.

.
الأحد، 13 نوفمبر 2016

قيام الامام الحسين ( عليه السلام ) بالثورة دون غيره من الائمة الاطهار

الاختلاف بين الأئمة (عليهم السلام) في الأدوار التي قاموا به يتضح من خلال النقاط الآتية:
1- إن اختلاف الظروف المحيطة بالإمام تجعل هناك تغايراً في العمل بين إمام وأخر.
2- إن الدور الذي قام به الإمام الحسين (عليه السلام) هو كشف حقيقة الخلافة الأموية، وإنها غير شرعية، وإنها لا تمثل الدين الإسلامي الصحيح، وهذا الأمر تحقق بثورة الحسين (عليه السلام) فلا يحتاج بعدها إلى نفس هذا العمل لأن الأمر بات واضحاً.
3- إن القيام بالثورة يحتاج إلى إعداد نفسي وتعبئة للجماهير لفهم الظالم من المظلوم،ولو لم يحصل هذا الإعداد لاختلاط الأمر ولم يعرف الظالم من المظلوم، بل يصبح قتال بين فئتين ولعله يقال عنهما مؤمنتين فيلتبس الحق بالباطل، وهذا الإعداد حصل من خلال الإمام الحسن (عليه السلام) حيث صالح معاوية واشترط عليه شروط منها رجوع الخلافة إليه وإلى الحسين (عليهما السلام).
4- إن الثورات التي تلاحقت بعد ثورة الحسين (عليه السلام) من قبل العلويين وغيرهم ما هي الا نتاج لثورة الحسين (عليه السلام) ولا يشترط في الثورات أن يقوم بها الإمام بنفسه بل في غيره الكفاية.
5- إن الأئمة (عليهم السلام) كان لديهم علم بامتداد دولة بني أمية ودولة بني العباس فالقيام بالثورة لأجل الانتصار العسكري غير موجود في حسابات الأئمة (عليهم السلام).
6- إن هناك أولويات لدى كل إمام فالأهم لابد من تقديمه على المهم وليست الثورات هي الأهم لدى جميع الأئمة.

عِللُ ثورةِ الامام الحسين (ع)

أحاطت بالإمام الحسين (عليه السلام) عدة من المسؤوليات الدينية والواجبات الاجتماعية وغيرها, فحفزته إلى الثورة ودفعته إلى التضحية والفداء وهذه بعضها :
1- المسؤولية الدينية : لقد كان الواجب الديني يحتم عليه القيام بوجه الحكم الاموي الذي استحل حرمات الله, ونكث عهوده وخالف سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
2- المسؤولية الاجتماعية : وكان الإمام (عليه السلام) بحكم مركزه الاجتماعي مسؤولا أمام الأمة عما منيت به من الظلم والاضطهاد من قبل الامويين, ومن هو أولى بحمايتها ورد الاعتداء عنها من غيره .
فنهض (عليه السلام) بأعباء هذه المسؤولية الكبرى, وأدى رسالته بأمانة واخلاص, وضحى بنفسه وأهل بيته وأصحابه ليعيد عدالة الاسلام وحكم القران .
3- إقامة الحجة عليه : وقامت الحجة على الإمام لإعلان الجهاد, ومحاربة قوى البغي والإلحاد, فقد تواترت عليه الرسائل والوفود من أهل الكوفة, وكانت تحمله المسؤولية أمام الله إن لم يستجب لدعواتهم الملحة لإنقاذهم من ظلم الامويين وبغيهم .
4- حماية الاسلام : من الاسباب التي ثار من أجلها (عليه السلام) هي حماية الاسلام من خطر الحكم الاموي الذي جهد على محوه, وقلع جذوره, فقد أعلن يزيد وهو على كرسي الخلافة الاسلامية الكفر والالحاد بقوله :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر ***** جاء ولا وحي نزل 
وكشف هذا الشعر عن العقيدة الجاهلية التي كان يدين بها يزيد فهو لم يؤمن بوحي ولا كتاب, ولا جنة ولا نار, وبلغ به الاستهتار إلى الاعلان عن كفرياته واستهزائه بالاسلام .
5- صيانة الخلافة : من المع الأسباب التي ثار من أجلها (عليه السلام) تطهير الخلافة الاسلامية ـ التي هي لأهل البيت (عليهم السلام) من قبل الله ـ من أرجاس الامويين الذين نزوا عليها بغير حق .
وقد رأى الإمام (عليه السلام) أن مركز جده قد صار الى سكير مستهتر لا يعي إلا شهواته ورغباته, فثار ليعيد للخلافة الاسلامية كيانها المشرق وماضيها الزاهر .
6- تحرير إرادة الامة : ولم تملك الامة في عهد يزيد إرادتها واختيارها, فقد كبلت بقيود ثقيلة سدت في وجهها منافذ النور والوعي, وحيل بينها وبين ارادتها .
لقد هب الإمام (عليه السلام) إلى ساحات الجهاد والفداء, ليطعم المسلمين بروح العزة والكرامة, فكان مقتله (عليه السلام) نقطة تحول في تاريخ المسلمين وحياتهم .
7- تحرير اقتصاد الامة : انهار اقتصاد الامة الذي هو شرايين حياتها الاجتماعية والفردية, فقد عمد الأمويون بشكل سافر الى نهب الخزينة المركزية, وقد أعلن معاوية أمام المسلمين أن المال مال الله, وليس مال المسلمين فهو أحق به .
فقد ثار (عليه السلام) ليحمي اقتصاد الامة, ويعيد توازن حياتها المعاشية .
8- المظالم الاجتماعية : انتشرت المظالم الاجتماعية في أنحاء البلاد الاسلامية, فلم يعد قطر من الاقطار إلا وهو يعج بالظلم والاضطهاد من جورهم .
فهب الإمام (عليه السلام) في ميادين الجهاد ليفتح للمسلمين أبواب العزة والكرامة, ويحطم عنهم ذلك الكابوس المظلم .
9- المظالم الهائلة على الشيعة : لقد كانت الاجراءات القاسية التي اتخذها الحكم الاموي ضد الشيعة من أسباب ثورته (عليه السلام), فهب لانقاذهم من واقعهم المرير, وحمايتهم من الجور والظلم .
10- محو ذكر أهل البيت عليهم السلام : ومن ألمع الاسباب التي ثار من أجلها (عليه السلام) هو أن الحكم الاموي قد جهد على محو ذكر أهل البيت (عليه السلام), واستئصال مآثرهم ومناقبهم, وقد استخذم معاوية في هذا السبيل أخبث الوسائل .
وكان (عليه السلام) يود أن الموت قد وافاه, ولا يسمع سب أبيه على المنابر والمآذن .

11- تدمير القيم الاسلامية : وعمد الامويون إلى تدمير القيم الاسلامية, فلم يعد لها أي ظل على واقع الحياة الاسلامية .
12- انهيار المجتمع : انهار المجتمع في عصر الامويين, وتحلل من جميع القيم الاسلامية .
وثار (عليه السلام) ليقضي على التذبذب والانحراف الذي منيت به الامة .
13- الدفاع عن حقوقه : وانبرى الإمام (عليه السلام) للجهاد دفاعا عن حقوقه التي نهبها الامويون واغتصبوها, وأهمها : الخلافة, وهو الخليفة الشرعي بمقتضى معاهدة الصلح التي تم الاتفاق عليها ـ فضلاً عن كونه الخليفة الحقيقي من قبل الله -, وعلى هذا فلم تكن بيعة يزيد شرعية, فلم يخرج الإمام (عليه السلام) على إمام من أئمة المسلمين, كما يذهب لذلك بعض ذوي النزعات الاموية, وإنما خرج على ظالم مغتصب لحقه .
14- الامر بالمعروف : ومن أوكد الاسباب التي ثار من أجلها (عليه السلام) إقامة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فانهما من مقومات هذا الدين, والإمام بالدرجة الاولى مسؤول عنهما .
وقد أدلى (عليه السلام) بذلك في وصيته لاخيه ابن الحنفية, التي أعلن فيها عن اسباب خروجه على يزيد, فقال : (( إني لم اخرج أشرا, ولا بطرا, ولا ظالما, ولا مفسدا, وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي, أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر )).
15- إماتة البدع : وعمد الحكم الاموي إلى نشر البدع بين المسلمين, التي لم يقصد منها إلا محق الاسلام, والحاق الهزيمة به, وقد أشار (عليه السلام) إلى ذلك في رسالته التي بعثها لأهل البصرة : فان السنة قد اميتت والبدعة قد احييت .
لقد ثار (عليه السلام) ليقضي على البدع الجاهلية التي تبناها الامويون, ويحيي سنة جده التي اماتوها, ونشر راية الاسلام .
16- العهد النبوي : واستشف النبي (صلى الله عليه وآله) من وراء الغيب ما يمنى به الاسلام من الاخطار الهائلة على أيدي الامويين, وانه لا يمكن بأي حال تجديد رسالته وتخليد مبادئه إلا بتضحية ولده الحسين (عليه السلام), فعهد إليه بالتضحية والفداء, وقد أدلى الحسين بذلك حينما عدله المشفقون عليه من الخروج الى العراق فقال (عليه السلام) لهم : أمرني رسول الله بأمر وأنا ماض إليه .
17- العزة والكرامة : ومن أوثق الاسباب التي ثار من أجلها (عليه السلام) هي العزة والكرامة, فقد أراد الامويون إرغامه على الذل والخنوع, فأبى إلا أن يعيش عزيزا, وقد أعلن ذلك يوم الطف بقوله : (( ألا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة, وهيهات منا الذلٌة, يأبى الله لنا ذلك ورسوله, ونفوس أبية, وانوف حمية, من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ... )) .
18- غدر الامويين وفتكهم : وأيقن (عليه السلام) أن الامويين لا يتركونه, ولا تكف أيديهم عن الغدر والفتك به حتى لو سالمهم وبايعهم, وقد أعلن ذلك لأخيه محمد بن الحنفية : (( لو دخلت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني )) .
فاختار (عليه السلام) أن يعلن الحرب ويموت ميتة كريمة تهز عروشهم وتقضي على جبروتهم وطغيانهم .
هذه بعض الأسباب التي حفٌزت الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الثورة على حكم يزيد .

الخميس، 31 مارس 2016

ملخص الدليل القرآني | هيمنة القرآن


سلسلة : و أشرقت الارض بنور ربها
البحث : ملخص الدليل القرآني - هيمنة القرآن
تحقيق : صفاء البدري 


الاية :{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ 
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ  } [ المائدة / 48 ]


معنى الهيمنة هو الحفظ  و المراقبة ، و مهيمناً عليه تعني مراقباً و حافظاً له ، القرآن الكريم لما كان خاتماً للخطاب الإلهي ، و بعد حفظ الله عز و جل له من التحريف و لما جاء فيه من تصحيح القصص و الروايات في الكتب السماوية السابقة له ، فجاء داعماً للكتب السابقة و مؤيداً لها ، و مصححاً لها ، و ايضاً لما جاء به من خاتمة الشرائع ، كان لا بد ان يكون له الهيمنة على تلك الكتب و أن يكون هو المتصدر على دراساتنا في معرفة المشروع الإلهي الذي يتبنى فكرة المصلح المجدد ، و الثورة الإلهية العادلة في آخر الزمان . 

كيف تصدى القرآن الكريم الى الهيمنة على الكتب السماوية ؟! 

اخبر القرآن الكريم في عدة مواضع ان الكتب الأخرى قد اصابها التحريف و وقع اتباعها في شبهات و قد اوضح ايضاً مواضع كثيرة من التحريف ، مما ادى الى بطلان اتّباع الكتب السماوية من دون الرجوع الى تصحيح هذا التحريف ، و قد سبق ان بيّنا ان هذه الكتب تبقى محافظة على قيمتها في بحثنا لما تبقى من كلام الله عز و جل فيها على الرغم من التحريف ، و لكن اتباع تلك الكتب بصورة عامة و الاعتماد عليها في صياغة العقيدة بصورة بحتة باطل لا محال . 
  
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُون   الاية ٧٩ | البقرة






و بين القرآن الكريم المسائل الاساسية الكبيرة التي خالف فيها الكتابيون الصواب و صحح اعتقاداتهم في النص القرآني ، و افضل مثال على ذلك هو قضية صلب نبي الله عيسى عليه السلام ، و رفعه الى السماء ، فبيّن لهم انه لم يصلب و لم يقتل ، و انّما رفع الى السماء و لم يمت و له رجعة اخرى ، و هذا ايضاً من التأسيس الدقيق للفكرة و المشروع الإلهي في وراثة الارض في آخر الزمان ، و هنا نضع ايدينا على جواهر رائعة في البحث ، و هي النصوص القرآنية التي اسست هذه العقيدة و تبنّت هذا المشروع .

وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا النساء | ١٥٧
   
بالاضافة الى ذلك فد قام القرآن الكريم بنسخ احكام الكتب السماوية الاخرى ، 
بمعنى اخر انتهاء صلاحية العمل بتلك التشريعات التي نزلت على اتباع الكتب السماوية السابقة ، و هذا مظهر اخر من مظاهر هيمنة القرآن الكريم على تلك الكتب ، فتبديل الاحكام ، يجعل اتّباع القران الكريم هو المصدر الوحيد للعبادة و بالنتيجة بطلان العمل بالتشريعات السابقة . 

