعالى بنفس ما عطيته اليوم من الدابة والدراهم والأكل والشرب وأحببت ان تكون استجابة دعائه عـــــــــن طريقي وبواسطتي ولكن لدي معه قضية فما رأيكم بها ؟ قالوا ايها الأمير وما هذه القضية ؟ هذا الرجل كان يطلب الدابة والدوانيق والأكل والشرب ولكنني كان لدي طلب آخر وهو ان يكون الإمام الرضا شفيعا بيني وبين الله ولدي طلبا بان يعطيني ولاية خراسان فاستصغرني واستعظم طلبتي وركلني برجله عند الإمــــام الرضا وقال كيف يمكن ان تعطى لهذا الرجل الرث الثياب هذه الحاجة فقالوا ايها الأمير أكمل صنيــــــعك واعف عنه فقال عفوت عنه ….فالبعض يطلب من الله شيئا والله يستجب له وذلك مصداقا لقوله تعـــــــالى ((ادعوني استجب لكم … ))احد الإخوان في هذا البلد نقل لي القضية التالية : يقول ان لديه احد الجيـــــران لديه ابن بعمر 13 عام ابتلي بمرض في عينه ((تورم في عينه وكأنه ملكوم فيها ))واخذ يخرج من عينـــه ماء اسود يشبه مياه المجاري وأخذه الى لندن والأطباء هناك قاموا بفحصه وقالوا بأنها حالة ميئوس مـــنها ولا يوجد لها علاج في أي مكان في العالم ولكن توجد بعض العلاجات التي لا أمل فيها حيث توجد من هذا المرض 16 حالة مسجلة فقط أما غير المسجلة فهي اقل .وبقي مدة قصير هناك مع العلاجات العاديــة ثم رجع الى بلده قال له احد المؤمنين الان أغلقت عليك الأسباب الظاهرية الجأ الى الأسباب الواقعية قال له اذهب الى الامام الرضا ليكون شفيعا لك عند الله ولكن هذا الرجل كان ضعيف الإيمان بهذه القضــــــايا .. فالكثير يؤمنون بعالم الطبيعه ولا يؤمنون بعالم ما وراء الطبيعة وعالم الطبيعة عالم صغير جـــدا بالنسبة لعالم ما وراء الطبيعه فما كان لديه أمل بذلك الحل الذي اقترح عليه صديقه المؤمن فأصر عليه ذلـــــــــك الصديق ورضخ أخيرا فاخذ الطفل المريض الى الامام الرضا ثم عاد الى هذا البلد ثـــــــم ذهب الى لندن وعرض الحالة الى الأطباء فأخذتهم الدهشة وتساءلوا واستفسروا عما فعل بالطفل فأجابهم لم افعل شـــيئا فقالوا ان جذور هذا المرض قد انقلعت تماما !!!! فما الذي فعلت به فخجل وأصر على جوابه بأنه لم يفعل شيئا وفي الليل أتاه طبيب مسيحي في بيته وسأله نفس السؤال فأجابه وبعد الإلحاح الشديد منه انه في الواقع انه شيء من قبيل الدعاء والآن قد زود بتقرير من أطباء لندن ان الحالة المرضية التي لا علاج لها طبيا قد شوفيت بالصلوات وهي تعني التوجه الى الله تعالى .. ويجب على كل انسان في هـــــــذه الأيام بالذات أيام السيدة فاطمة الزهراء شفيعتنا في الدنيا والآخرة ينبغي ان يتوسل بالزهراء وينبغــــي قدر الإمكان ان يقيم مجالس العزاء في بيته وهذان الشهران اي جمادى الاولى وجمادى الاخرة متعلقان بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وهي التي ضحت بنفسها في سبيل الولاية ونحن الان ننعم ببركات الولاية الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وابسط عمل إقامة مجالس العزاء او المساهمة في إقامتها وان يطلب من الله ببركتها ان ينوله خير الدنــــيا والآخرة نسال الله تعالى ان لايحرمنا هذا الخير العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهريـــــــــــــــــــن
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي