.

.
الجمعة، 3 يوليو 2015

غلق ابواب التوبة على المخالف و الرجعة في القرآن الكريم

سلسلة : واشرقت الارض بنور ربها _ 3
تحقيق : صفاء البدري



بسم الله الرحمن الرحيم
 يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أو كَسَبَتْ في ايمانِهَا خيراً


الأنعام : 158


أن قبول التوبة في الحالات الطبيعية مقترن بحالة الفرد , و بدوافعه للتوبة . فالتوبة لا تقبل في عدة حالات منها خوف الموت أو القتل و كذلك بعد رفع امر الجاني الى الحاكم الشرعي و لكن ارتباطها الاخر بالنية المنعقد على اعلان التوبة يؤدي الى قبول التوبة في هذه الحالات اذا كانت بنية صحيحة و كذلك تواترت الروايات أن بعد ظهور الامام المهدي (عج) لا تقبل التوبة من اعداء اهل البيت الذين يظهرون الايمان كون ايمانهم خوف القتل .


و في الروايات ما يفسر هذه الاية بظهور الشمس من مغربها و هي من علامات ظهور الامر و بها تغلق ابواب التوبة عن المخالفين المعاندين عن أبي جعفر عليه السلام قال : « إذا طلعت الشمس من مغربها فكلّ من آمن في ذلك اليوم لم ينفعه إيمانه » [ الميزان الجزء 7 ].



وفي حديث مفصّل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : « ثمّ ترفع الدابّة رأسها فيرها من بين الخافقين بإذن الله عزّ وجلّ وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ( لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ) [ الأنعام : 158 ] ».
وفي تفسير العيّاشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام في قوله : « يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفس إيمانها ، قال طلوع الشمس من المغرب وخروج الدابّة والدجّال ، والرجل يكون مصراً ولم يعمل عمل الإيمان ثم تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه ».


وكذلك لا تقبل توبة المخالف الذي يرجعه الله الى الحياة بعد موته بعد ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه اذ ان امثالهم لا يختارون الايمان ابداً , (ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا الا أن يشاء الله) الانعام | 111, انما اعادهم الله الى الحياة لقتص منهم لظلمهم و لقيم عليهم ما وعدهم من عذاب الدنيا .

 (( فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ))

وهذه الاية الكريمة مؤولة بمعنى الرجعة , و هو المعنى المشهور بين الشيعة و الذي عرفه منهم الانصار الموالين و كذلك غير الامامية من العامة . الرجعة بمعنى رجوع الاموات الى الدنيا و هي من معجزات الله بعد ظهور القائم عجل الله تعالى فرجه و من فضائل الامام المهدي , و كما ذكرت بعض الروايات أن الله يرجع اهل البيت عليهم الصلاة و السلام من الائمة وحكمهم في الارض بدون معارض أو منازع و كذلك تواترت روايات في رجعة أعدائهم و الثأر لله منهم  وهذه من اشهر معاني الرجعة بين الطائفة الشيعية , ويبدو ان هذا المعنى هو ما عرفوا به من قبل العامة و غيرهم . 


قول الشيخ المفيد في (المسائل السرورية ) :

(( والرجعه عندنا تختص بمن محض الايمان ومحض الكفر دون ما سوى هذين الفريقين... والرجعه انما هي لممحضي الايمان من اهل الملة وممحضي النفاق منهم دون من سلف من الامم الخاليه )).


في (دلائل الامام ص449) في رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (.... ثم ابنه محمد بن الحسن الهادي المهدي الناطق القائم بحق الله.


ثم قال: يا سلمان, انك مدركه, ومن كان مثلك ومن تولاه بحقيقة المعرفة. قال سلمان: فشكرت الله كثيراً ثم قلت: يا رسول الله واني مؤجل الى عهده؟ قال يا سلمان اقرأ 

(( فاذا جاء وعد اولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا * ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا)).
قال سلمان: فاشتد بكائي وشوقي ثم قلت: يا رسول الله ابعهد منك؟ فقال: أي والله الذي ارسل محمداً بالحق مني ومن علي وفاطمة والحسن والحسين والتسعة, وكل من هو منا ومعنا ومضام فينا أي والله يا سلمان وليحضرن ابليس وجنوده وكل من محض الايمان محضاً ومحض الكفر محضاً حتى يؤخذ بالقصاص والاوتار ولا يظلم ربك أحداً ويحقق تاويل هذه الآية .


(( وَنريد أَن نَّمنَّ عَلَى الَّذينَ استضعفوا في الأَرض وَنَجعَلَهم أَئمَّةً وَنَجعَلَهم الوَارثينَ * وَنمَكّنَ لَهم في الأَرض وَنري فرعَونَ وَهَامَانَ وَجنودَهمَا منهم مَّا كَانوا يَحذَرونَ )).

من هذه الرواية يبدو لنا أن الرجعة لا تختص بالائمة من أهل البيت عليهم السلام و انما كذلك من تابعهم باخلاص على الايمان من شيعتهم من الملة  و كذلك في أعدائهم فيبدو ان قولة " محض الكفر محضاً " ايضاً تحمل معنى أوسع من الاقتران الزمني فيبدو لنا انها تشمل زمن الغيبة الكبرى كما شملت المؤمنين في زمن الغيبة , فقد ورد في دعاء العهد :
 اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي .


وفي (الهداية الكبرى): ((... قال المفضل: يا سيدي وذلك هو اخر عذابهم قال هيهات يا مفضل والله ليرادف ويحضر السيد محمد الاكبر رسول الله والصديق الاعظم أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة امام بعد امام وكل من محض الايمان محضاً ومحض الكفر محضاً وليقتصن منهم بجميع المظالم )) .

وفي (مدينة المعاجز ج3 ص92) عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: (( ويوم نحشر من كل امة فوجاً )) قال: ليس أحد من المؤمنين قتل الا ويرجع حتى يموت ولا يرجع الا من محض الايمان محضاً, ومن محض الكفر محضاً


ولعل في هذه الرواية اشارة الى موضع آخر من القرآن يشير فيه البارئ عز وجل الى الرجعة 

وان مضمون الرجعة كما هو غير محدود بالائمة عليهم السلام فقط كما انه معنى غير شمولي و غير عام و انما معنى مختص بمن محض الايمان محضا و من محض الكفر محضا كما ذكرت الروايات . و ان اول من يرجع هو الامام الحسين عليه السلام كما جاء برواية عن الامام الصادق عليه السلام في  (بحار الانوار ج53 ص39): عن الخصائص عن أبي عبد الله (عليه السلام) كان يقول: أول من تنشق الارض عنه ويرجع الى الدنيا الحسين بن علي (عليه السلام) وان الرجعه ليست بعامه, وهي خاصه لا يرجع الا من محض الايمان محضاً أو محض الشرك محضاً .





اعلان 1
اعلان 2
عربي باي