   
الأربعاء، 30 مارس 2016

بطلان اقاويل ابن عربي و فساد معتقداته عند الامامية | ملخصات عقائدية

‎العلاّمة الحجّة آية الله السيّد جعفر العاملي(دام ظلّه)، يذكر بأنّ: ابن عربي سُنّي متعصّب، وله أراء باطلة.
ما ذكره السيّد جعفر العاملي بخصوص ابن عربي هو خلاصة رأيه فيه، فعلماؤنا غير متّفقين في تقييم هذا الرجل؛ فبعضهم يرفعه إلى مصاف الأولياء الصالحين، كأغلب العرفاء المشهورين، وفيهم: السيّد الخميني، والسيّد محمّد حسين الطهراني(قدّس سرّهما)، وبعضهم يهبط به إلى مصاف النواصب المنحرفين، ويسمّيه بـ(مميت الدين)، كالشيخ أحمد الأحسائي وجميع تلامذته وأقطاب مدرسته، وبعضهم متوقّف فيه، متحيّر في أمره، كبعض فقهائنا المتأخّرين، أمثال: السيّد محمّد باقر الصدر،
وكان الملا صدرا الشيرازي، صاحب كتاب (الأسفار الأربعة)، من أوائل من أحسن الظنّ بابن عربي، وتابعه على ذلك أغلب من كان له حظّ من (الحكمة المتعالية) من تلامذته ومتذوّقي فلسفته، وعلى رأسهم: الفيض الكاشاني وعبد الرزّاق اللاهيجي...
وقد قال الشيخ محمدرضا المظفر في ترجمة صدر الدين الشيرازي، التي أدرجها حسن الأمين في (أعيان الشيعة): ((يكثر من النقل عن محي الدين بن عربي المتوفّى (638هـ) في جميع كتبه، ولا يذكره إلاّ بالتقديس والتعظيم، كالتعبير عنه بالحكيم العارف، والشيخ الجليل المحقّق، ونحو ذلك، بل في بعض المواضع ما يُشعر بأنّ قوله عنده من النصوص الدينية التي يجب التصديق بها ولا يحتمل فيها الخطأ))(1).
‎نقول: وأحياناً يقوم بنقل عبارات لابن عربي ويختمها بقوله: ((انتهى كلامه الشريف))، ويعتذر عن نقل كلامه بقول أمير المؤمنين(عليه السلام): (انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال)، ويعلّق الشيخ المظفّر على هذا بقوله: فعدّه من أئمّة الكشف والشهود، وجعله في صفّ أمير المؤمنين(عليه السلام)، ووصف كلامه بالشريف، يجعله أعظم من أن يصحّ فيه الاعتذار بأنّه: (لا تنظر إلى من قال...)!
وهو بعد لا يجعل أحداً من الفلاسفة في رتبته حتّى الشيخ الرئيس ابن سينا والخواجة نصير الدين الطوسي؛ فإنّه لا يتأخر عن نقدهما، ولا يتحرّج من تفنيد آرائهما دون ابن عربي(2).
إلى أن يقول: ((وأكبر الظنّ أنّ الذي أخذ بمجامع قلب صاحبنا (صدر المتألّهين) من الشيخ ابن عربي، إعجابه بآرائه في الوجود، التي قال عنها: ((لمّا نظرنا في كتبهم وجدنا منهم تحقيقات شريفة مطابقة لما أفاض الله على قلوبنا)).
وتغافل عن آرائه الأُخرى التي يختلف معه فيها، أو أنّه لم يطّلع عليها على أبعد الفروض))(3).
‎بينما رأى الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي: أنّ ابن عربي قد شوّه الدين، وابتدع بعض المعاني التي من قال فيها انتهى إلى الكفر، كقول ابن عربي: ((بسيط الحقيقة كلّ الأشياء))، ورأيه في قدم الإرادة، وتعشّق الغلمان، ونجاة فرعون في الآخرة، وغير ذلك من آرائه!
وقد خطّأ الأحسائي الملا صدرا لذهابه مذهبه وتبنّيه لأفكاره(4)، وصنّف كتابين كبيرين في الردّ على ملا صدرا، وهما: (شرح المشاعر)، و(شرح العرشية)، تتبّع فيهما ما اقتبسه واستفاده ملا صدرا من ابن عربي ونقده نقداً لاذعاً..
وقد أدّى ذلك إلى حدوث موجة من الحملات الفكرية ضدّ الشيخ الأحسائي من قبل مؤيّدي الشيرازي، اتّهموه فيها بالجهل وعدم الفهم، بل قد تحامل عليه السيّد أحمد الآشتياني في تعليقاته على (شواهد الربوبية) تحاملاً شديداً، وادّعى فيه ما لا ينبغي أن نسطّره هنا!
ومن الذين صوّبوا صدر الدين الشيرازي في آرائه التي أخذها من ابن عربي جملة من الفحول من حاملي لواء (الحكمة المتعالية) في حوزة قم المعاصرة.
‎ونجد صدى أفكار ابن عربي ماثلة عند جملة من عرفاء الشيعة الكبار، منهم: السيّد حيدر الآملي، الذي ادّعى أنّ الصوفية هم الشيعة الحقيقيون دون سائر الناس، وقد غالى في كتابه (جامع الأسرار) وأسرف في مدح ابن عربي وسائر الصوفية، وانتقص من شأن عامّة الناس من أتباع مذهب أهل البيت ونفاهم عن التشيّع الحقّ!
والنزاع في شخصية ابن عربي لا يقلّ ضراوة عن النزاع في آرائه؛ إذ زعم بعضهم أنّه: من كبار أولياء الله، بل قال بعض شرّاح كلامه: أنّه خاتم الأولياء(5)، وادّعى خصومه أنّه: ملعون كافر، وذهب آخرون إلى أنّه: مفكّر عظيم، وعارف 
‎ليس له نظير، وبعضهم إلى آراء بين هذا وذاك..

‎إنّ ابن عربي، من الرجال الذين كثر فيهم الجدل بين العلماء، ولا سيما بين أهل العرفان، ومرجع ذلك الاختلاف في الرجل هو: إنّ لديه مكاشفات ولطائف عرفانية كثيرة, مع سلامة في الأسلوب، ومتانة في العبارة، وعمق في التفكير..
غير أنّه مع ذلك قد ادّعى دعاوى منكرة خالف فيها المشهور.
‎ومن أبرزها: ادّعاؤه: أنّ كتابه (فصوص الحكم) قد أملاه عليه الرسول(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقوله بنجاة فرعون في الآخرة, وذهابه إلى أنّ النظر إلى الغلمان الحسان الوجوه له مدخلية في السلوك إلى الله، وهو مذهب جماعة من المتصوّفة يبتدؤون سيرهم وسلوكهم بالتأمّل في صفات الصبيان والغلمان ذوي الوجوه الحسان!
وله أفكار مجملة غاية الإجمال ظاهرها الكفر، كقوله: ((بسيط الحقيقة كلّ الأشياء))، وتصريحه بوحدة الوجود والموجود، وأنّ الخلق مجرّد عكوس وخيال ووهم لا أصل له، فليس ثمّة موجود سوى الله.
ولذا قال شاعرهم:
‎وما الناس في التمثال إلاّ كثلجة ***** وأنت لها الماء الذي هو نابع
ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه ***** ويوضع حكم الماء والأمر واقع
‎وكان بعض علمائنا(رحمهم الله) ممّن كان له ذوق في العرفان يرون في ما كتبه ابن عربي نهاية التحقيق، مع أنّهم على دراية تامّة بفساد مذهبه ومعتقده!!
وهذا لا يعدّ تناقضاً منهم؛ فنحن كثيراً ما نمدح شخص لفنّه أو لعلمه، كبعض كبار الفنّانين والعلماء، ونطريهم بأحسن الأوصاف، رغم أنّنا نعلم جيّداً أنّهم منحرفون عقائدياً، وحينئذ لا ينبغي أن يُعترض علينا بأنّكم: كيف تمدحون فلان المنحرف؟! لأنّنا في الواقع بصدد مدح فنّه أو علمه، أمّا هو فيكون مرآة عمّا يتقنه من صنعته وما يبرع فيه من اختصاصه.
وهكذا علماؤنا الذين مدحوا ابن عربي؛ فإنّهم مدحوه لا بعنوان أنّه ذو عقيدة صحيحة، بل مدحوه لما برع فيه من علم العرفان.
والبعض الآخر من علمائنا يحسنون الظنّ فيه ويشرحون كلامه بما لا مطعن فيه، على خلاف ما يشرحه المخالفون ويؤولون ما ظاهره دالّ على الخلاف، كذلك يعتقدون بوقوع الدسّ والتحريف في كتبه.

مفاد المقال ان الشيعة تعتقد ببطلان اقاويل و ادعاءات ابن عربي ، و اراءه هي اراء كفرية عندهم 

رأي السيد السيستاني في ابن عربي 
السؤال :

نظراً الی المطالب المنسوبة الی حضرتکم فی بعض المواقع التی تؤیدالعرفان المنسوب لصاحب الفصوص ، نطلب ان تتفضلوا برایکم بهذا الخصوص .

الجواب :

انا بخصوص المعارف الاعتقادیة اکون علی منهج اکابر علماء الامامیة قدس الله اسرارهم الذي یکون مطابقا لایات القرآن الکریم و روایات اهل بیت العصمة والطهارة علیهم السلام و لا اؤید المنهج المذكور اعلاه .

رأي السيد الخوئي في ابن عربي :


يقول السيد الخوئي في (رسالة في الإرث):

وكذا يحكم بكفر بعض الفرق المنتسبين إلى الإسلام إذا رجعت عقائدهم إلى إنكار الاُلوهية والخلق ، أو النبوّة أو المعاد ، كالقائلين بوحدة الوجود من الصوفية الظاهر ذلك من أشعارهم ، بل من متونهم ، كما في عبارة محي الدين بن العربي التي هي (الحمد لله الذي خلق الأشياء وهو عينها)(2) الدالّ على وحدة الوجود ، فإذا لوحظت المراتب فيكون خلقاً ، وإذا لغيت فهو نفس الخالق ، فالواجب والممكن عندهم موجود واحد ، وإنّما يختلف بالاعتبار ، فباعتبار حدّه هو ممكن ، ومع إلغاء الحدّ هو واجب ، وهو راجع في الحقيقة إلى إنكار الخالق ، ويحتمل أن يكون هذا هو المراد من أشعار بعضهم ، التي معناها أنّه لا فرق بين موسى وفرعون إلاّ بالحدّ ، فإذا لغي الحدّ فموسى وفرعون شيء واحد.


صيانة النفس | السيد محمد رضا الشيرازي


بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين
حديثنا في هذه الليلة باذن الله تعالى حول تهذيب النفس وقبل ان نبدا بالموضوع نقدم مقدمة هي ان الانسان عندما يولد يولد وتولد معه اربعة ابعاد بعض هذه الابعاد لها وجود بالفعل وبعض هذه الابعاد لها وجود بالقوة والوجود بالقوة هو نوع من انواع الوجود بالفعل اذا لوحظ في حد ذاته وان كان يطلق عليه الوجود بالقوة عندما يقاس الى وجود منتظر مثلا انتم عندما تاخذون نواة هذه النواة لها القابلية فيما اذا توافرت الظروف والشروط الملائمة ان تتحول الى شجرة وهذه القابلية في هذه النواة لها وجود بالقوة ولذلك عندما تضعون حصاة الى جانب النواة فما هو الفرق بينهما الفرق ان النواة تملك هذه القابلية وهذا الاستعداد بينما الحصاة لا تملكها .هذه الابعاد الاربعة بعضها لها وجود بالعقل وبعضها لها وجود بالقوة وهذه الابعاد هي اولا بعد العلم ……ثانيا بعد العقل ……ثالثا بعد البدن ……..رابعا بعد النفس .
اولا بعد العلم / جهود طائلة تصرف على الابعاد الثلاثة الاولى واولها بعد العلم . ان الانسان عندما يولد هل يعلم شيئا ؟ لعله والله اعلم ومن القران الكريم ..ان الانسان عنما يولد لا يعلم شيئا حيث يقول الله .(( والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا )) وهذا يؤكد ان الطفل لا يعلم شيئا مما للشيء من العرض العريض واذا كانت الاية فرضا لا يراد بها العموم الاستغراقي فمعارف الطفل محدودة جدا .. هل يعلم الطفل ان اجتماع النقيضين محال وان ارتفاع النقيضين محال وهل يعلم ان قانون الذاتية الذي بني عليه المنطق الحديث .. الظاهعر يقول كلا . ولكن هذا الطفل توجد لديه القابلية للتعلم .. وهذه القابلية لا توجد في هذا الجدار . والجهود تبذل للانتقال بالطفل من حالة الجهل المطبق الى قمم العلم والمعرفة .وانتم تلاحظون ان الطفل يمرر كل شيء تحت يده وهذا باب من ابواب المعرفة ثم يضع كل شيء في فمه وهذا باب من ابواب المعرفه وكل نظر وكل لمس وكل وكل سماع فهو باب من ابواب المعرفة والغريزة التي اودعها الله في الطفل تجعله ينمو في هذا الاتجاه تنمية عجيبة وقبل مدة ذكر بعض العلماء ان المعلومات التي نحملها نحن البشر (المقدار المتوسط وعلى النحو التقريبي ) الانسان المتوسط يحمل 90000000 مليون من المعلومات خلال سنين حياته وبعد ذلك فان الابوان يهتمان اهتماما كبيرا بتنمية الطفل في هذا الاتجاه فيضعونه في المدارس … وبعد ذلك فان الانسان يواصل الحركة العلمية الخاصة به وينتقل من الجهل المطبق الى مرحلة ال90000000 مليون مجلد …
البعد الثاني بعد العقل //
والشيء الذي يبدو لنا في باديء النظر . ان العقل يختلف عن العلم فالعلم مجموعة من الادراكات والصور الذهنية ولكن العقل هو القدرة على التمييز والتشخيص ومعرفة النافع والضار والموازنة بين القريب والبعيد وترجيح المنافع على الاضرار …هذه هي القدرة العقلية وايضا تبذل جهود\ طائلة لتنمية هذه القدرة لدى الانسان وذلك الطفل الضعيف الذي لا يدرك ولا يوازن ولا يميز بين الضار والنافع اصبحت له القدرة على ان يدرك يوازن ويميز بين الضار والنافع وان يفكر ويختار
البعد الثالت بعد البدن // واضحة هي الجهود التي نبذلها جميعا في هذا البعد ولعل جميع او جل الجهود مسخرة لتنمية هذا البعد والحفاظ عليه وبدلا ان يكون هذا البعد مسخرا لخدمة الانسان .. فان الانسان يكون مسخرا له . ويركض جل عمره لهذا البدن وبعد ان يموت فان الشيء الذي يتركه يكون هو لهذا البدن ..
والنقطة التي نشير اليها في هذا المجال هو اهمال البعد الرابع وهو بعد النفس // فالابوان غالبا لا يتوجهان لهذا البعد وهل رايتم ابوان يديران او يراقبان او يدرسان نفسية الطفل او يتوجهان لتنمية هذا البعد .حيث نرى ان أي اختلال في بدن الطفل او أي شيء يؤثر فيه فان الابوان يتوجهان للتخلص منه وهذا المظهر من عجائب الله في هذا الكون وهو انه جعل للمخابر مظاهر ولعل انه لكل مخبر مظهر يلاحظون هذه الظواهر ويحاولون الانتقال من هذه الظواهر الى ما خلفها من البواطن ولكن نفسية هذا الطفل عندما يقول هذه الكلمة او يتخذ هذا الموقف انما يكشف عن شيء في نفسيته …ونحن مرة في حديث قديم ذكرنا ان النفس مثل المعمل وانتم عندما تلاحظون انتاج فان الانتاج يدل يدل على طبيعة المعمل …وهذه الكلمة وهذه الحركة وهذا الموقف يدل على نفسية الطفل وطبيعته ولكن هل ندرك هذه الظواهر او نلاحظها او نجعل لها وقفة ؟…كلا . كما ناخذ الطفل الى الطبيب الجسدي هل ناخذه الى الطبيب النفسي ؟؟؟ الاباء والامهات هل يفكرون في ذلك ؟ وهل قمنا بعملية استبطان وفق هذه الظواهر التي نشاهدها … وممكن أي شخص يعيش مع ذاته ثلاثين او أربعين عاما ولا يعرف من هو ؟؟؟ واخطر انواع الجهل ان الانسان يعيش ولا يعرف نفسه ..وفي المواقف والمباغتات تظهر حقيقة الانسان ..ونحن هل نعلم اننا نملك صفة الشجاعة ام لا نملك ؟ ولكن اذا تعرضنا الى موقف ممكن ان نعلم ذلك . او نكتشفه وكذلك درجة الايمان والتقوى لنا كم هي ؟؟؟ لا نعلم ؟ في موقف تظهر الدرجات … في موقعة كربلاء ..احد الاشخاص يظهر حرملة بن كاهل الاسدي واحدهم يظهر حبيب ابن مظاهر الاسدي ..الطفل لديه قوة شهوية لا يتمكن ان يسيطر عليها ولديه قوة غضبية لا يتمكن ان يسيطر عليها لانه لا يوجد توجه على النفس واصلاحها وهذه تبقى كما هي فالعقل ينمو والمدارك والمعارف تنمو ولكن النفس تبقى على نفس المستوى ..وهذا الانسان الكبير فهو في نفس الوقت طفل صغير وكيف ان الطفل عبد لقواه الغضبية والشهوية .فان الانسان الكبير يكون كذلك ولكن بشكل اخر عبد لقواه الغضبية والشهوية هذا الاهمال وهذه الغفلة …هل رايتم بعض الأطفال المعاقين (عمره 18 عام ولكنه كطفل عمره سنتين ) وهذه القضية من المهمات الى ابعد الحدود , وهو انه الانسان ما ربى قواه الغضبية والشهوية ولم يهذب نفسه ولم يتمكن ان يخرج من تلك الحالة التي كانت في طفولته وبقي على عبوديته لقواه فان اخرته تصبح في خطر وهذه تعرض الانسان والعياذ بالله ان يخسر حياته الابدية .. فالذي جعل فرعون هو فرعون من كان ؟ نفسه الحاكم الطاغي .والذي جعل هامان هامان من هو؟؟ نفسه الوزير الطاغي . والذي جعل قارون قارون من هو ؟نفسه الثري الطاغي ..والذي جعل الشلمغاني هو الشلمغاني .من هو ؟نفسه العالم الطاغي . والقضية تحتاج الى مواظبة ومراقبة وبرنامج …
الموضوع الثاني //ما هي الخطوات في هذا الطريق ؟
الخطوة الاولى / اليقظة وهي تعني الانتباه وهي ان الانسان يعرف انه يعبش الخطر ..هنالك ايات في القران الكريم ..يظهر منها هذا المعنى ..فالله يقول ((انا كنا في اهلنا مشفقين )) المؤمنون لهم حالة اشفاق .ولعل المراد حالة الخوف (فمن الله علينا ووقانا عذاب ثمود ) والله نعالى في اية اخرى يقول في سورة المعارج (ان عذاب ربهم غير مامون …) ولا يوجد امن ولا يوجد اطمئنان واذا كان الانسان في حالة الاطمئنان او الامن او الثقة بالنفس .فانه لا يخاف ولا يشفق ولا يحذر . واما اذا كان الانسان في حالة خوف في حركته . وهذه الحالة يجب ان نوجدها في انفسنا وهي حالة الخوف والاشفاق التي يعقبها حالة الحذر وهذه القضية المعروفة انه قيل لسلمان ( لحيتك افضل او ذنب الحيوان الكذائي ) واذا ما طرح هذا السؤال علينا فاننا سنغضب (فاذا به يقول (اذا مررت على الصراط . فلحيتي افضل واذا لم امر فذنب الحيوان الكذائي افضل من لحيتي ) ولدينا من الاحاديث الكثيرة التي تحث على ان يكون المؤمن بين الخوف والرجاء …….
الخطوة الثانية ///برنامج علمي فهو مؤثر في النفس وفي الحالات النفسية .العلم والمعرفة مبدا من مباديء الحالات النفسية …القران الكريم يشير الى هذه الحقيقة والله تعالى يقول (انما يخشى الله من عباده العلماء ) والعلم يوجب الخشية وهو ذلك العلم الالهي فالعلم مؤثر والمعرفة مؤثرة ..في دعاء كميل نقرأ ((وعلى ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعه …)) اذن المعرفة تنتهي الى الخشوع وهي المعرفة الصحيحة المعرفة الإلهية سابقا كانت ضمن البرنامج برنامج المعرفة .الطلبة كانوا اول ما يبدأون بالدراسة يبداون بكتاب منية المريد باداب المفيد والمستفيد للشهيد الثاني وهذا كان هو البرنامج لهم في حياتهم ..لانه كان في اغلب الاحيان عندما يبدا الفرد في منطلق معين وفي رؤية معينة واذا به ينتهي في حالة اخرى وهذا الكتاب من الضروري مطالعته ومباحثته وتدريسه ..
الخطوة الثالثة // برنامج عملي وهو ان يحاول الانسان كبح هذه النفس احد العلماء كان يقول في عالم من الذين انتقلوا الى رحمة الله سبحانه وتعالى . كان يقول اني كنت ارى في كل خطوة له جهادا في نفسه , وحتى عندما يجلس على مائدة الطعام في اكله كان يجاهد نفسه ..وفي نومه كذلك يجاهد نفسه ..وهذا البرنامج العملي يعطي للنفس قوة ..لانه هذه الانتصارات الصغيرة ترفع المستوى ..وبالنتيجة تؤدي الى صنع الانتصار الكبير ويوجد بعض الافراد يذهبون الى ابواب اخرى لتحقيق هذه الغاية ولكننا لانحتاج الى الذهاب الى ابواب اخرى .ونحن اذا ما عملنا بما يوجد في فقهنا او بما يوجد في مفاتيح الجنان فان هذه كافية كبرنامج لتربية هذه النفس .صلاة الليل من المستحبات المؤكدة وهي من أصعب الامورعلى الأفراد .وفي كل ليلة تكون للفرد تجربة جديدة مع نفسه ..هل يتمكن ام لا ؟؟عندما يجعل المنبه يدق .قبل آذان الفجر بعشرة دقائق هل يقدر على النهوض ام لايقدر ؟ وهذه تجربة جديدة وهي اما للنجاح او للفشل ..وهذا الذي لا يتمكن ان يستيقظ من نومه هل يتمكن ان يثبت في ميادين الجهاد والذي لا يتمكن ان يضحي بنومه هل يتمكن ان يضحي بنفسه في الميادين …وهذه تجربة في كل ليلة ويتمكن كل شخص ان يجرب نفسه ويلاحظ مستواه ويتمكن ان يرفع منه بهذه التجربة الليلية ولدينا خطوة اصعب من هذه الخطوة وهي السيطرة على الجوارح وخطوة السيطرة على الجوانح وهي من اصعب الامور .الشيخ مرتضى الحائري لعله رحمه الله على ما اتذكر كان يقول انه تمكن بالمجاهدة مع النفس وصل الى درجة انه لا يبدي غضبه ..والانسان دائما يتعرض الى مواقف تثير الغضب فهل يتمكن من السيطرة على نفسه ؟… اغلب الناس لا يتمكن وانا تمكنت ان اسيطر على غضبي ولكن السيد الخونساري المرجع المعروف وصل الى درجة ان تمكن من السيطرة على باطنه بحيث انه لا يغضب ونحن في كل يوم تجربة جديدة وهي عندما نصلي هل نتمكن ان نسيطر على فكرنا خلال اربع دقائق وهذه تجربة متجددة في كل يوم ونجاح في كل يوم اوفشل في كل يوم الله تعالى يقول ((الذين هم في صلاتهم خاشعون )) وهذا ميدان للجهاد مع النفس او لتنمية النفس واذا ما راجعنا الروايات الواردة عن اهل البيت ((صلوات الله عليهم اجمعين)) يجد فيها الكثير من هذه المفردات . فاحاديثهم مشحونة بامثال ذلك .الاشياء التي تعطي للانسان قوة وتنمي وتطهر نفس الانسان ..ومن المفردات الموجودة في الروايات والصعبه الى ابعد الحدود ..ولدينا في الروايات ان من علامات اهل الجنة انهم لا يكلفون احدا شيئا ..فهل نتمكن ان ننجح في هذا الاختبار او لا نتمكن كل هذه اختبارات تعطي للانسان قوة في هذه الحياة والانسان يجب عليه ان يطالع الروايات ويستخرج هذه المفردات ويعمل بها قدر الامكان .السيد علي شبر رحمة الله عليه تنقل عنه هذه القضية ((انا لم اسمعها منه بل نقلها شخص عنه )) يقول كان هناك شخصان حدث بينهما حوار في قضية أي مناقشة …واحدى ميادين الاختبار ميدان المناقشة وميدان الجدل ((والانسان لايقدر ان يتحكم في اعصابه )) وكان احدهما اعلى رتبة ومقاما وفهما ومنزلة اجتماعية والثاني كان ادنى منه فالثاني احتد في البحث مما ادى به الى اهانة الاعلى منه رتبة ومنزلة وقال له (من انت حتى تبدي رايك في هذه المسالة )واهانه وكان جواب الثاني بان سكت لحظة ثم قام واتجه الى من هو ادنى من هو رتبة وانحنى وقبل يده .وفي هذه الاثناء تاثرت جماعة الرجل فخرج هو وخرجت معه جماعته واصدقائه فقال لهم انا اعلم ماذا يدور في نفسكم الان ..انتم تفكرون لماذا لم ارد عليه اهانته ..؟ ولماذا قمت واعتذرت منه وقبلته يده ؟ قبل يده واعتذر منه لان البحث اغضبه …قال انا عندما اهانني ذلك الشخص نفسي قالت رد عليه بالمثل وانا قلت لنفسي …لا ارد ماذا حدث ؟..قال كلمة وانتهت هذه الكلمة ولم تضرني بشيء …لكن نفسي ألحت ..رد فقلت لنفسي ما دام امرتيني بالرد فانا اريد ان ارغمك ..فانا ساقوم واقبل يد ذاك واعتذر منه … نفسي قالت لا انا انسحبت ..لا يحتاج لاترد فقلت لها انت انسحبت لكن انا لا حتى بالمستقبل لاتامريني بهذه الأشياء فانا سأقوم واقبل يده فقمت وقبلت يده واعتذرت ان البحث اغضبه …..فهل نحن نتمكن من ذلك ؟ نعم نحن جالسين هنا …نقول نعم ولكن عندما يدخل الانسان في الميدان يقدر او لايقدر .. الجد رحمه الله ..ينقل عنه انه كان يقول ((انه كان اول ما دخل الى ميدان العلم صمم على ثلاثة اشياء واحداها انه لا يجادل احدا ابدا ..والجدال غير البحث ~..لان البحث هدفه الوصول الى الحقيقة اما الجدال فهدفه اثبات الذات ,اثبات الانا اثبات راي الانانية خطيرة جدا ولعل منبع جميع المشاكل الاخلاقية هي في صفة الانانية يعني الانسان يجعل نفسه محور وينظر الى جميع الامور من خلال ذاته الانسان عندما يدخل في ميادين التنافس الاجتماعية وعندما يدخل في ميدان عداوة اجتماعية او يدخل او يقحم هناك حديث لامير المؤمنين صلوات الله عليه ..مضمون الحديث ((من يخاصم لا يتقي الله )) والذي يدخل في ميدان الخصومة والذي لديه خصومة من نوع معين فالتاجر لديه نوع من انواع الخصومة العالم له نوع والموظف له نوع ..وكل انسان يبتليه الله بشكل معين وهل يتمكن ان يحفظ ذاته او لا يتمكن الله تعالى يشير في القران الكريم الى هذا المعنى بقوله (( ان تكون امة هي اربى من امة ..)) حتى تلك الجماعة لا تتفوق علينا ..اذن اعمل ما يحلو لك .. حتى فلان الذي هو منافس لي لا يتفوق علي اعمل ما اشاء احيانا احد الاشخاص لا يتقي الله في المنافسة الاجتماعية واحيانا نفس المنافسة تكون هي المحرك وهذا خطر اخر ..يعني يجب ان لايتجاوز الحدود الشرعية لا يكذب ولا يغتاب ولكن محركه هو المنافسة واعني بها المنافسة الدنيوية وليس المنافسة الالهية الحقيقية يعني فلان لا يتفوق علي .. الله سبحانه وتعالى العمل الذي ليس له لا يقبله .وكذلك لايهمه الاعمال ولا يهمه الاعمال الضخمة بقدر ما يهمه الباعث والنية والمنطلق وهذه المجالات العملية كلها ميادين لاختبار النفس ولتربية النفس نسال الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على انفسنا .

