.

.
الأحد، 19 يوليو 2015

ملخص الدليل القرآني - الوعد الالهي

سلسلة : و اشرقت الارض بنور ربها 
البحث : ملخص الدليل القرآني 1
تحقيق : صفاء البدري


ان الدلالات القرآنية التي يمكننا استخلاصها من آيات القرآن الكريم في ما يخص فكرة و مشروع المصلح العالمي كثيرة , و سبق توضيح جزء منها . و يتحمّل هذا البحث مسؤولية شرح و تفصيل أهمية و علة دراسة الدلالات القرآنية و كذلك تلخيص مشروع وراثة الأرض الذي تبناه القرآن الكريم " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون " الانبياء : 105  ,   و كما بينّا مسبقاً ان هذا المشروع الألهي ليس مشروع حديث على طاولة الحوار البشري , فقد رسّخ الله عز وجل في اذهان العباد و في جميع الكتب السماوية مشروعه الالهي و بشّر به كلُّ الانبياءِ و الرسلِ , و لكثير من التسهيل و التلخيص سيحتوي البحث قسمين :  
اولاً : الوعد الألهي
ثانياً : أهمية دراسة الدلالات القرآنية ( هيمنة القرآن )

الوعد الالهي :

وعد الله عز وجل انبياءه عليهم الصلاة والسلام و اشترط الأهلية لتحقيق الميثاق في ذلك العهد و سنبحث في وجود ذلك الوعد و موجوداته و آثاره على الشخصية الانسانية .

ان وعد الله عز وجل في اقامة دولة العدل الالهي في الأرض يجب الاتفاق على انه من الركائز المهمة في قيام مفهوم الدين و كذلك في قيام الوجود البشري , فان تأثير انتظار تحقيق العدالة و رفع المظلومية كان عظيما في تهيئة النفس البشرية لعدم تقبل فكرة القنوط و اليأس كذلك تربيتها على تنمية فكرة الدولة العادلة و الحكم الالهي في الارض .
وان وجود الوعد الالهي من اهم ما يمكننا البحث عنه في القرآن الكريم موافقة لموضوع البحث . فهل للوعد الألهي وجود في القرآن الكريم ؟


ان الوعد الالهي هو من سنن الله عز وجل في الارض , و يمكن تعريف السنن بأنها ( تلك القوانين التي تجري على وفقها المقادير فلا تقبل التخلّف و لا تتعرض للتبديل ) 
" سنة الله في الذين خلوا من قبل و لن تجد لسنة الله تبديلاً " ( الاحزاب 62 ) . معنى ذلك ان الله عز وجل سنّ سننه و شرع قوانينه الكونية في الارض بحيث لا يكون لها تبديلا و ليس لاحد ان يحول دون وقوعها , فكما هي حاكمة على القرون التي مضت فهي ايضاً حاكمة و مهيمنة على مستقبل و مصير الأمة . 
ان اهمية فهم السنن الألهية يكمن بارتباط الوعد الألهي بتلك السنن من ناحيتين , الناحية الولى كونه من سنن الله عز وجل و الناحية الأخرى انه كان حلم و أمل الانبياء من كل الأمم الماضية التي تحققت فيها سنن الله عز و جل , و لو تعلق الأمر بالشخصية الموعودة فنقول لأرتباط تلك الشخصية ( شخصية الأمام المهدي عجل الله فرجه ) بضرورية وجودها و احداثها لتحقيق سنن الله عز وجل .

و لسنة الله عز وجل مجموعة من الخصائص لخصتها الباحثة نور مهدي كاظم الساعدي في بحث لها بعنوان " وراثة الأرض في القرآن الكريم و الكتب السماوية " سنة 1433  هـ بالتالي : 
اولاً : الاطراد

و المراد منه ان تلك السنن ليست عشوائية و حدوثها ليس محض الصدفة و انما وفق مقادير حددها قديم الوجود  و هو الله عز وجل , و هذا يثبت استمراريتها و ثباتها . و ملخص ذلك انه ليس هناك مانع يحول دون استمراريتها على الاجيال متعاقبة , حتى يعلم الانسان مآل الامور و يتعض بالامم التي سبقت عصره . 


ثانياً : العموم و الشمول
و معنى ذلك ان تلك السنن حاكمة على جميع الافراد و قائمة بشمولية لا تستثني قوم و لا عصر و لا أمة من الامم .

ثالثاً : حتمية الوقوع و النفاذ
" و اذا قضى امراً فانما يقول له كن فيكون "  ( آل عمران : 47 ) و هذه الخاصية مبنية على سابقاتها و معناها ان قضاء الله و أمره قائم بين خلقه لا محال و يشترط لقيامه فيهم استمرارية السنة و ثبوتها و كذلك شموليتها . و المسألة عقلية فلما كان لا احد يستطيع منع حدوثها الا القديم الذي له التصرف ( القديم : هو الذي لا ينطبق عليه العدم في اي زمن من الازمنة و هو موجد المحدثات ) فانها لابد ان تكون شاملة و لما كانت شاملة عامة لا بد ان تكون مستمرة دائمة .

- الوعد الالهي في الكتب السماوية ؟ 
على الرغم من ان الكتب السماوية قد تم تحريفها و لكن لابد من ان هناك آثار من كلام البارئ عز وجل فيها , و مما يدعم قولنا هو محاججة القرآن الكريم لأهل الكتاب بكتبهم , و مقارنة التشريع القرآني بشريعتهم و يبدو من ذلك ان في تلك الكتب ما هو من كلام الله عز وجل . و كذلك يرى بعض العلماء ان للكتب السماوية طهارة و يجب اخذها من يد الكافر لما تحتويه من اسماء الله و كذلك من التشريع - كما يرى السيد الخوئي ( قده ) – و يمكننا الاستفادة من ما وجدنا في تلك الكتب من كلام المراد انه كلام البارئ عز وجل في اثبات وجود الوعد الالهي في الكتب السماوية .

في سفر التكوين من العهد القديم 15 : 18 ( في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقاُ قائلاً : لنسلك أعطي هذه الارض ) 
في سفر اشعياء من العهد القديم 60:21 ( شعبك كلهم ابرار الى الابد يرثون الأرض )

سفر المزامير من العهد القديم 37 : 29 ( الصدّيقون يرثون الأرض و يسكنونها الى الأبد )

- الوعد الالهي في القرآن الكريم ؟
ان الوعد الالهي في القرآن الكريم يقرّره و يحدده الله عز و جل و يبين حيثياته لعباده و لو دققنا جيداً في سنة الله عز و جل المتمثلة بالوعد الالهي في استخلاف الارض ( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ) ( الانبياء : 105 ) نجد انها سنة قائمة ماضية بين الافراد و الامم , ومما يؤكد ذلك قوله تعالى " وعد الله الذين امنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم " ( النور :55 ) و استخلاف الامم الماضية هنا ( من قبلهم ) فيه اقوال :
اولا : يعني بني اسرائيل ( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) الاعراف : 137
ثانياً : خلفاء الله من انبيائه و أوليائه  ( و اذا قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة ) ( البقرة :30 )
ثالثا : يعني زمن داوود و سليمان عليهما السلام
رابعاً : الذين من قبلهم من الامم الماضية من اولي الشوكة و القوة و هو ارجح الاقوال و هذا الاستخلاف قائم بالمجتمع الصالح من دون ان يختص به اشخاص منهم ..


اعلان 1
اعلان 2
عربي باي