.

.
الأربعاء، 30 مارس 2016

صيانة النفس | السيد محمد رضا الشيرازي


بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين
حديثنا في هذه الليلة باذن الله تعالى حول تهذيب النفس وقبل ان نبدا بالموضوع نقدم مقدمة هي ان الانسان عندما يولد يولد وتولد معه اربعة ابعاد بعض هذه الابعاد لها وجود بالفعل وبعض هذه الابعاد لها وجود بالقوة والوجود بالقوة هو نوع من انواع الوجود بالفعل اذا لوحظ في حد ذاته وان كان يطلق عليه الوجود بالقوة عندما يقاس الى وجود منتظر مثلا انتم عندما تاخذون نواة هذه النواة لها القابلية فيما اذا توافرت الظروف والشروط الملائمة ان تتحول الى شجرة وهذه القابلية في هذه النواة لها وجود بالقوة ولذلك عندما تضعون حصاة الى جانب النواة فما هو الفرق بينهما الفرق ان النواة تملك هذه القابلية وهذا الاستعداد بينما الحصاة لا تملكها .هذه الابعاد الاربعة بعضها لها وجود بالعقل وبعضها لها وجود بالقوة وهذه الابعاد هي اولا بعد العلم ……ثانيا بعد العقل ……ثالثا بعد البدن ……..رابعا بعد النفس .
اولا بعد العلم / جهود طائلة تصرف على الابعاد الثلاثة الاولى واولها بعد العلم . ان الانسان عندما يولد هل يعلم شيئا ؟ لعله والله اعلم ومن القران الكريم ..ان الانسان عنما يولد لا يعلم شيئا حيث يقول الله .(( والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا )) وهذا يؤكد ان الطفل لا يعلم شيئا مما للشيء من العرض العريض واذا كانت الاية فرضا لا يراد بها العموم الاستغراقي فمعارف الطفل محدودة جدا .. هل يعلم الطفل ان اجتماع النقيضين محال وان ارتفاع النقيضين محال وهل يعلم ان قانون الذاتية الذي بني عليه المنطق الحديث .. الظاهعر يقول كلا . ولكن هذا الطفل توجد لديه القابلية للتعلم .. وهذه القابلية لا توجد في هذا الجدار . والجهود تبذل للانتقال بالطفل من حالة الجهل المطبق الى قمم العلم والمعرفة .وانتم تلاحظون ان الطفل يمرر كل شيء تحت يده وهذا باب من ابواب المعرفة ثم يضع كل شيء في فمه وهذا باب من ابواب المعرفه وكل نظر وكل لمس وكل وكل سماع فهو باب من ابواب المعرفة والغريزة التي اودعها الله في الطفل تجعله ينمو في هذا الاتجاه تنمية عجيبة وقبل مدة ذكر بعض العلماء ان المعلومات التي نحملها نحن البشر (المقدار المتوسط وعلى النحو التقريبي ) الانسان المتوسط يحمل 90000000 مليون من المعلومات خلال سنين حياته وبعد ذلك فان الابوان يهتمان اهتماما كبيرا بتنمية الطفل في هذا الاتجاه فيضعونه في المدارس … وبعد ذلك فان الانسان يواصل الحركة العلمية الخاصة به وينتقل من الجهل المطبق الى مرحلة ال90000000 مليون مجلد …
البعد الثاني بعد العقل //
والشيء الذي يبدو لنا في باديء النظر . ان العقل يختلف عن العلم فالعلم مجموعة من الادراكات والصور الذهنية ولكن العقل هو القدرة على التمييز والتشخيص ومعرفة النافع والضار والموازنة بين القريب والبعيد وترجيح المنافع على الاضرار …هذه هي القدرة العقلية وايضا تبذل جهود\ طائلة لتنمية هذه القدرة لدى الانسان وذلك الطفل الضعيف الذي لا يدرك ولا يوازن ولا يميز بين الضار والنافع اصبحت له القدرة على ان يدرك يوازن ويميز بين الضار والنافع وان يفكر ويختار
البعد الثالت بعد البدن // واضحة هي الجهود التي نبذلها جميعا في هذا البعد ولعل جميع او جل الجهود مسخرة لتنمية هذا البعد والحفاظ عليه وبدلا ان يكون هذا البعد مسخرا لخدمة الانسان .. فان الانسان يكون مسخرا له . ويركض جل عمره لهذا البدن وبعد ان يموت فان الشيء الذي يتركه يكون هو لهذا البدن ..