الخلق العظيم للرسول الكريم | السيد محمد رضا الشيرازي

بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين … 
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ((وانك لعلى خلق عظيم )) صدق الله العلي العظيم 
الحوافز الأخلاقية هي عبارة عن الدوافع الباطنية التي تحرك الفرد نحو اتخاذ موقف أخلاقي معين وهذه الدوافع تتنوع الى ثلاثة أنواع :
النوع الأول الدوافع القهرية وهي عبارة عن ان الفرد يتخذ موقفا أخلاقيا لأنه ملجأ لاتخاذ ذلك الموقف او لأنه مكره لاتخاذه ..وهناك رواية عن رسول الله محمد (صلى الله عليه واله )) ان هنالك بعض المتدينين هؤلاء يقومون بالواجبات ويحجون الى بيت الله ويعملون ما يجب عليهم ..ولا يرتكبون الحرام ..لماذا ؟؟لانه لم يتوفر أمامهم .. وهو غير متورع عن ارتكاب الحرام لانه لايوجد لديه خوف داخلي من الله سبحانه وتعالى ولكن لايتمكن (فاذا عرض لهم الحرام وثبواعليه )والعياذ بالله ..وهذا يبقى على قول ذلك الرجل انه كتم في قلبه حب الدنيا أربعين عاما..وهو عبد من عبيد الدنيا وليس عبدا من عبيد الله ولكن هذا الحب للدنيا وهذه العبودية كانت مكتومة في قلبه أربعين عاما ..وليست يوما او يومين او ثلاثة أيام ..فاذا في يوم من الأيام عرضت له الدنيا ..وعرض عليه الخليفة الدنيا فوثب على هذه الدنيا …هذا التعفف ما كان لدافع ذاتي وإنما كان لدافع قهري .
النوع الثاني من الدوافع /الدوافع المصلحية ..وهي مصلحة مقابل مصلحة ومنفعة مقابل منفعة انا أصله لانه يصلني ..هذه تجارة انا احترمه لانه يحترمني هذه تجارة  وهي بمعنى البيع وهو كما يعرفه الشيخ الأعظم رحمة الله عليه مبادلة مال بمال ..مال يخرج من جيب هذا الرجل ويذهب الى جيب ذلك الرجل ..وهذا هو البيع انا احترمه لانه يحترمني .هذه تجارة وان لم تكن مبادلة مال بمال وإنما مبادلة احترام باحترام ..وهذا نوع من أنواع التجارة ,
النوع الثالث //وهذه حقيقة الأخلاق والرجل الخلوق هو الذي ينطلق في أخلاقه من الدوافع الإلهية .لان هذا العمل محبوب لله انا ابر لوالدي وليس لان والدي يبر بي انا ليس لي علاقة بان والدي يبر بي او لايبر بي ..بل لان الله تعالى يحب البر بالوالد فانا ابر بوالدي ..انا أتواصل مع أخي المؤمن ليس لانه يتواصل معي بل لان صلة الرحم محبوبة عند الله ..
البيئة التي جاء فيها النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم )ما هو موقفها من الناحية الاخلاقية .وانتم لابد وان سمعتم عن أخلاق العرب ..ماذا كانت حقيقة تلك البيئة الاخلاقية ؟ الحقيقة انه كانت هناك نوادر ولا أريد ان أقول حكما عاما .ولكن انتم اذا نظرتوا الى الظاهرة العامة أما الدوافع القهرية كانت هي الحاكمة وأما الدوافع المصلحية هي التي كانت تحكم في البيئة التي بعث فيها النبي …والرجل العربي يقول ((انصر أخاك ظالما او مظلوما ))وهذا ينسجم مع الخلق الإلهي لانه أخوك او لانه من عشيرتك ..الرجل من عشيرتي أفضل من الرجل من عشيرة غيري واذا حدث هنالك خلاف ….فأخي على حق وان كان على باطل ..هذه هي الاخلاقية الجاهلية . لذلك تجدون في ديوان الحماسة الشاعر العربي في تلك القصيدة المعروفة يقول :
لا يسألون أخاهم حين يندبهم 
في النائبات على ما قال برهانا  
اذا أخاهم قال واعشيرتي …واقبيلتي .فانه لا يحتاج الى برهان لما يقول ..هذا من قومي ومن عشيرتي ..أذن يجب ان انتصر له ..لاحظوا المنطلق حقيقة ..ذلك الرجل المعروف بجوده وكرمه .لاحظ المنطق يقول كانت زوجته ماوية تقول لماذا تنفق ؟..اذا كان رجل عربيا أراد ان يشتهر في المجتمع عنده ناقة ولا يوجد غيرها يأتيه شعراء فيذبح هذه الناقة ثم ذلك الشاعر يذهب ويمدح هذا الرجل هل هذه أخلاق أم تجارة؟؟ اذبح ناقتي مقابل مدح …هذه ليست أخلاق ..انما هذه تجارة ..ان ذلك الرجل الكبير يقول لزوجته ((اماوية ان المال غاد ورائح  
                                                            ويبقى من المال الأحاديث والذكر)
أي ان المال ليست له قيمة حيث انه يذهب ويروح والذي يبقى هو الذكر الطيب .وهذا ليس منطلقا إلهيا هذا منطلق لايرضاه الله سبحانه وتعالى أي ان شخصا يكون كريما لكي يذكره المجتمع ..هذه ليست أخلاق إلهية هذه أخلاق نفعية ..النبي صلى الله عليه واله وسلم جاء في هذا المجتمع ..وأقام قاعدة أخلاقية جديدة وهي القاعدة التي بشرت بها الكتب الماضية تحمل نمطا جديدا ومنهجا جديدا 
(جمعت في صفاتك الأضداد 
                    ولهذا عزت لك الأنداد )
سهل كان رجلا توفي أبوه فعاش في كفالة عمه ..والذي كان ظاهرا راهب من رهبان المسيحية وعالم من علمائها يقول انا كنت في يوما من الأيام كنت اقرأ الإنجيل وصلت الى ورقة رابتني …وعندما ورقتها رأيت ان وضعها ليس طبيعيا فتعجبت فلمستها ودققت فيها فوجدت انها ورقة قد جمع بعضها البعض بصمغ فقلت في نفسي في (في الإنجيل لماذا هذه القضية ؟) ففتقت هذه الورقة فوجدت فيها (انه سيأتي في آخر الزمان نبي وله صفات ولو نظرتم في هذه الصفات لوجدتم ان بعضها مادية معرفة للنبي اومشيرة له وبعضها أوصاف معنوية /ليس بالطويل ولا بالقصير /كان معتدل القامة على كتفه خاتم النبوة لا يقبل الصدقة /لاحظوا انها صفات معينة والان نأتي الى الصفات الاخلاقية ونلاحظ ان الكتب تسلط الضوء على الناحية الاخلاقية في هذا الجانب حيث كتب على الورقة /يركب الحمار/ والكبار في ذلك الوقت لم يكونوا يركبون الحمار لأنها وسيلة مبتذلة مثلما الان هناك بعض الأنواع من السيارات لا يركبها الكبار ولكن النبي صلى الله عليه واله وسلم بذل من حيث القمة الاخلاقية انه لا يهتم بهذه الأشياء…./ويحلب الشاة / حيث كانت هناك شاة في بيت النبي ولم يكن يكلف الخادم او زوجته ان تحلب الشاة بل كان يقوم هو بنفسه المباركة كان يذهب ويحلب الشاة / ويلبس القميص مرقوعا / وليس هناك رجل عنده استعداد ان يلبس قميصا مرقعا قد شقق من عدة أماكن وقد رقع بالخيط ..ولكن النبي وهو أعظم شخصية في هذا الوجود …قمة هذا الوجود الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين وقمة القمم شخص النبي صلى الله عليه واله ولكنه يلبس القميص مرقوعا  / من ولد إسماعيل واسمه احمد / يقول سهل “كنت أطالع في التوراة ” والان طالعوا في التوراة والإنجيل يوجد اسم النبي محمد باسم بارقليطا وهذا الاسم بلغتهم يعني احمد …………………..
 يقول في هذه الأثناء جاء عمي واخذ مني الورقة والإنجيل غاضبا واخذ يضربني وقال لي لماذا تقرا هذه الورقة ؟ قلت لان فيها صفة نبي آخر الزمان إلا انه لم يأت بعد وكل الأوصاف تنطبق على هذا النبي ولكن الكبر والحسد والحقد وما شابه ذلك منعكم من الاعتراف بالحق ..وهذا هو النبي (صل) وفي فتح مكة وهو يعني ذروة قوة النبي من الناحية الظاهرية وهذه العاصمة التي حاربت النبي طويلا الان وقعت تحت يديه وهو الحاكم المطلق وهو يستطيع ان يعمل كل شيء وحقيقة الأخلاق عند الفرد تظهر في مواقع القدرة .أي عندما تأتي بيده القدرة وأيا كان نوعها وكان هنالك أربعة والمسلمون كانوا يبحثون عنهم في كل مكان ليقتلوهم لأنهم كثيرا ما أذوهم ويعتبرون من الجناة وكثيرا ما قتلوا وظلموا وسلبوا وحاربوا الإسلام عشرين سنة وجيشوا الجيوش ضد رسول الله وقتلوا الكثير من المسلمين واحدهم كان عكرمة وعندما دخل النبي مكة فان عكرمة فر وذهب الى البحر لكي يذهب فيما بعد الى منطقة نائية انظروا الى أخلاق النبي …جاءت زوجة عكرمة ويقال عنها انها كانت امرأة عاقلة مدبرة وقالت له ان عكرمة فر الى البحر ولا امن عليه الهلاك .. فان شئت ان تؤمنه أي تعطيه الأمان فقال النبي انا أمنته بأمان الله هو بأمان الله وبأمان رسول الله ..المراة جاءت الى البحر ورأت ان الرجل ركب السفينة واخذ يبتعد وأخذت تلوح له وتناديه يا عكرمة توقف فقال ما الخبر ..وهي امرأة مشركة قالت / جئتك من عند أكرم الخلق وابر الخلق وأوفى الخلق قال من هو ؟ قالت انه محمد وقد أخذت لك الأمان قال اانت كلمتيه؟ قالت نعم جاء الى رسول الله /وقبل ان يصل عكرمة اليه انظروا الى هذه اللفتة ..قال الرسول لأصحابه لا تشتموا أباه عندما يأتي وأبوه هو ذلك الرجل الذي حارب الرسول سنين طوال وكان من اعتى أعدائه وهو أبو جهل  وقال فيه النبي ان هذا الرجل اعتى على الله من فرعون لان فرعون عندما أدركه الغرق قال آمنت ولكن هذا الرجل عندما أتاه الموت قال واللات اقسم باللات والعزى وهذا اعتى على الله من فرعون ولكن النبي يقول لأصحابه اذا جاء عكرمة فلا تسبوا أباه …فان سب الميت يؤذي الحي وعندما جاء عكرمة الى رسول الله قام اليه واعتنقه ..لاحظوا هذه الأخلاق  ((وانك لعلى خلق عظيم )) ثم قال له انت امن يا عكرمة وعندما رأى هذه الاخلاق وهي ليست أخلاق الملوك وليست أخلاق الجبابرة  وهي أخلاق الأنبياء فقال :اشهد إلا اله الاالله  وانك رسول الله ثم قال يا رسول الله والله انك لأوفى الخلق وأكرم الخلق وابر الخلق واني مطاطا راسي خجلا منك وحياءا (عشرين عاما عدو لله ولرسوله ) فاستغفر لي الله ثم قال النبي اللهم اغفر لعكرمة ثم قال عكرمة يا رسول الله دلني على أفضل عمل اعمله اكفر به عن الماضي ..قال جاهد في سبيل الله هذا أفضل عمل يعمله المرء في حياته ..فذهب عكرمة .يقول هو وكل ما أنفقته في الشرك ضد النبي أنفقت ضعفه لأجل النبي …واشترك في الغزوات وقاتل وقاتل حتى قتل في إحدى المعارك في سبيل الله .هذه صفحة من أخلاق رسول الله التي قال الله العظيم فيها (انك لعلى خلق عظيم) …
صفية بنت حيي ابن اخطب امرأة أبوها يهودي النبي اعتقها وتزوجها في قضية مفصلة ..اثنين من زوجات النبي كانت تؤذيان هذه المراة  واللتان قال الله عنهما في سورة التحريم ( وان تظاهرا عليه فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) حيث كانتا تؤذيان هذه المراة وتعيرانها وتقولان لها يا بنت اليهودية (لان أمها يهودية وأبوها يهودي )وجاءت صفية في يوم من الأيام الى رسول الله وهي تشكو ما تفعلان بها هاتان المرأتان ..وانظروا كيف عالج النبي هذه المشكلة وهذا الموقف وحقيقة لو كانت هذه الاخلاق نعملها في عوائلنا واذا كنا في هذه المناسبة نتعلم من رسول الله فان حياتنا العائلية على أفضل ما يكون في كل بيت قال لها النبي / اذا قالتا لك يا بنت اليهودية فقولي لهما :ان أبي هارون وصي نبي الله وعمي موسى كليم الله وزوجي محمد رسول الله أفلا يكفيكما ذلك …المرأتان قالتا تلك الكلمة يا بنت اليهودية ثم قالت صفية تلك الكلمات فسكتتا وانتهت القضية وفي هذه الأيام ونحن نعيش مبعث النبي ينبغي أولا على المؤمنين أيدهم الله ان يهتموا بهذه المناسبة واذا يتمكن احد الآباء او الأمهات ان يقتنوا الكتب حول رسول الله ويعطوها لأولادهم ليطالعوها واذا  أمكنهم كذلك ان يتحدثوا عن السيرة النبوية المعطرة وان يقوموا بإعطاء أولادهم هدايا ولو كانت رمزية بهذه المناسبة احياءا لهذه الذكرى في نفوس الأجيال وقبل كل ذلك ومع كل ذلك وبعد كل ذلك نصمم على ان نتعلم من رسول الله هذا الخلق العظيم ..نسال الله تعالى ان يوفقنا للاقتداء بالنبي واله الطاهرين وان يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ……………..    

الوسيلة الى الله | السيد محمد رضا الشيرازي


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين محمد واله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين
قال الله تعالى في كتابه الحكيم ((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون )) صدق الله العلي العظيم
في هذا اليوم نتحدث بإذن الله تعالى حول ابتغاء الوسيلة الى الله ((وابتغوا اليه الوسيلة )) ولكن قــــبل ان نتحدث عن ذلك لا بد ان نتحدث عن موقع الاحتياج الى الوسيلة ومتى نحتاج الى الوسيلة ومتى لا نحتاج اليها والشيء الذي يبدو ان الاحتياج الى الوسيلة انما يكون في حالة البعد او في حالة الفقدان فاذا كنت قد وجدت الشيء فلا تحتاج الى الوسيلة او اذا كان الشيء قريبا منك فلعلك لا تحتاج اليها ولكن عندما تكون فاقدا لذلك الشيء او يكون الشيء بعيدا عنك ففي هذه الحالة تحتاج اليها فالبعد عن الشيء مرة يكون بعدا ماديا بحيث تكون هناك فاصلة مكانية تفصلك عن الشيء وطبعا الوسيلة مناسبة للغاية التي تبتغيـــها واذا كانت الغاية غاية مادية وكان البعد بعدا ماديا في هذه الحالة تحتاج الى وسيلة مادية . مكة الان بعيدة عنك تفصلك عنها فاصلة مكانية تحتاج الى وسيلة مادية تنقلك الى مكة ولكن في بعض الأحيان يكون البـــعد او الفاصلة معنويا وهنا الوسائل المادية لا تجدي نفعا في تقريبك الى تلك الغاية وإنما تحتاج الى وسيلة معنوية فان الله تعالى اقرب الينا من أنفسنا ((وهو اقرب إليكم من حبل الوريد )) ولكننا بعيدون عن الله سبحـــانه وتعالى هذه الأعمال التي نعملها وهذه الذنوب التي نقوم بها كل يوم هذه الأشياء هي التي تبعدنا عــــن الله ((كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )) لعل ذلك الحجاب في الاخرة معلول لهذا الحجاب في الدنيا وهذا الذي كان بينه وبين الله حجاب في الدنيا ينعكس عليه في الاخرة وفي دعاء كميل عبارة وما أعظمهـــا من عبارة حيث يقول ((ولابكين عليك بكاء الفاقدين )) والانسان في يوم القيامة الانسان البعيد عن الله الانسان المجرم وما أكثر إجرامنا الا الصفوة النادرة فالإنسان الذي يقوم بجرد أيام حياته يجد انها حلقات متواصلة من الاجرام بحق نفسه وبحق الله وبحق المجتمع حلقات متواصلة من التعدي على حقوق الآخريــــــن كل كذبة فهي تعدي على حقوق الله وكل غيبة تعد اجراما من الاجرامات التي يقوم بها المكلف وكل تهمة وكل نظرة الى الاجنبية وكل غش في المعاملة وكل خداع وبالشرائط المذكورة في محلها يعتبـــــر اجراما وكل انسان عندما يرى تاريخ حياته وفي هذه المرحلة من العمر يجدها مجموعة متلاحقة من الاجــــرامات في حق النفس وفي حق الله وفي حق الآخرين كل هذه تبعد الانسان عن الله ((ولابكين عليك بكاء الفاقدين )) ذلك الفقدان في ذلك اليوم …((يجب على كل انسان التأمل في مقاطع دعاء كميل حيث يـــقول ((فهبني يا الهي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك ,…))ولنفرض فرضا محالا انه اســتطاع انسان ما ان يصبر على عذاب الله ولكن كيف يستطيع ان يصبر على فراق الله سبحانه وتعالى لأنه في ذلك اليوم يكون بعيدا عن الله وعن رحمة الله وعذاب الله وان كان عظيما في حد ذاته ولكن شيء هيــــن عند العارفين بالله أمام غضب الله أمام سخط الله فاذا كان لديك أب تحترمه وتكرمه وخيرت بين ان يــــضربك هذا الأب او يرضى عليك فاذا كنت من أهل المعرفة تفضل العذاب والاصطبار عليه واحتمال السجن على ان يغضـب عليك بمقدار شعره لان الغضب وعدم الحب والفراق المعنوي للمحبوب هذا اشد عذابا للنفس من أي عذاب آخر ….((وهبني يا الهي صبرت على حر نارك فكيف اصبر عن النظر الى كرامتك … الى ان ينتهي الى هذه الجملة ….لابكين عليك بكاء الفاقدين ))ذلك الفقدان في ذلك اليوم عندما الانسان مداركه ترتفع ويعرف ما معنى هذه الجملة …وما هو معنى فقدان الله تعالى وبناءا على هذا فان الله تعالى قريب الينا ولكن هــــذه الذنوب تبعدنا عن الله وتفصلنا عنه وفي هذه الحالة يأتي دور الوسيلة ((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة )) والمؤمن مهما كان إيمانه قويا قد تصدر منه هنات وفي هذه الحالة يحتاج الى الوسيلة ومن هو اقرب الى الله وما هي الوسيلة التي تقربنا الى الله تعالى من أكرم الخلق لديه وأحبهم اليه محمد والــــه الطيبين الأطهار ونحن نحتاج الى هذه الوسيلة لتكون هي الواسطة بيننا وبين الله …………………….
يوسف ((ص ))كان في السجن وكان الله قد ألهمه تعبير الرؤيا وقد جاءه شخصان وقد عرضا عليه مناما احدهما يأكل الطير من الخبز الذي فوق رأسه والثاني رآه يعصر الخمر فقال له انك تنجو وتصبح ســـاقي الملك أما الأول فيهلك ويصلب على الأشهاد أمام الناس ولكنه بعد ذلك قال له جملة وهي بمقاييســـــنا نحن الناس العاديين تعتبر غفلة قال له اذكرني عند ربك أي عند الملك اذا نجوت من المعتقل وذهبـــــــــت اليه وأصبحت ساقيا اذكرني عنده وفي هذه الحالة أوحى الله الى يوسف // يا يوسف من الذي أراك الرؤيا فقال انت يا رب قال الله تعالى ومن الذي حببك الى أبيك فقال أنت يا رب قال ومن الذي أنقذك من الجب عندما كنت في تلك البئر قال انت يا رب قال من الذي انطق الصبي ببرائتك عندما اتهمت زورا وبهتانا قال انت يا رب ومن ومن ومن فقال الله تعالى معاتبا يوسف على هذه الغفلة قال إذن فكيف استعنت بغــــــــيري وتركت الاستعانة بي وقلت اذكرني عند ربك ولم تلتجئ إلي في هذه الحالة وكيف أملت عبدا مــــــــــــن عبــيـــدي الى مخلوق من مخلوقاتي عبد من عباد الله في السجن أملته ولم تؤمل رب العالمين لتلبــــثن في السجــن بضع سنين وقد نقل بعض العلماء ان كلماته كانت سبع كلمات باللغة العبرية وان الله سجنه على كل كلــمة عاما كاملا وقد قضى في السجن سبع سنين جزاءا لها او على كل حرف عاما واحدا وانقضــت تلك الأعوام السبع وأذن الله تعالى ليوسف بالفرج وان يخرج من السجن ووضع خده على التراب وقال يا رب ان كانـــــــــت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك ((أخلقت بمعنى انها أصبحت بالية مهدمة لا نفع فيــــها فاني أتوسل إليك آبائي يعقوب وإسحاق واسماعيل وإبراهيم …))ففرج الله عليه ..احدهم يقول للإمــــــــام الصادق أنقول كما قال النبـــي يوسف عندما نقع في ضيق او شدة فقال له : مثلها تقول اللهم ان كانـــــــت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فانــي أتوجه إليك بنبيك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة ثم تطلب من الله سبحانه وتعالى حاجتـــك
الانسان يحتاج عندما تبعده أعماله عن الله ((اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم ..اللهم اغــــــــــفر لي الذنوب التي تنزل النقم …اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء …))الغناء في البيت او المــــوسيقى في البيت راجعوا الروايات من الأشياء التي تنزل بلاء الله على أهل ذلك البيت هذه الذنوب التي تغير النعم هذه الذنوب التي تحجب الدعاء هذه الذنوب التي تنزل البلاء هذه الذنوب التي تخلق وجه الإنسان عند الله والله يقول له اذهب فلا أبالي الانسان يحتاج الى ان يتوسل بهم ويتوجه بهم ويجعلهم واسطة بينه وبين الله تعالى حتى يلتفت اليه ويستجاب دعاؤه ويقربه اليه …
في كتاب عيون أخبار الرضا يقول كان هنالك والــــــي في منطقة خراسان القديمة في يوم من الأيام يخرج هذا الوالي الى شيء اوغرض ومعه القواد والـــــــــوزراء والأمراء وما شابه ذلك وهو يمشي في شوارع خراسان فاذا به يتأمل شخصا وتأتي في باله أشياء زمــــــن كثير قد مر عليه ولكن الملامح نفســـــها بقيت على حالها قال لخادمه خذ هذا الرجل وات به الى البيت فجـــاء الخادم الى الشخص وقال له ان الأمير لديه حاجة معك وادخله عليه ومدت المائدة واخذوا يأكلون وبعـــــــد الانتهاء قال الأمير له هل عنـــدك دابة قال لا قال اعطوه دابة ثم قال له هل عندك دراهم للنفقة قال لا قـــــال الأمير اعطوه دراهم ثم قال له هل عندك كذا قال لا قال اعطوه ثم اخذ يعدد احتياجاته ويقول الأمير اعطـوه كلها له ثم بعد ذلك التفت الى الموجودين وقال هل تعلمون قضية هذا الرجل قالوا لا قال أنا في أيام شبابـــي ذهبت الى حرم الإمام الرضـــــا وكانت عندي حاجة عند الإمام ليكون شفيعا فيما بيني وبين الله تعالى ورأيت هذا الرجل واقفا يتوســــــــل الــى الله تعالى بنفس ما عطيته اليوم من الدابة والدراهم والأكل والشرب وأحببت ان تكون استجابة دعائه عـــــــــن طريقي وبواسطتي ولكن لدي معه قضية فما رأيكم بها ؟ قالوا ايها الأمير وما هذه القضية ؟ هذا الرجل كان يطلب الدابة والدوانيق والأكل والشرب ولكنني كان لدي طلب آخر وهو ان يكون الإمام الرضا شفيعا بيني وبين الله ولدي طلبا بان يعطيني ولاية خراسان فاستصغرني واستعظم طلبتي وركلني برجله عند الإمــــام الرضا وقال كيف يمكن ان تعطى لهذا الرجل الرث الثياب هذه الحاجة فقالوا ايها الأمير أكمل صنيــــــعك واعف عنه فقال عفوت عنه ….فالبعض يطلب من الله شيئا والله يستجب له وذلك مصداقا لقوله تعـــــــالى ((ادعوني استجب لكم … ))احد الإخوان في هذا البلد نقل لي القضية التالية : يقول ان لديه احد الجيـــــران لديه ابن بعمر 13 عام ابتلي بمرض في عينه ((تورم في عينه وكأنه ملكوم فيها ))واخذ يخرج من عينـــه ماء اسود يشبه مياه المجاري وأخذه الى لندن والأطباء هناك قاموا بفحصه وقالوا بأنها حالة ميئوس مـــنها ولا يوجد لها علاج في أي مكان في العالم ولكن توجد بعض العلاجات التي لا أمل فيها حيث توجد من هذا المرض 16 حالة مسجلة فقط أما غير المسجلة فهي اقل .وبقي مدة قصير هناك مع العلاجات العاديــة ثم رجع الى بلده قال له احد المؤمنين الان أغلقت عليك الأسباب الظاهرية الجأ الى الأسباب الواقعية قال له اذهب الى الامام الرضا ليكون شفيعا لك عند الله ولكن هذا الرجل كان ضعيف الإيمان بهذه القضــــــايا .. فالكثير يؤمنون بعالم الطبيعه ولا يؤمنون بعالم ما وراء الطبيعة وعالم الطبيعة عالم صغير جـــدا بالنسبة لعالم ما وراء الطبيعه فما كان لديه أمل بذلك الحل الذي اقترح عليه صديقه المؤمن فأصر عليه ذلـــــــــك الصديق ورضخ أخيرا فاخذ الطفل المريض الى الامام الرضا ثم عاد الى هذا البلد ثـــــــم ذهب الى لندن وعرض الحالة الى الأطباء فأخذتهم الدهشة وتساءلوا واستفسروا عما فعل بالطفل فأجابهم لم افعل شـــيئا فقالوا ان جذور هذا المرض قد انقلعت تماما !!!! فما الذي فعلت به فخجل وأصر على جوابه بأنه لم يفعل شيئا وفي الليل أتاه طبيب مسيحي في بيته وسأله نفس السؤال فأجابه وبعد الإلحاح الشديد منه انه في الواقع انه شيء من قبيل الدعاء والآن قد زود بتقرير من أطباء لندن ان الحالة المرضية التي لا علاج لها طبيا قد شوفيت بالصلوات وهي تعني التوجه الى الله تعالى .. ويجب على كل انسان في هـــــــذه الأيام بالذات أيام السيدة فاطمة الزهراء شفيعتنا في الدنيا والآخرة ينبغي ان يتوسل بالزهراء وينبغــــي قدر الإمكان ان يقيم مجالس العزاء في بيته وهذان الشهران اي جمادى الاولى وجمادى الاخرة متعلقان بالصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وهي التي ضحت بنفسها في سبيل الولاية ونحن الان ننعم ببركات الولاية الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله وابسط عمل إقامة مجالس العزاء او المساهمة في إقامتها وان يطلب من الله ببركتها ان ينوله خير الدنــــيا والآخرة نسال الله تعالى ان لايحرمنا هذا الخير العظيم وصلى الله على محمد واله الطاهريـــــــــــــــــــن
الخميس، 24 مارس 2016

شتان بين ثورتين | السيد هادي المدرسي

بقلم: السيد هادي المدرسي



شتان بين ثائر وثائر.. 
شتان بين ثائر لا يبتغي من ثورته إلا وجه الله، وآخر لا يستهدف منها إلا مباهج الحياة.

شتان ما بين من ينهض من أجل مصلحته،وبين من ينهض من أجل مصلحة الناس.
وشتان بين من يريد لقاء الله بنفس راضية مرضية، وبين من يريد الحكم والحكومة.
شتان بين من يبحث عن التاج والصولجان، وبين من يريد تحرير العباد من نير العبيد، ولا يهمه مصير نفسه وعائلته، شتان ما بين الحق وبين الباطل.. وان تماثلت مظاهرهما في بعض الأفراد.
حقاً إن الذين يخرجون ضد السلطات القائمة في زمانهم نوعان:

 نوع يخرج للصلاح والإصلاح ومن ثم فكل أعماله وأساليبه متلونة بلون الصلاح والخير.

 ونوع يريد أن يكون هو في مكان الحاكم، فهو أشر أو بطر.

ولا شك أن هذين النوعين لا يختلفان في المنطلقات فحسب، بل يختلفان في الأهداف والوسائل جميعاً. ذلك أن من يبحث عن الخير .. وينطلق من موقع رضا الله. لن يرتكب حراماً في هذا الطريق مبرراً ذلك بانّ «الغاية تبرّر الوسيلة» وإنما يلتزم بكلّ القيم مؤمناً بأن «الغاية تحدّد الوسيلة» فالله تعالى لا يُطاع من حيث يُعصى.
إن الذين قاوموا سلطات زمانهم كثيرون، بعضهم انتصر وكثير منهم انهزموا فقتلوا أو سجنوا، وليس كلهم سواسية بل الذين قاوموا الباطل لتحقيق الحق هم أهل الخير والصلاح، أما الذين قاوموا الباطل لكي يكونوا هم في مكان من سبقهم، وليسكنوا في مساكنهم، ويتمتعوا بامتيازاتهم فليسوا أهل حق، ولا يختلفون عمن يثورون ضدهم في أي شيء، من هنا كان الفرق الأساسي بين ثورة العلويين في التاريخ، و ثورة العباسيين، وكلتاهما كانت ضد بني أمية، وقد انتصرت ثورة العباسيين، ولم تحقق ثورة العلويين أية نتائج ماديّة. فالعباسيون استطاعوا أن يقضوا على الأمويين ويحتلوا مراكزهم ومناصبهم، أما العلويين، فقد قتلوا وسجنوا وقضي عليهم، ولكن في ميزان الحق والباطل، كان الأمويون والعباسيون سواء، لأن أهداف الطائفتين، ومنطلقاتهم ووسائلهم، لم تكن تختلف في شيء فقد كانت أهداف بني العباس أن يحكموا في هذه الدنيا الدنيئة، وقد استخدموا ذات الوسائل التي استخدمها بنو أميّة لتحكيم سلطانهم، لكن العلويين اختلفوا مع بني أمية في مسألة الإيمان والنفاق، والخير والشر، والصلاح والفساد، والحق والباطل، فكان بنو أميّة أهل باطل، وكان أهل البيت أهل حق. وهذا ما يجعل ثورة أهل البيت عليهم السلامميزاناً لتقييم ثورات التاريخ ليس فقط في مواجهة الباطل، وإنما في نوعية المنطلقات والأهداف والوسائل أيضاً.
ولذلك فإن المنشور الأول لثورة أبي عبد الله الحسين عليه السلامكان يحمل العنوان التالي:« ألا وإني لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا ظالماً، ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)».

حقاً إن الذين يتمردون على السلطات هم فئات خمس: 
 فهناك من يتمرد وهو (أشر) أي ينطلق من موقع (الشر) فيتمرد لمجرّد التمرّد.

 وهناك من يتمرد وهو(بطر) أي انه يبحث عن المناصب والامتيازات، ولأن موقع الحاكم فيه كل متع الحياة، فهو يريد احتلال ذلك الموقع.. وليس تحقيق العدل والحق والخير للناس.

 وهناك من يتمرد وهو(ظالم) أي انه يخرج ضدّ الحق، وليس ضدّ الباطل..

 وهناك من يتمرد وهو(مفسد) حيث يريد الإفساد في الأرض بعد إصلاحها..
وكل هذه الفئات على باطل، لأن أهدافها ومنطلقاتها فاسدة.. 

غير أن هنالك فئة خامسة تخرج ضد سلطات زمانها، من منطلق آخر، وهو الإصلاح ومواجهة الفساد..

وتلك هي سمة ثورة الحق. وهكذا كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام فهو لم يكن يريد التمرّد للتمرّد، ولا كان يستهدف الحكم لكي يحتلّ منصب الإمارة.. فلم يكن يتنافس مع يزيد في سلطان ولا كان يلتمس شيئاً من الحطام، وإنما خرج لطلب الإصلاح في أمة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله.

الامام علي ( ع ) و التضحية في سبيل الله تعالى | السيد هادي المدرسي


لا يمكن أن تنتصر قضية ليس أصحابها مستعدين للتضحية من أجلها. غير أن هنالك فرقاً بين من يبحث عن المجد الشخصي، وإحراز الانتصار على أعدائه في حياته، وبين من يمتلك قضية، ويسعى من أجل انتصارها، حتى وإن أدى ذلك إلى التضحية بنفسه...
فالأول: إذا خسر، ستكون في خسارته نهايته.
والثاني: إذا خسر، فقد تكون في خسارته نجاحه.
فالأهداف العليا، كالمثل والقيم والدّين، ستجد من ينتصر لها يوماً، ولذلك فمن يموت دون قضية، يزيدها قوة ومناعة... فالتضحية بالنفس للقضايا... تقوّيها وتحييها.
بينما التضحية للنفس بالقضايا... تنهيها وتقضي عليها. وعلى أيّة حال فإن المغامرة من أجل الأهداف، وخوض الغمرات في الدفاع عنها، ضروة من ضرورات العمل للحق، وواجب من واجبات الإيمان بالقيم.
وأساساً كيف نعرف صدق المدّعين إلاّ حينما يُدعون إلى التضحية والفداء؟
إن أدعياء الحق كثيرون، ولكن المستعدين لبذل كل شيء له، هم الصادقون منهم، وهم الأقلون. (فالناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يدورونها ما درت معائشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون)، ويبدو أن ذلك من سنة الله في الخلق حتى يميز المجاهدين منهم عن الكاذبين. (احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟ ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).
إن الطريق إلى تحقيق المثل العليا، مليء بالأشواك كما هي الطريق إلى الجنة، فقد (حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات). وإذا كانت لنا برسول الله قدوة حسنة، فإن النبي (صلى الله عليه وآله)، (خاض إلى رضوان الله كل غمرة، وتجرع فيه كل غصّة وقد تلوّن له الأدنون، وتألّب عليه الأقصون، وخلعت إليه العرب أعنتها، وضربت إلى محاربته بطون رواحلها حتى أنزلت بساحته عدواتها، من أبعد الدار وأسحق المزار). إذن (لا تفرطوا في صلاح، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحق). لقد أوصى الإمام ولده الحسن (عليه السلام) - وهو العزيز على قلبه - إن يخوض كأبيه، الغمرات للحق قائلاً: (جاهد في الله حق جهاده، ولا تأخذك في الله لومة لائم، وخض الغمرات للحق حيث كان).
إن التضحية المطلوبة، لا تعني بالضرورة أن يموت الإنسان من أجل قضيته، ولكنها تعني حتماً الاستعداد للمغامرة من أجلها وعدم وضع حدّ لما تتطلبه من الغالي، والرخيص. وهكذا كان الإمام علي (عليه السلام) كان دائماً على استعداد للمغامرة بحياته في سبيل الرسالة، فما من غزوة إلاّ وهو أميرها، أو بطلها، وما من دعوة تتطلب التضحية إلاّ وهو أول من يستجيب لها.
وفيما يلي نموذج واحد من ذلك:
روي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات يوم الفجر، ثمّ قال: (معاشر الناس أيّكم ينهض إلى ثلاثة نفر قد آلبوا بالّلات والعزَّى ليقتلوني، وقد كذبوا وربّ الكعبة)؟
فأحجم الناس وما تكلّم أحد، فقال (صلى الله عليه وآله): (ما أحسب عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فيكم). فقال له عامر بن قتادة: إنّه وعك في هذه الليلة ولم يخرج يصلّي معك، فتأذن لي أن أخبره؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (شأنك) فمضى إليه فأخبره، فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) كأنه نشط من عقال، وعليه إزار قد عقد طرفيه على رقبته، فقال: يا رسول الله ما هذا الخبر؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله): (هذا رسول ربّي يخبرني عن ثلاثة نفر قد نهضوا لقتلي) فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله أنا لهم سرية وحدي، هوذا أليس عليَّ ثيابي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (بل هذه ثيابي وهذا درعي وهذا سيفي) فدرّعه وعمّمه وقلّده وأركبه فرسه. وخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) فمكث النبي ثلاثة أيام لا يأتيه جبرئيل بخبره ولا خبر من الأرض، وأقبلت فاطمة بالحسن والحسين على وركيها تقول: أوشك أن يُيَتَّم هذان الغلامان.
فأسبل النبي (صلى الله عليه وآله) عينه، ثمّ قال: (معاشر الناس من يأتيني بخبر عليّ أبشّره بالجنّة)، وافترق الناس في الطلب لعظيم ما رأوا بالنبي (صلى الله عليه وآله) وخرج العواتق، فأقبل عامر بن قتادة يبشّر بعلي، وأقبل عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) معه أسيران ورأس وثلاثة أبعرة وثلاثة أفراس.
فسأله رسول الله عن قصته؟
فقال (عليه السلام): يا رسول الله، لمّا صرت في الوادي رأيت هؤلاء ركباناً على الأباعر فنادوني من أنت؟
فقلت: أنا علي بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقالوا: ما نعرف لله من رسول سواء علينا: وقعنا عليك أو على محمد، وشدَّ عليَّ هذا المقتول، ودار بيني وبينه ضربات فضربته، وقطعت رأسه وأخذت هذين أسيرين.
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): (قدّم إليّ أحد الرجلين)، فقدّمه فقال: (قل: لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله)، فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحبّ إليّ من أن أقول هذه الكلمة! فقال: يا عليّ أخره واضرب عنقه، ثمّ قدّم الآخر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) له: (قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أني رسول الله)، قال: يا محمد ألحقني بصاحبي فقال (صلى الله عليه وآله): يا علي أخّره واضرب عنقه، وقام أمير المؤمنين (عليه السلام) ليضرب عنقه فهبط جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إنّ ربّك يقرؤك السلام ويقول: لا تقتله فإنه حسن الخلق سخيٌّ في قومه.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): (يا عليُّ أمسك فإنّ هذا رسول ربّي عزّ وجلّ يخبرني أنّه حسن الخلق سخيّ في قومه).
فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربّك يخبرك؟ قال: نعم. قال: والله ما ملكت درهماً مع أخ لي قطّ ولا قطبت وجهي في الحرب، وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (هذا ممّن جرّه حسن خلقه وسخاؤه إلى جنّات النّعيم).

ارتفاع العقل و دور الانسان في الـقضية الـكبرى

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿  تلك  الدار  الاخرة  نجعلها  للذين لا يريدون  علوا  في  الارض و لا فسادا و العاقبة  للمتقين  ﴾

اولا مقدمة قصيرة: احيانا المقدمة تفتح ابواب الفهم والتفقه في الدين وتوضح لنا آفاق واسعة توضح معالمها ونحن كمؤمنين أساسا مطلوب منا ومأمورون بالتأمل والتدبر والتفكر في حياتنا وبما يدور حولنا في هذا الكون وان لا نعيش في غفلة كما قلنا وفي غمة. انما يجب ان تكون الامور واضحة جدا.
هذا الانسان ينزل من بطن امه فلا يشغل سوى حيز صغير –نصف متر- هذا مهده ومنامه، ربما في حجر امه. هذا الانسان اذا غادر الحياة لا يشغل ايضا سوى حيز من متر ونصف اسمه القبر. بين هذا وهذا، بين المهد، بين نزوله من بطن امه وبين نزوله في القبر يتحرك هذا الانسان يعمل هذا الانسان. حركة هذا الانسان ماتأخذ شيء، انت تعمل ثمان ساعات في اليوم فيقتضي عملك ان تاخذ اجرا في مقابل العمل والاجر الذي تأخذه يساوي العمل الذي تقوم به. على كل ساعة كم تاخذ مثلا؟ ايضا المسئلة صارت محدودة.. الاكل الذي تاكله ايضا محدود، لا تستطيع ان تاكل في لحظة واحدة في ساعة واحدة خمسين اكلة. انت اكلك محدود لان الظرف والمجال الذي يحتوي الطعام الذي تأكله شيء اسمه المعدة، ايضا محدود، لا تستطيع، رأيت امامك مائدة سخية فيها ما لذ وطاب، هل تستطيع ان تاكل هذه المائدة كلها؟ لا، لا تستطيع. عندك ملابس في البيت جيدة تعتز بها، تستطيع ان تلبس كل الملابس وتخرج في الشارع؟  فما تستطيع الا ان تاخذ ثوب واحد نوع واحد من اللباس، الطعام كذلك.. المنام، عندك قصر، تريد ان تنام، هل تستطيع ان تنام بكل القصر؟ بكل غرفه وابعاده واسرته؟ لا، منامك ايضا محـدود، سرير واحد.. هذا السريرفي قصر, عندك كبير خدم وحشم تقول لهم هذا قصري انا اريد ان اتمدد بالقصر يقولون لك كيف تتـمدد بالقصر؟ انت عندك سرير تنام عليه! اذا تريد ان تنتقل بسريرك من غرفة الى غرفة ومن خباء الى خباء، اخبية القصر يعني، ايضا يفاجئك سلطان النوم والنعاس فما تبصر طريقك، تقع فتنام! لاحظوا هذه الامور..
بعد ذلك ايضا المسئلة الكبرى انه انا جئت الى الحياة ليس بامري ولا احد اخذ اذني اذا كنت انت تحب تاتي الى الحياة ام لا، وفي ساعة المغادرة كذلك، القضايا محدودة، لكن عندما تاتي، اذا جئت الى الجانب العبادي ايضا تلاحظ الاعمال محدودة، عندك صيام شهر رمضان ثلاثين يوم تصوم، اذا تريد ان تتزود فتصوم واحد وثلاثين يوم, يقول لك الله لا يجوز لان واحد وثلاثين يصادف يوم العيد وحرام صيامك, لا يجوز، لازم تاكل يوم العيد، الهي اريد اطول انا! ليس برغبتك! عندك ثلاثين يوم تصومها وخلاص. تريد تصلي الصلاة ايضا محدودة امامك، تريد ان تقرأ القران, القران ايضا، تختم القران باليوم والليلة؟ تستطيع ان تختم القران باليوم والليلة لكن كل الوقت تستطيع ان تختم القران؟ هذا الجانب الايماني لانني اتحدث عن المؤمن.. في المقابل احبتي لاحظوا الدقة، هذه الصورة ضعوها امامكم، انظروا اليها، في المقابل عندما نتامل نجد ان وراء هذا الكون امرا عظيما.. وهذا الامر العظيم مرتبط بقضية عظيمة في وجود الانسان، في وجودك انت، اضرب لكم بعض الامثلة لاحظوها جيدا.. انت تصلي وتعمل عمل خير ، الله تبارك وتعالى هو ارحم الراحمين، يعطيك الجنة، لكن القران يتحدث عن الجنة، انت هنا في الحياة اذا بيتك صار اكثر من الفين متر تستوحش منه، يقول الله لك الجنة التي تنتظرك عرضها السموات والارض، هذا نفكر فيه ام ما نفكر فيه؟ ماذا يعني عرضها السموات والارض؟ انت تعلم ان كل هذه النجوم والمجرات التي نراها باعيننا هي في السماء الاولى، سماء الدنيا. (ولقد زينـا السـماء الدنيا بمصابيح) فكل ما تراه العين هو في السماء الاولى، وهناك كواكب ونجوم تبعد عنا الاف السنين الضوئية، الله يقول هذه الجنة التي اقدمها لك، الله لا يقول في القران ان هذه الجنة التي عرضها السموات والارض كل الناس حشر يحشرون فيها، لا، يقول بتفسير اهل البيت ورؤيتهم للحق عن هذه الجنة اقل مؤمن يعطى قصر واحد في الجنة اكبر من الدنيا بسبعين الف مرة، من الذي يسكن في هذا القصر؟
تأملوا احبتي، نحن احيانا تحصل حجب على اعيننا، غشاوة، ختم على قلوبنا، وقر في اسماعنا، نسمع ولا نعي، نرى ولا نفهم، هذه الامور التي امامنا في الجنة ولذلك الشرط الاساسي لفهم هذه الامور هو الايمان باليوم الاخر، والايمان باليوم الاخر متصل بالايما ن بالله، بالانبياء، بالكتب، بالرسل، بالائمة، برسول الله صلى الله عليه واله وسلم، باهل البيت الى الامام صاحب العصر والزمان وانت تؤمن ايمانا قاطعا بانك مأموم لهذا الامام ومأمور باتباعه، ومأمور بطاعته..
هذه الامور التى نراها، قصر اكبر من الدنيا بسبعين مرة، بسبعة الاف مرة، بسبعين الف مرة، انت تصور قصر اكبر من الدنيا ، لا يقول لك اكبر من الارض، هذا الطرح جدا عجيب، هذا من اهل البيت لاحظوه جيدا، انظر من الذي يسكن في هذه الجنة التي هي اكبر من الدنيا بسبعين الف مرة؟ انت تسكن؟ انت اذا اتسع بيتك اكثر من الف الفين متر تستوحش! فمن انت يابن آدم؟ تسأل نفسك ام ما تسأل نفسك؟ انت الذي الله سبحانه وتعالى مهييء لك هذه الجنان وهذا النعيم، من انت وما هو العمل الذي تقوم به؟ هي هذه صلاتك التي تصليها ركعتين الصبح، الظهر والعصر اربعة اربعة،المغرب ثلاثة, العشاء اربعة، هذه نفسها تستحق من اجلها هذا العطاء الكبير؟  ثم في مجال آخر، ان هناك امتداد واتساع لحياتنا نحن ونحن في الارض، هل تستطيع ان تصلي ركعتين كما يصليهما الابدال؟ الابدال جمع بديل، هؤلاء قوم جعلهم الله في الحياة اذا مات منهم شخص لابد ان يكون احد اخرمكانه, لان عددهم محفوظ، خمسة وثمانون عددهم.. ابدال، هؤلاء تطوى لهم الارض، يحضرون عند الامام الحسين يزورون وبنفس اللحظة تراهم على جبل عرفات، هؤلاء الابدال.. هل يستطيع احد منا ان يصل الى معرفة صلاة بديل من الابدال؟ هل يستطيع احد منا ان يصل الى معرفة صلاة ولي من الاولياء؟ لان الصلاة تتبع المعرفة، حجم المعرفة .. انت تراهم امامك صفوفا يصلون، لكن كل واحد منهم يحمل احساس ومعرفة خاصة بالصلاة، ترى الواحد منهم عندما يكبر, الله اكبر فاضت عيناه بالدموع، وواحد اخر يكبر وما عنده خشوع، كلهم صلاتهم مقبولة انشاء الله، لكن درجات، هذا صلاته متصلة بالملأ الاعلى، (عاشوا مع الناس بابدان ارواحها معلقة بالملأ الاعلى).. هل تستطيع ان تصلي ركعتين من صلاة الامام المعصوم؟ لا تستطيع. هل تستطيع في يوم واحد ان تصلي الف ركعة صلاة الامام المعصوم ؟ لا تستطيع. انظر هذا الجانب الاخر الذي ينفتح علينا في الحياة حتى يفهمنا و يعلمنا ان وراء هذا العالم قضية كبرى يجب ان نلتفت اليها…
يأتي الإمام الصادق سلام الله عليه يقول لك: خذ هذه المسبحة بيدك، بعد الصلاة الفريضة او اي وقت آخر اربعة وثلاثون الله اكبر، ثلاثة وثلاثون الحمد لله، ثلاثة وثلاثون سبحان الله، يقول: هذه تسبيح امنا فاطمة الزهراء.. انظروا كيف يتحدث الإمام، يقول: من سبح تسبيح فاطمة، هذا التسبيح الذي هو لا يستغرق من الوقت سوى اقل من دقيقة واحدة، الامام يعطيك ثمن هذا التسبيح الذي لا يأخذ من عمرك الا دقيقة, اقل من دقيقة، يقول : ان تسبيح فاطمة عليها السلام عندي افضل من الف ركعة اصليها تطوعا لله.. يعنى هذا التسبيح الذي هو ما ياخذ من وقتك الا دقيقة واحدة بعلم الله يسجل الف ركعة ليس انت تصليها، الإمام يصليها نيابة عنك! وتنظر مسجل لك صلاة، ومادام الإمام الصادق نقلها تؤخذ من صلاة الامام الصادق، هو نفسه بابي وامي، توقيعه، فتاتي انت تلاحظ عندك صلاة الف ركعة، انا في اليوم يمكن عشر مرات اسبح تسبيح الزهراء يعني عشرة آلاف ركعة، لا، مئة مرة، لا تتوقف، الله جواد كريم، كل ما تعطي الله يعطيك اكثر، لا تخاف! اذا مئة مرة ادرت هذه المسبحة، مئة في الف يعني مئة الف ركعة يصليها الامام مسجلة في سجلك وبتوقيع الامام ابي عبد الله الصادق سلام الله عليه .
هذا العمل يقتضي منا ان ننفتح على افاق اخرى، هذا العمل ما يقتضي منك انك انت فقط تفكر بحياتك البدنية، بحياتك الجسدية، بحياتك المادية، هناك شيء آخر،  شيء اخر اكبر من المال واكبر من الطعام واكبر من كل شيء.. سيدي انا اريد ان اختم القران، نعم، اختم القران، القران ياخذ منك عشر ساعات لختمه، تستطيع ان تختم القران يوميا عشر مرات؟ عشرة في عشرة مئة ساعة، هو النهار كله والليل اربعة وعشرين ساعة! يأتي امير المؤمنين سلام الله عليه يقول اذا قرأت ثلاث مرات سورة قل هو الله احد، اولا يربطها يقول هذه تشبه الايمان بالولاية، لان من يؤمن بالولاية ويحب عليا بقلبه هذا يأخذ ثلث الايمان، من احبه بقلبه ولسانه اخذ ثلثي الايمان، من احبه بقلبه ولسانه ويده اخذ الايمان كله من امير المؤمنين سلام الله عليه لانه هو كل الايمان. يقول ثلاث مرات تقرأ سورة قل هو الله احد الملائكة يسجلون لك ختمة قرآن. كم مرة تستطيع انت ان تكرر قل هو الله احد؟ في جلسة واحدة -هي عشر دقائق المئة مرة- في جلسة واحدة اضرب ثلاثة في عشرة ثلاثين يعني نصف ساعة ثلاثمئة قل هو الله احد معناه مئة ختمة قرآن في نصف ساعة. مئة ختمة قرآن وهذا ايضا بتوقيع علي امير المؤمنين صلوات الله عليه.
مادامت القضية بهذا الشكل وانت تدرك ان وراء هذا العالم هناك قضية كبرى، ان وراء هذا العالم هناك امر عظيم، يجب ان ترتفع بنفسك وبعقلك، لماذا ارتفع؟ حتى تدرك القضية! اذا ما ترتفع بعقلك ما تدرك. الان انا لما اذكر الامام صاحب العصر والزمان ماذا تصنعون؟ تضعون ايديكم على رؤوسكم لما نذكر الامام، هذا معناه ماذا؟ معناه هناك قضية موقعة في قلبك وماتقبل نقاش وما تقبل شك ابدا، ان الامام روحي له الفداء عندما يظهر اول عمل يقوم به الامام وهو بين الركن والمقام، والصوت من السماء الى الارض والشمس خرجت وطلعت من مغربها ، اول عمل يقوم به الامام في تلك اللحظة انه يضع يده على رؤوس العباد المؤمنين، ماذا يعني يضع يده على رؤوس العباد المؤمنين؟ انت دائما تضع يدك على رأسك فما ممكن الامام يتركك. انت كلما تذكر الامام تضع يدك على رأسك، الامام يتركك؟ لا! …[هناك] فرق بين واحد يضع يده على رأسه عندما يذكر الامام وواحد يستهزيء بالامام.. سامعين الفضائيات ماذا تصنع هذه الايام احبابي؟ نحن مشغولين عنهم، فضائيات تستهزيء بالامام.. استهزاء.. هذا شيخ يطلع في قناة معروفة يستهزيء بالامام صاحب العصر والزمان يضحك عليه، ويطلع واحد يخابرهم وهو شيعي وهو منهم ليس شيعي هذه فبركة، انتبهوا اليه، الذي يخابر يقول انا شيعي وهو ليس شيعي بريء منك التشيع ومن اشكالك.. يخابره وبعد ذلك يطرح عليه دليل وهذا يرد عليه بتأتأة وفأفأة حتى يبين ان الشيعة ضعفاء وهو من عندهم! ومن نفس الاستديو يخابره.. فيخرج يستهزيء بالامام ولذلك (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا) لما تطلع الشمس من المغرب يا ناس يا عالم باب التوبة يغلق. ليس هناك توبة ولذلك الان الواحد لازم يهيئ نفسه. اذا طلعت الشمس كل واحد يؤمن، هذا صوت جبرئيل والشمس طلعت من مغربها.. فالتوبة ليست مقبولة، نهائيا! الان باب التوبة مفتوح.. حتى الشيطان، حد الشيطان الى طلوع الشمس من المغرب. الإمام صاحب العصر يضرب الشيطان يقتله، تبقى النفس وتبقى الارض ملئت قسطا وعدلا، ما في شيطان بعد! النفس الامارة موجودة لكنها في هذه الاجواء تستقيم وتمشي بشكل جيد.
اذن هذا الامام روحي له الفداء لما يخرج يضع يده على رؤوس العباد، الرواية تقول: فتكتمل عقولهم، يعني الحضارة والعلم الذي يخرجه الامام صاحب العصر والزمان، المهدي المنتظر سلام الله عليه،  لا تستطيع البشرية ان تتحمل هذا الشيء. نحن اين الان الانترنيت، والطيارة ومخبوصين تصورنا ان الدنيا انتهت! J لذلك يرفع مستواك العقلي.. يضع يده على رأسك، ترتفع، اذا ارتفع العقل القلب يقوى. ولذلك المشكلات كلها سببها ضعف العقل، في الاسرة مثلا, الاب الناضج عقليا ما عنده مشكلات كثيرة في الاسرة. المجتمع كذلك، الملك، السلطان كذلك. فالامام يأتي بابي وامي اذا وضع يده – هذه معجزة لانه في لحظة واحدة يضع يده على رؤوس العباد وهذا الشيء لا نعرفه نحن، لانه خارج عن قدرتنا.- لما يخرج الامام بمجرد ان يضع يده على رؤوس العباد تكتمل العقول، العقل لما يكتمل ماذا يعني؟ يعني الدين اكتمل، لان الله لما خلق العقل قال له اقبل اقبل، ادبر ادبر، قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو احب الي منك ولا اكملتك الا في من احب. فالامام لما يضع يده يعني انت وصلت الى محبة الله الى حب الله الى اقصى درجات الحب الى اقصى درجات الطاعة الى اقصى درجات المعرفة. القلب في المقابل يقوى، لان هذا القلب متصل ايضا بالعقل، بل ان العقل وظيفة واحدة من وظائف القلب. (الم تكن لهم قلوب يعقلون بها) مثل (اعين يبصرون بها) (آذان يسمعون بها) قلوب يعقلون بها.