والنقطة التي نشير اليها في هذا المجال هو اهمال البعد الرابع وهو بعد النفس // فالابوان غالبا لا يتوجهان لهذا البعد وهل رايتم ابوان يديران او يراقبان او يدرسان نفسية الطفل او يتوجهان لتنمية هذا البعد .حيث نرى ان أي اختلال في بدن الطفل او أي شيء يؤثر فيه فان الابوان يتوجهان للتخلص منه وهذا المظهر من عجائب الله في هذا الكون وهو انه جعل للمخابر مظاهر ولعل انه لكل مخبر مظهر يلاحظون هذه الظواهر ويحاولون الانتقال من هذه الظواهر الى ما خلفها من البواطن ولكن نفسية هذا الطفل عندما يقول هذه الكلمة او يتخذ هذا الموقف انما يكشف عن شيء في نفسيته …ونحن مرة في حديث قديم ذكرنا ان النفس مثل المعمل وانتم عندما تلاحظون انتاج فان الانتاج يدل يدل على طبيعة المعمل …وهذه الكلمة وهذه الحركة وهذا الموقف يدل على نفسية الطفل وطبيعته ولكن هل ندرك هذه الظواهر او نلاحظها او نجعل لها وقفة ؟…كلا . كما ناخذ الطفل الى الطبيب الجسدي هل ناخذه الى الطبيب النفسي ؟؟؟ الاباء والامهات هل يفكرون في ذلك ؟ وهل قمنا بعملية استبطان وفق هذه الظواهر التي نشاهدها … وممكن أي شخص يعيش مع ذاته ثلاثين او أربعين عاما ولا يعرف من هو ؟؟؟ واخطر انواع الجهل ان الانسان يعيش ولا يعرف نفسه ..وفي المواقف والمباغتات تظهر حقيقة الانسان ..ونحن هل نعلم اننا نملك صفة الشجاعة ام لا نملك ؟ ولكن اذا تعرضنا الى موقف ممكن ان نعلم ذلك . او نكتشفه وكذلك درجة الايمان والتقوى لنا كم هي ؟؟؟ لا نعلم ؟ في موقف تظهر الدرجات … في موقعة كربلاء ..احد الاشخاص يظهر حرملة بن كاهل الاسدي واحدهم يظهر حبيب ابن مظاهر الاسدي ..الطفل لديه قوة شهوية لا يتمكن ان يسيطر عليها ولديه قوة غضبية لا يتمكن ان يسيطر عليها لانه لا يوجد توجه على النفس واصلاحها وهذه تبقى كما هي فالعقل ينمو والمدارك والمعارف تنمو ولكن النفس تبقى على نفس المستوى ..وهذا الانسان الكبير فهو في نفس الوقت طفل صغير وكيف ان الطفل عبد لقواه الغضبية والشهوية .فان الانسان الكبير يكون كذلك ولكن بشكل اخر عبد لقواه الغضبية والشهوية هذا الاهمال وهذه الغفلة …هل رايتم بعض الأطفال المعاقين (عمره 18 عام ولكنه كطفل عمره سنتين ) وهذه القضية من المهمات الى ابعد الحدود , وهو انه الانسان ما ربى قواه الغضبية والشهوية ولم يهذب نفسه ولم يتمكن ان يخرج من تلك الحالة التي كانت في طفولته وبقي على عبوديته لقواه فان اخرته تصبح في خطر وهذه تعرض الانسان والعياذ بالله ان يخسر حياته الابدية .. فالذي جعل فرعون هو فرعون من كان ؟ نفسه الحاكم الطاغي .والذي جعل هامان هامان من هو؟؟ نفسه الوزير الطاغي . والذي جعل قارون قارون من هو ؟نفسه الثري الطاغي ..والذي جعل الشلمغاني هو الشلمغاني .من هو ؟نفسه العالم الطاغي . والقضية تحتاج الى مواظبة ومراقبة وبرنامج …
الموضوع الثاني //ما هي الخطوات في هذا الطريق ؟
الخطوة الاولى / اليقظة وهي تعني الانتباه وهي ان الانسان يعرف انه يعبش الخطر ..هنالك ايات في القران الكريم ..يظهر منها هذا المعنى ..فالله يقول ((انا كنا في اهلنا مشفقين )) المؤمنون لهم حالة اشفاق .ولعل المراد حالة الخوف (فمن الله علينا ووقانا عذاب ثمود ) والله نعالى في اية اخرى يقول في سورة المعارج (ان عذاب ربهم غير مامون …) ولا يوجد امن ولا يوجد اطمئنان واذا كان الانسان في حالة الاطمئنان او الامن او الثقة بالنفس .فانه لا يخاف ولا يشفق ولا يحذر . واما اذا كان الانسان في حالة خوف في حركته . وهذه الحالة يجب ان نوجدها في انفسنا وهي حالة الخوف والاشفاق التي يعقبها حالة الحذر وهذه القضية المعروفة انه قيل لسلمان ( لحيتك افضل او ذنب الحيوان الكذائي ) واذا ما طرح هذا السؤال علينا فاننا سنغضب (فاذا به يقول (اذا مررت على الصراط . فلحيتي افضل واذا لم امر فذنب الحيوان الكذائي افضل من لحيتي ) ولدينا من الاحاديث الكثيرة التي تحث على ان يكون المؤمن بين الخوف والرجاء …….
الخطوة الثانية ///برنامج علمي فهو مؤثر في النفس وفي الحالات النفسية .العلم والمعرفة مبدا من مباديء الحالات النفسية …القران الكريم يشير الى هذه الحقيقة والله تعالى يقول (انما يخشى الله من عباده العلماء ) والعلم يوجب الخشية وهو ذلك العلم الالهي فالعلم مؤثر والمعرفة مؤثرة ..في دعاء كميل نقرأ ((وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعه …)) اذن المعرفة تنتهي الى الخشوع وهي المعرفة الصحيحة المعرفة الإلهية سابقا كانت ضمن البرنامج برنامج المعرفة .الطلبة كانوا اول ما يبدأون بالدراسة يبداون بكتاب منية المريد باداب المفيد والمستفيد للشهيد الثاني وهذا كان هو البرنامج لهم في حياتهم ..لانه كان في اغلب الاحيان عندما يبدا الفرد في منطلق معين وفي رؤية معينة واذا به ينتهي في حالة اخرى وهذا الكتاب من الضروري مطالعته ومباحثته وتدريسه ..
الخطوة الثالثة // برنامج عملي وهو ان يحاول الانسان كبح هذه النفس احد العلماء كان يقول في عالم من الذين انتقلوا الى رحمة الله سبحانه وتعالى . كان يقول اني كنت ارى في كل خطوة له جهادا في نفسه , وحتى عندما يجلس على مائدة الطعام في اكله كان يجاهد نفسه ..وفي نومه كذلك يجاهد نفسه ..وهذا البرنامج العملي يعطي للنفس قوة ..لانه هذه الانتصارات الصغيرة ترفع المستوى ..وبالنتيجة تؤدي الى صنع الانتصار الكبير ويوجد بعض الافراد يذهبون الى ابواب اخرى لتحقيق هذه الغاية ولكننا لانحتاج الى الذهاب الى ابواب اخرى .ونحن اذا ما عملنا بما يوجد في فقهنا او بما يوجد في مفاتيح الجنان فان هذه كافية كبرنامج لتربية هذه النفس .صلاة الليل من المستحبات المؤكدة وهي من أصعب الامورعلى الأفراد .وفي كل ليلة تكون للفرد تجربة جديدة مع نفسه ..هل يتمكن ام لا ؟؟عندما يجعل المنبه يدق .قبل آذان الفجر بعشرة دقائق هل يقدر على النهوض ام لايقدر ؟ وهذه تجربة جديدة وهي اما للنجاح او للفشل ..وهذا الذي لا يتمكن ان يستيقظ من نومه هل يتمكن ان يثبت في ميادين الجهاد والذي لا يتمكن ان يضحي بنومه هل يتمكن ان يضحي بنفسه في الميادين …وهذه تجربة في كل ليلة ويتمكن كل شخص ان يجرب نفسه ويلاحظ مستواه ويتمكن ان يرفع منه بهذه التجربة الليلية ولدينا خطوة اصعب من هذه الخطوة وهي السيطرة على الجوارح وخطوة السيطرة على الجوانح وهي من اصعب الامور .الشيخ مرتضى الحائري لعله رحمه الله على ما اتذكر كان يقول انه تمكن بالمجاهدة مع النفس وصل الى درجة انه لا يبدي غضبه ..والانسان دائما يتعرض الى مواقف تثير الغضب فهل يتمكن من السيطرة على نفسه ؟… اغلب الناس لا يتمكن وانا تمكنت ان اسيطر على غضبي ولكن السيد الخونساري المرجع المعروف وصل الى درجة ان تمكن من السيطرة على باطنه بحيث انه لا يغضب ونحن في كل يوم تجربة جديدة وهي عندما نصلي هل نتمكن ان نسيطر على فكرنا خلال اربع دقائق وهذه تجربة متجددة في كل يوم ونجاح في كل يوم اوفشل في كل يوم الله تعالى يقول ((الذين هم في صلاتهم خاشعون )) وهذا ميدان للجهاد مع النفس او لتنمية النفس واذا ما راجعنا الروايات الواردة عن اهل البيت ((صلوات الله عليهم اجمعين)) يجد فيها الكثير من هذه المفردات . فاحاديثهم مشحونة بامثال ذلك .الاشياء التي تعطي للانسان قوة وتنمي وتطهر نفس الانسان ..ومن المفردات الموجودة في الروايات والصعبه الى ابعد الحدود ..ولدينا في الروايات ان من علامات اهل الجنة انهم لا يكلفون احدا شيئا ..