اذا صارت المسئلة بهذا الشكل احبتي، فمعنى ذلك انك تتعامل مع اهل البيت ومع هذه الحقيقة ومع  الله – كما ذكرت لكم (وسخر ما في السموات وما في الارض جميعا منه) –كل شيء في الوجود الله سخرها لكم، فمن الذي ينتفع بهذه الطاقات الهائلة في الوجود؟ الإمام الحجة المهدي صاحب العصر والزمان. الارض متجهة اليه، الكون متجه اليه، قلوبكم متجهة الى الامام سلام الله عليه، (ونحن ايضا احبتي في عصر الفتن والظلمات الان، اقبلت علينا الفتن كقطع الليل المظلم، لماذا؟ لاننا في عصر الظهور. فهذه الفتن تضرب فيها مقدساتنا، تضرب فيها رموزنا، نهاجم علنا، شايعات ضدنا، دعايات موجودة، هذه قاعدة عامة، اصحاب السلطة والمال دائما عندهم حالة خاصة ضد من يذكر الناس بالله. الذي عنده سلطة ومال يقف ضدك مثل قارون، كيف وقف ضد موسى؟ وكيف اثار الشبهات ضد موسى وهذه لاحظوها، خصوصا اهل الكلمة الحق اصحاب المنبر، ترى مجاميع كبيرة من الحفاة والصعاليك في العالم يقفون ضد هذا المنبر ويهاجمون هذا الخطيب ولكن تبقى القضية هذه حتى عند الحسين، نحن نصعد المنبر لابي عبد الله الحسين لامام رفعوا رأسه على الرمح يقرأ القرآن والشائعات ضده انه خارجي! ماذا كانت الشائعات ضد الحسين؟ انه خارجي لاسقاط سمعة الامام الحسين سلام الله عليه. لان هذا الذي يريد ان يسقط سمعتك هو ما عنده سمعة، يزيد بن معاوية عنده سمعة؟! عمر بن سعد عنده سمعة؟ فما يحتمل يرى الامام الحسين وله نور، لا يحتمل. وحق الحسين انا الان يمكن اكثر من خمسين سنة على المنبر انعى الحسين وابكي عليه، اكثر من خمسين سنة، لان من طفولتي وعمري خمس سنين، لاحظ اقول بحق الحسين هناك قضايا موجودة الى الان انا ما ذكرتها عن الحسين من مصائب سيد الشهداء، ما اذكرتها واذا اذكرها اشارة من بعيد.. ولكن انتم اذهبوا وراجعوا التاريخ وتاريخ اهل البيت، اقرؤوا في بحار الانوار، اقرؤوا في الوسائل، في ابواب الدفن عند الحر العاملي، هذا من ابناء حر بن يزيد الرياحي ، حر العاملي من جبل عامل، لاحظوا الحر العاملي ماذا يقول عن رأس الحسين وهذه التي انا لا استطيع ان اقولها. انظروا العلامة المجلسي ماذا يقول عن رأس ابو السجاد لما ادخلوه على يزيد. تتصور يعني وضعوه في طشت من ذهب؟ هذا بعدين وضعوه، لما دخلوا بالرأس الحالة والقضية بحيث واحدة من بنات الامام الحسين والسيدة الرباب اغمي عليها، لانه، يعني لا استطيع ان انقل لكم الخبر،   ولكن هي فقط اشارة، الخبر كله لا تستطيعون ان تتحملوها انتم ولا انا سوف اقولها ابدا، فقط اشارة واحدة انهم لما دخلوا على يزيد رموا رأس الحسين بين يديه. هذه اشارة واحدة.. انت حبيبك ابو السجاد، نحن واحد عزيزنا يموت نبكي عليه…)
هذه الامور لاحظوها احبابي. ولاحظ ما هو المطلوب منك ومن عندنا.  نحن يجب ان نرتفع، نرتفع بمستوانا احبابي. اذا ياتي احد يتعرض لك هو الذي يتحرش فيك ويريد منك ان لا تتكلم، الان التحرش موجود ضد اهل البيت، ضد ائمتنا، ضد الشيعة والتشيع. هذا الخطيب الذي صعد على المنبر نصف ساعة كان يهاجم الشيعة، ويتكلم ضدهم ويقول هؤلاء مجوس، ولا احد يذكره طبعا. هؤلاء هاجمونا، هاجموا ائمتنا، استهزؤا بالامام امير المؤمنين، استهزؤا بالتشيع، والتشيع والامام امير المؤمنين وائمتنا على رؤوسنا وفي قلوبنا، استهزؤا بالمرجعية، ونحن المرجعية خط احمر، ما في احد يتجاوز هذا الخط، المرجعية عندنا شيء مقدس، ما يأتي احد يزايد علينا بالمرجعية، نحن نعرف المرجعية وقدرها ومحبتنا للمرجعية ودفاعنا عن المرجعية في كل العالم. المرجعية تمثل الامام صاحب العصر والزمان، التفافنا حول المرجعية هو خطوة في طريق الامام، في طريق الظهور. الدفاع عن المرجعية كذلك، فما نسمح،المرجعية خط احمر، فلا يتعجل احد يفسر ويزايد، لا، هذه امور محفوظة ولا يختلف عليها اثنان.. ابدا.. (من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه، مخالفا لهواه، مطيعا لامر مولاه ) وهؤلاء مراجعنا هكذا، امضوا سنين طوال في قال الباقر وقال الصادق، ويستخرجون هذه اللآليء والدرر ويعطونها، انت مثلا لما تذهب للعلامة المجلسي، انظر المجلسي من هو،الشيخ الكليني صاحب الكافي، الشيخ الطوسي، العلماء الكبار، الشيخ الصدوق، هؤلاء العلماء الماضين والعلماء المعاصرين ايضا. الامام يقول ( او لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني) لا احد يتطاول ويتجرأ على مقام المرجعية، لكن بنفس الوقت انتبهوا للذين تطاولوا على مقام امير المؤمنين علي، و مارأيت احد منكم رد عليهم ولا احد ذكرهم. انتبهوا للذين تطاولوا على مقام الامام صاحب العصر والزمان سلام الله عليه. تذكرون الكلباني؟ كيف تطاول على الائمة جميعا وعلى امير المؤمنين وعلى التشيع وعلى الشيعة وصفهم بالكفرة، على امير المؤمنين يقول انه كافر. وانا كنت اتمنى صوت يرد على الكلباني، لا احد رد عليه. انا كنت وقتها في البصرة ورديت عليه.  هذه الواحد يلتفت اليها احبابي، ويلاحظ انه ايضا هذه لها حساب، لا تمر هذه الامور بلا حساب. ومع هذا كله اقول لكم نحن عندنا ثوابت في مقدساتنا لا نتساهل فيها ابدا.. يجب ان نحفظها، نحفظ الروضات المقدسة، ونحفظ مقدساتنا، ونحفظ  كل كلمة لاهل البيت ونحفظ منبر الحسين، ونحفظ هذه المدرسة العظيمة مدرسة سيد الشهداء نحفظها.
فيأتي الامام يقول لك: انت هل يمكن لك ان تعيش مع رسول الله سبعة الاف سنة؟ – لا والله سيدي، يقول: لكنك اذا ذهبت لزيارة الحسين، [في عزاء طويريج، علماء كانوا يشتركون فيه، علماء مراجع يشترك في عزاء طويريج، سيد عبد الهادي الشيرازي رحمة الله عليه العلماء الكبار كانوا يشتركون في عزاء طويريج يمشون ويركضون ركض (هالله هالله احسين وينه) هذا حضاري، هذا موقف حضاري، هذا ليس شيء بسيط حبيبي، لا تتصوره بسيط ابدا. هذا عزاء طويريج يخيف الطغاة، يهز العروش، لان هؤلاء يركضون ركضة واحدة الى الحسين وهم على اتم استعداد ان يقتلوا او يذبحوا او تقدم رؤوسهم، ليس عندهم مانع، قضية الحسين، كانما الحسين واقف بباب الخيمة غارق بالدم ينادي الا هل من ناصر ينصرنا؟.. كلكم تنصرون الحق وكلكم تسمعون الامام الحسين ينادي هذا النداء وتنطلقون.]
 اذن القضية كبيرة احبتي. اذا سمعت الدمعة تطفئ جهنم لا تستكثر، اذا سمعت الامام يقول (كل خطوة الى كربلاء حجة وعمرة مع النبي) لا تستكثر هذا الكلام، لا تقل هذا كثير، ابدا. لان الله لما اراد ان يعرف حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم رفعه الى اعلى عليين. (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى اوحى اليه الجليل ما اوحى ) ما هي المسئلة؟ يقول ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، يا رسول الله ماذا رأيت؟  قال: رأيت اهل بيتي، امير المؤمنين، فاطمة ( هذه التي دفنوها بالليل، لا تنسوها احبابي، لا يمكن تنسون الزهراء، ابدا، لانها في قلوبكم، دفنوها في الليل وضلعها المكسور، طوت دموعها على ضلعها المكسور الكسير ، طوت دموعها على جنينها (ولدها) محسن، وبالليل ووصت امير المؤمنين (ابلغ سلامي لشيعتي ) نحن ننتظر منها موقف في ساحة المحشر (ابلغ سلامي لذريتي يا امير المؤمنين – اولادي السادة العلويات في العالم يا علي ابلغهم سلامي، انظر كل سيد كل علوية في هذه الارض الان امير المؤمنين يحمل له/لها سلام من الزهراء سلام الله عليها، لانها رأت هذه المجالس)،  — (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) ماذا رأيت يا رسول الله؟ قال رأيت عليا امير المؤمنين، ابنتي فاطمة الزهراء، رأيت الحسن، رأيت ولدي الحسين.. هذا ليس بالعرش، العرش شكل آخر، (رأيت عن يمين العرش مكتوبا ان الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)، لا، رءآهم على حقيقتهم… ورأيت الحسين عليه السلام ورأيت السجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري، ثم يقول: ورأيت ولدي المهدي واقفا بينهم يصلي كانه فلقة قمر طالع كانه البدر في ليلة تمامه وكماله. وفي رواية اخرى (كانه كوكب دري).
فمعناه ولا احد يستطيع ان يعرفهم ببساطة، يجب ان ننظف قلوبنا وقلوبنا نظيفة، نبتعد عن الحرام، نحفظ السنتنا من الخنا والغيبة والنميمة، نحفظ اسماعنا من الباطل يا شباب والغناء. ونحفظ السنتنا وعيوننا حتى نرى الحقيقة امامنا. فاذا عرفتم هذه الحقائق احبتي وشاهدتموها بام اعينكم بعد ذلك تدرك ان لك دورا عظيما في الحياة. فلا تبع هذا الدور، لا تتخلى عنه، اذا تخليت عن الدور ينطفيء الانسان. عندك دور عظيم، عندك هؤلاء الاطياب اهل البيت انصرهم، انصرهم بكلمة، انصرهم بموقف، انصرهم بكتاب، انصرهم بأي شيء، شجع الناس، قل لهم اذهبوا الى كربلاء، هذه ايام الحسين، هذه ايام الاربعين. اذهبوا الى كربلاء ولعلكم تلتقون هناك بالإمام زين العابدين، تلتقون بجابر بن عبد الله الانصاري، هذا صحابي جليل. مسلم ابن عوسجة صحابي جليل. هاني ابن عروة من اصحاب النبي كان. جابر ابن برز الانصاري – غير هذا- كان من اصحاب النبي، انس ابن الحرث الكاهلي من اصحاب رسول الله ، الذي ذكّر الامام الحسين على الصلاة، هو ذكرها، ابو تمام الصائدي، هذا كان من اصحاب رسول الله، هؤلاء كانوا مع الامام الحسين سلام الله عليه، الان ايضا في ثراه: (السلام على الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك).. يقف جابر بن عبد الله الانصاري في هذه الايام، الان جابر  في طريقه الى كربلاء من المدينة.
ونحن راجعون من العمارة الى البصرة، عندما اكملنا مجلس العمارة ونحن راجعين الى البصرة، فقبل دخولنا الى البصرة هناك منطقة اسمها ابوصخير، غير ابو صخير النجف، ابو الصخير بوابة البصرة فيها حسينية، فهذا صاحب الحسينية كان معنا رجل طيب، قال انه اذا تحبون تجددون الوضوء نصلي بهذه الحسينية، قلت لا بأس. فهو يظهر بيننا وبين الحسينية كان عشر دقائق، (هذا انقل لكم الخبر حتى تعلموا شيعة اهل البيت واستعدادهم)، فبيننا وبين المكان عشر دقائق، ونحن نمشي في قافلة نمشي فيها. يظهر هو هذا الرجل بطريقة معينة اتصل بهؤلاء ان نحن جايين نصلي بهذا المكان. الى ان وصلنا الله يعلم ويشهد اكثر من عشرة الالاف من الشباب حضروا، كيف حضر هذا العدد؟! طبعا الذين معي قالوا اكثر من ستة عشر الف عشرين الف حضروا، في عشر دقائق هذا التجمع، كانما على روؤسهم الطير ينتظرون فقط يريدون ان يسلموا علينا. جالسين وانا صعدت على المنبر وما كانت عندي ساعة امامي فبقيت قرابة ساعتين الا عشر دقائق، لا انا حسيت بالوقت، واذا رجال ونساء، قلت يا سبحان الله، قبل ان اصعد المنبر جاءني رجل، شاب، سلم علي رددت عليه السلام، يبكي، قلت ما بك لماذا تبكي؟ هذا عنده موكب يستقبل الزوار، الان تدرون الطريق من البصرة الى كربلاء من النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة، من بغداد الى كربلاء، ما في منطقة في العراق الا تذكرها كل الطرق مواكب بالطريق هؤلاء يعملون الطعام والماء والخدمة للزوار، لزوار ابو السجاد. فهذا عنده موكب فيظهر فيه بعض الناس جايين قالوا له ارجع عن الطريق انت ماخذ مكان واسع. فأتى مهضوم يبكي، جاء عندي يبكي. يقول يا شيخنا انا انهضمت، هذه خيمة مالتي ردوها.. سبحان الله، انا هدأته، شفت نفسي انا صرت ابكي، قلت له حبيبي انت خيمتك ردوها اشوية عن الطريق وقاعد تبكي، تلك التي حرقوا خيمتها كيف حالها؟ كيف هضيمتها كانت؟ حميد ابن مسلم يقول اشتعلت النار بالخيام عمر بن سعد قال احرقوا بيوت الظالمين. يقول رأيت امرأة كانها الشمس الطالعة واقفة والنار تقترب اليها. قلت لها: امة الله، النار النار! قالت: يا هذا ان لنا في الخيمة عليلا… وانا لاحظت قسم من البنيات بنات الامام الحسن، – بنت الامام الحسن عمرها اقل شيء عشر سنوات لان بين موت الامام الحسن وبين كربلاء عشر سنين- رأيت اثنتين من بنات الامام الحسن قتلتا في هذا المكان، في الهجوم على الخيام وحرق الخيام تحت حوافر الخيل وبالنار. واحدة اسمها ام الحسن والاخرى ام الحسين. الان التي بقوتها وبذكائها طلعت من الخيمة والنار باطراف ثيابها هذه فاطمة الصغيرة وانا حسب تحققي من القضية واستقرائي رأيت انها رقية سلام الله عليها، هي نفسها رقية كانت. وينقل الرواية حميد ابن مسلم، الان اهل البيت يذكرونها مافي مانع ان [ينقلها] واحد مثل حميد بن مسلم لعنة الله عليه – هذا اخذ رأس الامام الحسين الى الكوفة مع خولي بن يزيد- لكن الرواية واضحة، يقول: رأيت هذه الطفلة خرجت والنار تستعر باطراف ثيابها، (هو يقول) رق قلبي لها عدوت خلفها وهي فارة على وجهها، خافت من عندي انا. ثم فاجئتها وقفت امامها مديت يدي حتى لا تتحرك. يقول: اول مرة نظرت لي قالت شيخ انت لنا ام علينا؟ قلت سيدتي انا لا لكم ولا عليكم انما هي النار اردت اخمادها. يقول: ما حاسة بالنار، خمدت النار. بعد ذلك التفتت الي، سؤال ثاني عندها. قالت شيخ هل قرأت القرآن؟ قلت نعم قرأت القران. قالت: فهل عرفت قول الله تعالى (فاما اليتيم فلا تقهر)؟ قلت نعم قرأت ذلك. قالت بالله عليك لا تؤذيني انا يتيمة الحسين.
عربي باي