فهل نتمكن ان ننجح في هذا الاختبار او لا نتمكن كل هذه اختبارات تعطي للانسان قوة في هذه الحياة والانسان يجب عليه ان يطالع الروايات ويستخرج هذه المفردات ويعمل بها قدر الامكان .السيد علي شبر رحمة الله عليه تنقل عنه هذه القضية ((انا لم اسمعها منه بل نقلها شخص عنه )) يقول كان هناك شخصان حدث بينهما حوار في قضية أي مناقشة …واحدى ميادين الاختبار ميدان المناقشة وميدان الجدل ((والانسان لايقدر ان يتحكم في اعصابه )) وكان احدهما اعلى رتبة ومقاما وفهما ومنزلة اجتماعية والثاني كان ادنى منه فالثاني احتد في البحث مما ادى به الى اهانة الاعلى منه رتبة ومنزلة وقال له (من انت حتى تبدي رايك في هذه المسالة )واهانه وكان جواب الثاني بان سكت لحظة ثم قام واتجه الى من هو ادنى من هو رتبة وانحنى وقبل يده .وفي هذه الاثناء تاثرت جماعة الرجل فخرج هو وخرجت معه جماعته واصدقائه فقال لهم انا اعلم ماذا يدور في نفسكم الان ..انتم تفكرون لماذا لم ارد عليه اهانته ..؟ ولماذا قمت واعتذرت منه وقبلته يده ؟ قبل يده واعتذر منه لان البحث اغضبه …قال انا عندما اهانني ذلك الشخص نفسي قالت رد عليه بالمثل وانا قلت لنفسي …لا ارد ماذا حدث ؟..قال كلمة وانتهت هذه الكلمة ولم تضرني بشيء …لكن نفسي ألحت ..رد فقلت لنفسي ما دام امرتيني بالرد فانا اريد ان ارغمك ..فانا ساقوم واقبل يد ذاك واعتذر منه … نفسي قالت لا انا انسحبت ..لا يحتاج لاترد فقلت لها انت انسحبت لكن انا لا حتى بالمستقبل لاتامريني بهذه الأشياء فانا سأقوم واقبل يده فقمت وقبلت يده واعتذرت ان البحث اغضبه …..فهل نحن نتمكن من ذلك ؟ نعم نحن جالسين هنا …نقول نعم ولكن عندما يدخل الانسان في الميدان يقدر او لايقدر .. الجد رحمه الله ..ينقل عنه انه كان يقول ((انه كان اول ما دخل الى ميدان العلم صمم على ثلاثة اشياء واحداها انه لا يجادل احدا ابدا ..والجدال غير البحث ~..لان البحث هدفه الوصول الى الحقيقة اما الجدال فهدفه اثبات الذات ,اثبات الانا اثبات راي الانانية خطيرة جدا ولعل منبع جميع المشاكل الاخلاقية هي في صفة الانانية يعني الانسان يجعل نفسه محور وينظر الى جميع الامور من خلال ذاته الانسان عندما يدخل في ميادين التنافس الاجتماعية وعندما يدخل في ميدان عداوة اجتماعية او يدخل او يقحم هناك حديث لامير المؤمنين صلوات الله عليه ..مضمون الحديث ((من يخاصم لا يتقي الله )) والذي يدخل في ميدان الخصومة والذي لديه خصومة من نوع معين فالتاجر لديه نوع من انواع الخصومة العالم له نوع والموظف له نوع ..وكل انسان يبتليه الله بشكل معين وهل يتمكن ان يحفظ ذاته او لا يتمكن الله تعالى يشير في القران الكريم الى هذا المعنى بقوله (( ان تكون امة هي اربى من امة ..)) حتى تلك الجماعة لا تتفوق علينا ..اذن اعمل ما يحلو لك .. حتى فلان الذي هو منافس لي لا يتفوق علي اعمل ما اشاء احيانا احد الاشخاص لا يتقي الله في المنافسة الاجتماعية واحيانا نفس المنافسة تكون هي المحرك وهذا خطر اخر ..يعني يجب ان لايتجاوز الحدود الشرعية لا يكذب ولا يغتاب ولكن محركه هو المنافسة واعني بها المنافسة الدنيوية وليس المنافسة الالهية الحقيقية يعني فلان لا يتفوق علي .. الله سبحانه وتعالى العمل الذي ليس له لا يقبله .وكذلك لايهمه الاعمال ولا يهمه الاعمال الضخمة بقدر ما يهمه الباعث والنية والمنطلق وهذه المجالات العملية كلها ميادين لاختبار النفس ولتربية النفس نسال الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على انفسنا .
اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي